محمد فوزي هاشم
الحوار المتمدن-العدد: 6017 - 2018 / 10 / 8 - 17:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كنت قد بلغت 5 سنوات من عمري ، كان يبدو لكل من يعرفني لا سيما في تلك البلدة التي ولدت بها قبريط أو تلك التي ترعرعت فيها " أبو دراز " التابعة لمركز فوه أن هذا الطفل الوسيم يمتلك ذكاء خارق هكذا كانت أساتذتي تصفني ، كنت على موعد وقدر تم استدراجي إليه دون وعي مني ، كان والدي وقتها موظف إداري بالمدرسة الإبتدائية مما عجل لي بدخول المدرسة تحت سن السادسة ، ذات يوم في الصباح الباكر حزم حقيبته لرحلة ب"ادفينا " والدتي طلبت منه أن أذهب معه وارتديت معطفي وهناك تعرفت على سيدة حاولت أن تبهرني بحفظ القرآن والآخره وطاعة الله ، ذهبت للعب وشردت في طريقي ولم أعرف أين ذهبت ، ارتابني الخوف شديدا شعرت فجأة كما لو حولي ملائكة في هذا التوقيت كان والدي وأصدقاءه يطوفون المكان بحثاً عني ، اليوم وأنا أتذكر ماحدث أندم على عودتي ، ليتني لم أعد إلى والدي ، ليتني مضيت في هذا الطريق بعيداً عن تلك السيدة التي حاولت أن تجعلني تحت سيطرتها ، منذ تلك الرحلة لم تفارقني صورتها وسيرتها ، كانت تظهر لي في كل مكان ، تكاد تسيطر على جوارحي ، لكن سرعان هذا الذكاء الخارق أصبح يقف أمامها ويجادلها ، كان أحد مريديها الكبار يدعى ماهر يعمل وقتها موظف بالشئون الإجتماعية كان يلقبني ب " اللمض " كان ذكائي سبب في تعكير صفو العلاقة بينه وبين السيدة التي تزوجتها عرفياً وسرعان ما اكتشفت خيانتها لي في صغري ، لم تكن تحبني بقدر ماكانت تهوى السيطرة على فكري لكن أمام حالة التمرد والتفكير انسحبت وانتصرت بعدما أكتشفت وراء هذا النقاب وجه من التجاعيد ، دعوني أتوقف برهة عن قصة تلك السيده حتى اوقف من يصطادون في الماء العكر ، لي أصدقاء كثر يرتدون النقاب والحجاب ومثلهم بدون جميعهم أحترم فيهم قناعتهم لأنني مؤمن بحرية الفكر وحرية التعبير ولم أقصد بالتجاعيد خلف النقاب إلا تلك السيدة العجوز التي رأيتها تتلاعب بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم والتي سيطرت على فكري في صغري لكنني مالبثت واكتشفت خيانتها ، اكتشفت قبحها ، اكتشفت استغلالها للدين في خدمتها ، لازالت تلك السيدة التي سيطرت على شباب كثر باسم الاسلام وزرعت أفكار من التطرف ، لازالت تلك السيدة التي تدعى "السلفية " بجذب الشباب والفتيات لها دون أن تكون للدولة أو الأزهر أو وزارة التربية والتعليم دور في احباط مخططها في الإيقاع بالشباب الذين يرتمون في أحضانها يتزوجونها عرفيا ، يلوذون إليها ربما لانتشار موجة الإلحاد أو اللغط الذي يحيط حول العلمانية والمدنية وتستغلها تلك السيدة في ابراز مفاتنها ليفتتن بها الشباب والفتيات ويؤسسون بيوتهم على ذلك الفكر المتطرف
#محمد_فوزي_هاشم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟