أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مهند البراك - نادية مراد، رمز نضالي نسائي عراقي !















المزيد.....

نادية مراد، رمز نضالي نسائي عراقي !


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 6017 - 2018 / 10 / 8 - 00:56
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


ساهمت المرأة العراقية و منذ بدء النضال الوطني، مساهمة فعّالة كتفاً لكتف مع اخيها الرجل و سجّلت ايات من الملاحم البطولية النادرة، من اجل حياة حرة كريمة لشعب العراق، ملاحم لم تُذكر بما يليق بها للاسف و لأسباب متعددة ابرزها الموقع المتخلف الذي رماها به حكم التخلف الديني و الاجتماعي العشائري الذي ابتُلي به مجتمعنا، و الذي خضع له حكّامنا بل و زادوه ظلاماً كما يجري في ظل حكم الاسلام السياسي .
و لم تكتف المرأة العراقية بتشجيع و مساعدة الرجل في الكفاح و انما تقدّمت الصفوف في النضال، فشعبنا لاينسى تضحيات نسائه من كل مكوّناته و الوان طيفه القومي و الديني و المذهبي و من مختلف المواقع، حين كُنّ في مقدمة صفوف النضال السياسي، من ابنة بغداد "فتاة الجسر" التي شدّت الصفوف التي ارتبكت اثر اطلاق الرصاص على المتظاهرين فاستشهدت بنيران الدبابات على الجسر القديم (جسر الشهداء لاحقاً) بينما الصفوف تتقدّم، في وثبة كانون عام 1948 . .
و ممن قضيّن زهرة شبابهن في سجون الطغيان السعيدي، و من شاركن ببسالة في مقاومة انقلاب شباط الاسود عام 1963 ، و العشرات ممن تصديّن لأرهاب البعث الصدامي و استشهدن في اقبية التعذيب و عُلّقن على المشانق و استشهدن في مواقع قتال البيشمركةالانصار و النضال السري آنذاك ، من الشهيدات : البصرية عايدة ياسين و رفيقاتها ـ شذى البراك/ الاعظمية، ماجدة عبد المجيد/ ديالى، نادية كوركيس/ عنكاوا، سهاد الورد/ الكاظمية ـ، ثم الكربلائية رسمية الوزني، الصابئية احلام عذيبي، المسيحية موناليزة، العربية الانبارية وصال شلال، الفيلية ليلى قاسم، الكردية عائشة حمه امين (عيشه كلوكه) . . و العشرات العشرات غيرهن.
في وقت حققت فيه النساء العراقيات نجاحات بارزة في المجالات الأكاديمية و برزت منهن الطبيبات ( منهن لحاظ ابراهيم الغزالي الحاصلة على جائزة اليونسكو) و المحاميات و الحاكمات و المهندسات (منهن المهندسة العالمية زها حديد) و الصحفيات و الكاتبات ممن لعبن ادواراً بارزة في مهنهن و اشتهرن عربياً و عالمياً، و المربيات الفاضلات، اضافة الى بروز نضالهن الاجتماعي السياسي في تشكيل رابطة المرأة و عميدتها المناضلة المعروفة نزيهة الدليمي (اول وزيرة في العالم العربي)، و تشكيل جمعية الهلال الاحمر العراقية بمبادرة الطبيبتان لمعان و سانحة امين زكي.
لتتواصل قوافل نضال النساء و تضحياتهن بعد سقوط الدكتاتورية من الشهيدات : الاعلامية اطوار بهجت من سامراء، امية جبارة من ناحية العلم/صلاح الدين في مواجهة داعش الإجرامية، الناشطة الحقوقية البصرية سعاد العلي في تأييدها لمظاهرات البصرة، و العشرات غيرهن . .
من ناحية اخرى و فيما تتواصل مسيرة البلاد بديمقراطية عرجاء و بعنف الميليشيات و انواع العصابات و فرق الاغتيالات، مُنحت السيدة نادية مراد جائزة نوبل للمناضلين من اجل منع العنف الجنسي كسلاح في الحرب و في الحكم، رافعة اسم العراقيين و العراقيات و رافعة اسم طائفتها الأيزيدية و حقها في الحياة و المعتقد عالياً، و لأول مرة في تأريخ البلاد . .
فبعد مقتل افراد عائلتها في قرية كوجو الايزيدية على يد داعش و بعد سبْيها المشين، هربت من الاسر و العبودية الجنسية و قاومت داعش بشدة اعلامياً بجرأتها و بكرامتها الجريحة في العديد من القنوات الاعلامية العالمية، بجرأة لامتناهية، خاصة و هي من اكثر المجتمعات العراقية محافظة . . لقد ثارت على كل التقاليد البالية، جالبة انظار العالم لما يدور في العراق من صراعات دينية و طائفية يندى لها الجبين، صراعات مارست و تهدد بإبادة جماعية لشعوب و طوائف و ملل، كان ابرزها ماجرى في سنجار و القرى الايزيدية و المسيحية في الموصل على يد داعش الاجرامية، في محاولة للاستئصال العرقي الديني للايزيديين بقتل الرجال و سبي و تنزيل النساء الى اسواق النخاسة الاسلاموية القذرة باسلحة الاغتصاب و جهاد النكاح، و استعباد الاطفال ليكونوا مقاتلين في فتوحاتهم المجنونة . .
و قد تعاطفت المجتمعات الدولية مع نضالها من اجل قضية الايزيدية، و ُمنحت عدة جوائز دولية منها جائزة سخاروف للسلام و جائزة هافل الجيكية لحقوق الانسان، و قابلها مجلس الامن الدولي لمعرفة ماجرى بحق الايزيدية بشكل مباشر، و اكثر من رئيس دولة منهم الرئيس اليوناني بروباكوبيس و السيسي في مصر و شيخ الازهر، و مُنحت مقعد سفيرة الامم المتحدة لمكافحة الاتجار بالبشر، و قد عبّر الامين العام لمنظمة الامم المتحدة بان كي مون عن نجاح جهودها في تعبئة الرأي العام العالمي لتقديم داعش للعدالة ـ قبل سقوط دولة داعش ـ ، بقوتها و شجاعتها و قوة كرامتها الجريحة على حد تعبيره.
و فيما يشكّل منح المناضلة الأيزيدية نادية مراد جائزة نوبل، نداءً للاسراع بتعويضات مدن و قرى الايزيديين و كل القرى المسيحية و عموم القرى التي شملها الارهاب الشنيع لداعش . . و لتحريم استخدام العنف الجنسي كسلاح قذر في الحروب و الحكم، و انزال اقصى العقوبات بحق من يستخدمه، و دعوة لمعاقبة مستخدميه من رجال دولة داعش الاسلاموية . . و من جانب آخر فإنه يشكّل التأكيد على المطالبات بمحاكمة و معاقبة المسؤولين الذين تسببوا بسقوط الموصل و تسببوا بالكوارث و المآسي التي حلّت بالايزيدية و بالمسيحيين و التركمان و الشبك . .
و يرى العديد من السياسيين و رجال علم و ادب ان العنف الجنسي في بلادنا، قد استُخدم بشكل واسع لإسقاط المعارضين نساءً و رجالاً في زمن الدكتاتورية الساقطة، و لايزال يُستخدم من قبل ميليشيات مسلّحة مدعومة من خارج الحدود، بحق معارضين و محتجيّن ، و يرون انه من الضرورة القصوى تحريمه و انزال اقصى العقوبات بالجناة، لضمان عدم تكراره و على طريق تحقيق حرية الرأي و انقاذ السلام الاهلي و نبذ العنف . .
و بهذه المناسبة الهامة يرون الضرورة القصوى لمشاركة المرأة اشراكاً فعلياً في الحكم و ضمان تمتعها بحقوقها القانونية و الاقتصادية المساوية للرجل، و تفعيل قانون الاحوال الشخصية العراقي الذي سنّته ثورة 14 تموز عام 1958 و تثبيته و تثبيت روحه في دستور البلاد المعمول به الآن، بعد التعديلات الضرورية للتطورات الاجتماعية لعقود ما بعد سنّ القانون . .


مهند البراك ، 7 / 10 / 2018



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بقاء (الدعوة) حاكماً ضربة للاصلاح !
- البصرة حال العراق ان لم تتغيّر معادلة الحكم !
- مطالبة بتعويضات ام ضغوط للزج بحرب ؟ (*)
- للنصير الجرئ سركوت ره ش و للطبابة 2
- للنصير الجرئ سركوت ره ش و للطبابة 1
- تظاهرات الشجعان و (الديمقراطية) المهانة !
- وحدة الحزب الشيوعي قوة لليسار الديمقراطي
- هل ستشارك داعش بالعملية السياسية ؟؟
- الانتخابات و البرلمان الديمقراطي جداً . .
- الإنتخابات و سباق الائتلافات !
- اردوغان و المنطقة و احلام الامبراطورية 2
- اردوغان و المنطقة و احلام الامبراطورية 1
- - تحالف سائرون- و الآمال المنتظرة
- ولايتي : دفاع، ام تهديد ام ماذا ؟
- صفحة من حياة الناس اثر الانقلاب الدموي 2من2
- صفحة من حياة الناس اثر الانقلاب الدموي 1من2
- التحالفات الطائفية ترسّخ الطائفية و الفساد !
- العنف و الإكراه ليسا حلاً !
- حقوق الشعب و الاتفاقات السرية
- ثورة اكتوبر غيّرت العالم و الفكر 2من2


المزيد.....




- أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم ...
- الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
- تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
- بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م ...
- موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو ...
- بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا ...
- شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ ...
- بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت ...
- بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مهند البراك - نادية مراد، رمز نضالي نسائي عراقي !