هذه هي حال العراقيين اليوم . فالرئيس الأميركي الذي انتقى عبارات خطاب اللحظة ما قبل الأخيرة بدقة ، حث الجميع ، من مفتشين وصحفيين وديبلوماسيين وغيرهم على النفاذ بجلودهم ، قبل إطلاق الرصاصة الأولى . لكنه " حذر " العراقيين فحسب ، بغض النظر عن طبيعتهم . وإن كان لوح لمن هم في مخيلته منهم بعظم الحرية ، في الوقت الذي هربت مخابراته المتهم بارتكاب جرائم الحرب نزار الخزرجي إلى المملكة السعودية العربية جدا ، لكي يكون خليفة صدام حسين ، ولا عزاء للكرد والشيعة !
وكل دول هذا العالم الفسيح ، ومعهم كوفي عنان ، وعبد عبطان ، وعبود العجان ، وغيرهم استدعوا رجالهم ونساءهم ، وتركوا رهائن الطائرة المخطوفة التي اسمها العراق واسمهم العراقيون ، تحت رحمة الكابتن المجنون ، الذي منحوه هم أنفسهم شهادة طيران من دون ولا ساعة تمرين ، منذ أكثر من ثلاثة عقود .
الكويت وإسرائيل وغيرهما بدأت بالاحتياط لما يخبئه حزب الكيمياء العربي الإشتراكي لأيامه السوداء الأخيرة ، لكن لا أحد يهتم لأرواح أهلينا التي سيزهقها الدخان العوجاوي . لا أحد يتبرع بفكرة ، بكمامة ، ببلسم لجراح الأرواح .
لا عشيرة للعراقيين . كإمامهم الحسين وأهل بيته تماما . ستتنادى كل قبائل العصر لحمل جثث قتلاها . و وحدها ، جثث العراقيين ستظل في الفلوات ، ثمنا لحرية لن تأتي بأيدي الآخرين .
لكم الله يا أهلنا . فالسماوات مطويات بيمينه ، وما يرمي أحد إذ يرمي ولكنه – تعالى – الرامي الأول والأخير . وما يدريكم – أيها الطيبون المرتهنون في طائرة الموت المخطوفة التي اسمها العراق – لعل الساعة قريب . ساعة يكون بأس الظالمين بينهم . فلا صدام ولا أرباب صدام …