أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد الحاج ابراهيم - اشكالية المثقف في الاوساط الشعبية البسيطة














المزيد.....

اشكالية المثقف في الاوساط الشعبية البسيطة


محمد الحاج ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1511 - 2006 / 4 / 5 - 05:50
المحور: المجتمع المدني
    


أكتب في هذا الموضوع نتيجة لسؤال طرحه علي مواطن يعمل مُعلّماً خارج لتوه من محاضرة في المركز الثقافي عن الفلسفة وعلاقتها بالتاريخ،مالفت انتباهي حساسية هذا الرجل من مفردات لم يتمكن من فهمها استخدمها المُحاضر في محاضرته،وأكد على أن: مثل هذه المواضيع تخص النخبة الاختصاصية وليس العامة، وهذا النوع من المحاضرات تزرع الفوارق بين البشر من مُثقفين وغير مُثقفين وكأن المجتمع بحاجة لمُفردة مُقومسة.
وُجدت المنابر تاريخيا للناس، ولغة المنابر لغة بسيطة يفهمها أبسط الحاضرين،لكن عندما لايفهم مُعلّم/وهو من الشريحة المُثقفة الوسطية/ماقيل في المحاضرة يسأل المرء ماجدوى مثل هذه المحاضرة ولمن كانت؟.
أين تكمن المشكلة في هذا الموضوع،هل في الحضور، أم في المحاضرة، أم في المُحاضر؟.
عندما يلتقط أو يُترجم مثقف موضوعا مُعيناً ويُقرر أن يُحاضر به بين الناس ما لذي يتوجب عليه فعله،أليس تبسيط الأفكار التي التقطها أو ترجمها قدر الإمكان لتثقيف الناس بها ونقل المعرفة الصحيحة لهم ليتطور وعيهم بهذا الموضوع أو ذاك،إن كان الغاية منها هي هذه، إذاً ماسر استخدام المُصطلح الذي يُستخدم بلغة بلاده التي لا يفهمها إلاّ قلّة من الحضور، هل يمكنني أن أقول أنها إشكالية المُثقف في إبراز فوقيته وتمايزه عن الآخرين ليقول الناس عنه:الله أكبر إنه عبقري دون أن يفهموا شيء من محاضرته،فيكون سر عبقريته في عدم فهمهم ما قال.
أضحكني المعلم حين قال:ماذا تعني السيبر نيطيقا؟ قلت له:علم يتعلق بفن الإدارة،قال:لماذا لم يقلها المحاضر هكذا، ألا يمكن تعريب المفردات والمصطلحات العلمية والسياسية والاجتماعية والفلسفية وغيرها ليفهم الناس ما يقول، أم أن هذا المحاضر من بقايا مُثقفينا الأوائل الذين نقلوا لنا المُصطلح ولم ينقلوا لنا التعامل معه؟.
مامن مصطلح إلا وله تعريف وتفسير ومفردة في اللغة العربية التي تُعتبر الأوسع والأكثر مرونة بالتعامل مع المُستجدات من المُصطلحات الحديثة والقديمة مُقارنة بكل اللغات العالمية،لكن المُشكلة تكمن في المُثقف الذي يستخدمها كما هي وهذا يُشير إلى عجزه في تفعيل المصطلح في وعيه من ثم في وعي الناس،وبقاءه متمترس به وبحرفيته الكائنة بسيطة في بلد المنشأ ومُعقّدة في بلاد الاستيراد.
الفلاسفة الغربيون لم يستخدموا مُفردة لم يفهما الناس بل استخدموا المُفردة من بين الناس ومن وعيهم لذلك كان للفلسفة دور غير الدور الذي كان لها في بلادنا بأسباب خروجها بلغتهم فصاروا جميعاً مُتفهمين لها،وهذا منذ أن بدأ استيراد العلوم الحديثة من الغرب فحَصَرَنا مُثقفونا وفلاسفتنا بزاوية القومسة للبحث عن تفسيرات المُصطلح بدل الإبحار ما بعد المُصطلح ما أدى لضياع وقت ثمين كان يمكن الإفادة منه.
إذاً ذاتية المثقف هي الطاغية في هذا الموضوع والتباري يكون بين المثقفين والشعراء والكتاب كحالة اختصاصية لكن عندما يُطرح موضوع التثقيف للناس لابد من اعتماد المفردة التي يفهمها الناس وليس العكس.
بمقارنة لغة الفلاسفة العرب والمسلمين مع لغة الفلاسفة الغربيين عبر عرض المواضيع التي تتعلق بالمنطق أو الوجود لايجد المرء فارقا حين تترجم فلسفتهم للغتنا لأنه حين أقرأ((ابن خلدون))أستطيع فهم مايقول لكن عندما أقرأ((كانت))بلغته أجد ضرورة لمعرفة المُصطلح ومعناه وأذكر يوم كانت عندنا ثورة ثقافية اختص اليسار بها كان كل واحد من الرفاق يحمل في جيبه دفتر صغير خاص بتعريف المصطلحات التي تُمكّنه من التحدث في موضوع ما لكن بكل أسف باستخدام المُصطلحات الفكرية والسياسية الغربية التي لايفهمها العامة وبالتالي يُصبح المُتحدّث بهذه المٌصطلحات عبقريا دون عبقرية،وأضع ملاحظة هنا تؤكد على أن الغرب حين نقل الفلسفة العربية لم ينقلها بمفرداتنا بل بمُفرداته لتسهيل فهمها،وملاحظة ثانية أن مهندسينا حين يتحدثون علميا يبقون حريصين على استخدام المصطلحات العلمية والفنية الغربية من باب احتكار المعرفة العلمية وتجهيل العمال في قطاعاتهم المختلفة والمتعددة
إن لم يفهم الناس خطابك ماذا يُجدي هذا الخطاب ولمن تُقدّمه أنت،هل هناك من تفسير غير إبراز الذات المحشوة مصطلحات مُبهمة غايتها الامتياز الذي لايتحقق طالما أنه خاضع بلحظة معينة لظهوره عبر الحوار مع الآخر،هل لنا أن نقول سمسرة بدل الكومبرادور،وتابع بدل كولونيالي،والطليعة المُثقفة بدل الأنتلجنتسيا،وعلم الجمال بدل الأستيطيقا ونُوفّر علينا زمنا نحن أحوج إليه…أعتقد يمكن ذلك بكل تأكيد.



#محمد_الحاج_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أساسيات للحوار الديمقراطي
- جدلية الاستبداد
- المندوب
- المرأة من المشاع إلى الحرية
- إلى الدكتور عارف دليله
- النهوض الديمقراطي للفلسفتين الاسلامية والماركسية
- أسامه عيد الشهيد الصامت
- عندما تسرج السلطة على صهوة المُعارضة السورية
- الفتنة العالمية الكبرى
- التفجيرات النووية الغربية في الشرق الأوسط
- الشائعه
- ندوة بعنوان - حوارات مفتوحة للجميع
- هنيئا حماس - إنها الديمقراطية الوليدة
- ضحايا الكاريزما
- الديمقراطية بين المشروع والاستشعار
- !!!إعلان دمشق موؤد طار..طار
- الدولة الوطنية الديمقراطية في العراق
- لصوص الأنظمة المتحكمة
- جنبلاط من كمال إلى وليد
- خدام - ميرو -والبقية تتوالى


المزيد.....




- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...
- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...
- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد الحاج ابراهيم - اشكالية المثقف في الاوساط الشعبية البسيطة