|
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني عصر الحضارة الاقطاعية ب - الاسلام - القوة الثورية في العصر الاقطاعي 1 - 3
عبدالله اوجلان
الحوار المتمدن-العدد: 1511 - 2006 / 4 / 5 - 12:28
المحور:
القضية الكردية
ب ـ الإسلام ـ القوة الثورية في العصر الإقطاعي
الإسلام هو أحد المواضيع الأساسية للنقاشات في التطورات العملية والنظرية على صعيد التاريخ والحاضر. ويعود سبب ذلك إلى عدم تحليل الواقع الذي عبر عنه الإسلام وعدم وضع هوية إيديولوجية بديلة كافية، أو عدم قيامه بتحويله اللازم مع تحول العصر، ولا يمكن القول أن الإسلام قد وجد المعنى الكافي عند ظهوره، إن النبي محمد أعلن نضاله الذي أحاول فهمه عن قرب "ضد الجهل"، والجهل الذي قصده هو إيديولوجية القبلية الأبوية وهذه مسألة هامة جداً، ففي الوقت الذي طور فيه موسى الدين التوحيدي ليوحد القبائل العبرية، حاول النبي محمد حلها، وما هذه إلا محاولة لتجاوز المجتمع القبلي، لأن القبائلية كانت العامل الأساسي الذي يعيق التحضر والقوة. لقد كانت في الكعبة هويات إيديولوجية مختلفة تتمثل بـ 360 صنماً صغيراً، ومن ثلاثة أو أربعة كبيرة، ولم يكن من الممكن إحراز أي تقدم دون تجاوز هذا الواقع الذي رمى بثقله على الذهنية. أما الواقع الآخر فهو الهام؛ إذ أن مكة كانت مركزاً تجارياً هاماً وحتى أن وجود المدينة كان مرتبطاً بالتجارة. ويمكننا القول أنه كما كانت الحضارة المصرية والسومرية مدينتين لهبة النيل ودجلة والفرات فإن الإسلام كان هبة التجارة التي كان مركزها مكة في شبه الجزيرة العربية. والإرث العبري هو ثمار تجارة تطورت بين المراكز الحضارية في الأساس، وعندما نأخذ بعين الاعتبار الهيمنة اليهودية على التجارة والتمويل العالمي يمكننا فهم دور التجارة العظيم في التطور الحضاري بشكل أفضل. يشكل الدور الحضاري للتجارة والتوتر البدائي للتعصب القبلي الأرضية الاجتماعية المادية الأساسية في انطلاقة سيدنا محمد، ففي الوقت الذي كان فيه أحد الأطراف يضغط من اجل التحضر والتقدم كان الآخر يلعب دوراً معاكساً، وينحدر إلى التخلف والتعفن عبر الصراع القبلي المستمر. فكان سيدنا محمد يدرك أهمية المراكز الحضارية الكبرى الثلاث: ففي الشمال كانت روما الشرقية المزدهرة حيث النهضة البيزنطية، وفي الشرق كان الساسانيون الأقوياء، أما في أفريقيا الشرقية فكانت بلاد الحبشة التي كانت مصدراً لا ينضب للإلهام. لقد سافر محمد كثيراً مع القوافل التجارية بين مكة و بلاد الشام والقدس، وتعلم خلالها أموراً جمة من الكهنة المسيحيين ولا سيما الآشوريين ـ النسطوريين، وكانت القبائل اليهودية بجواره، حيث تعرف على عقيدة هذا القبائل "يهوا" عن كثب، وكان الصابئون ذوي الجذور الحنفية يقومون بالدعاية للدين التوحيدي كطرق صوفية وأدرية حتى في مكة، وكما تأثر عيسى بطرائق الأسينيين، فإن محمد تأثر بالحنفيين. ولم يكن صعباً سماعه بمصطلحات الزرادشتية في تقاليد وأعراف الكهنة الساسانيين. إن المسيحية واليهودية والزرادشتية هي بمثابة الإيديولوجية الرسمية في ظهور سيدنا محمد، فثلاثتها هويات إيديولوجية وصلت إلى درجة الهيمنة، وكانت آلهة الكعبة الموجودة إلى جانبه تمثل الهويات المعنوية المشروعة للقبائل. وأدى الحصار الإيديولوجي من الأطراف الأربعة إلى اقترابه من الاتجاه الحنفي الصوفي. وهكذا فان اتجاهه الذي سيتشكل هو تيار يعترف بالله "أدرياً، والذي كان له مثيل في جغرافية الشرق الأوسط منذ القرن الخامس قبل الميلاد بشكل واسع. إن الأدرية هو اسم كان يطلق على الطريقة التي تقر بحرية الوجدان، وتعد انفصالاً صغيراً عن الدين والإيديولوجية العبودية. كانت المرحلة التاريخية مرحلة انتقالية تسارع فيها تحول العبودية إلى إقطاعية بنفس طريقة تحول الإقطاعية الأوروبية إلى رأسمالية، وكانت القبائل العربية الصحراوية تعيش على تقاليد الاستيلاء على الحضارات الزاهرة المجاورة في مراحلها الضعيفة عن طريق الاختبار والتجربة حيث كانوا ماهرين في ذلك، وكانت القبائل السامية القادمة من نفس الجذور قد اتجهت بموجات نحو مراكز الحضارة السومرية والمصرية بهدف النهب أحياناً وللعمل كأنصاف عبيد في أحايين أخرى، وكان الأكاديون المثال الأول في سومر، وتوجهت القبائل العبرية ذات الأصول السامية إلى مصر، وكان العرب "بمعنى جميل" الساميون أيضاً على وشك القيام بحملة تاريخية حيث كانت هذه هي اللحظة التي قال فيها التاريخ "سر تنتصر". إن تحليل مصطلح "الله" الذي قام به سيدنا محمد كان أكبر حملة تاريخية عظيمة باسمه، حيث أن هذه المشكلة كانت بمثابة القفل، ورغم أن تحديد الأرضية المادية يتمتع بأهمية كبيرة إلا أن الأصعب في ذلك هو تحليل المصطلح الإيديولوجي الأساسي أي "الله "، ولا توجد قيمة علمية كبيرة لمحاولات تعريف الله من قبل التيارات اللاهوتية والفلسفية، ولم يتم إجراء التحليل الاجتماعي للمصطلح بعد. إن " أل" = الروح هو إله تعود جذوره إلى السامية، وهو مصطلح إله رغم المعطيات المحدودة الموجودة بين أيدينا. وأعتقد أنه تصور بمعنى "إله السماء العالي" وقد طورته القبائل بعد مرحلة الدين الطوطمي وتحت تأثير الحضارة على الأغلب، ويلفظ ذلك في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية بشكل مختلف وبلهجات مختلفة، ويمكن أن يكون قد تم تحويله إلى مصطلح كهوية إيديولوجية أساسية بشكل يوازي "القبيلة = الشيخ" و "الطبيعة = أل"، وإن التفكير به كمالك شامل للنظام الطبيعي يتزامن مع تطور القبائل، وكما هو الشيخ صاحب القبيلة فإن صاحب الطبيعة هو أل "الله"، إن الشيخ هو في موقع الزعيم السياسي والمعنوي للقبيلة في الوقت نفسه، إذ تكمن قوة القبيلة وتعاظمها في مسؤوليات وقوة الشيخ، إنه شكل بدائي من الملكية، والتفكير الناجم عن هذا الوضع لدى الشيخ أسفر عن تنصيب نفسه على رأس القبيلة، أي أنه صاحبها، وهكذا يكون الله فوق الطبيعة كلها وصاحبها، لقد تطور كلا المفهومين وأوليا الأهمية، وبذلك فقد تم وضع "أل" مقابل " العالي"، وفي المرحلة التي تحررت فيها القبيلة من الخنوع والارتباط الكلي بشروط الطبيعة، وحصلت على مقومات العيش الحر والآمن، ومع حدوث التمايز تشكلت العلاقات الفوقية والتحتية، ومثلما لعب الصاحب العالي دور المهيمن فانه في نفس المرحلة ضعفت العقائد الطوطمية، وبتشابه مماثل حدث الانفصال في الطبيعة إلى أرض وسماء، مع تصورهم أن "أل" هو حاكم السموات والأرض "كما يحكم شيخ القبيلة قبيلته ورعاياه"، وبذلك تم وضع مصطلح الإله، إن مصطلح الله يعبر عن الملكية إلى جانب السمو، وهذه صفة مهمة كمالك وحاكم، إن المالك والملك مشتقة من مصدر "الملك"، وتتفاعل علاقة الملكية في جميع اللغات السامية وتكتسب معنى عند القبيلة يصل إلى الملك، وتتقي الملكية والسمو في القبيلة مقابلها على شكل حاكم السموات والأرض أي الله، في علاقة الأرض والطبيعة والسماء. إن التفكير بـ "أل" كإله واحد منذ البداية له علاقة مع طبيعة الصحراء الرتيبة بشكل وثيق. فعلاقة الله السامي بالأرض والسماء هي انعكاس لعلاقة الشيخ بالقبيلة على الأرض، ويتصف هذا المصطلح المتكافئ بصفة توضيحية، ومن المؤكد أن هناك علاقة وثيقة بينهما. لقد كان تعدد الآلهة أساساً في التطورات الاجتماعية لمصر وسومر والإغريق والهند والتي تواجد فيها قوى متعددة تحكم الحياة، وتم الوصول الى مفهوم الإله الواحد بعد فترة زمنية طويلة مع الوصول إلى مرحلة مركزية السلطة السياسية وإن لهذه الملاحظة قيمة توضيحية عالية. لقد وجد الله كتصور لشبه الجزيرة العربية له مكان في عقلية جميع القبائل السامية، وكهوية إيديولوجية منذ الألفية الثانية قبل الميلاد تقريباً، إن ارتقاء وانتشار هذه الهوية المستندة إلى التمايز داخل القبيلة ونظام الطبيعة الرتيب يعكس مستوى تطور القبائل. ومن المفيد جداً رؤية الله كمصطلح أساسي في جغرافية الشرق الأوسط وفي جميع الدول الإسلامية عن كثب. ويجب أن نعرف جيداً قوة المصطلحات فقد تتضمن المصطلحات الجديدة معنى مذهلاً وكأنها الواقع نفسه في المرحلة الطفولية الإنسانية، ويكون بالإمكان وضع المصطلح مكان الواقع، حتى أن فيلسوفاً كأفلاطون يضع الأولوية في عالم من المثاليات، ويجد العالم المادي معناه وقيمته بسيطة كقيمة الظل، ولا شك أن السبب الأساسي في ذلك هو تطور قوة المصطلح والمنطق عند الإنسان. فقوة الفهم بهذا المستوى هي ظاهرة جديدة وخارقة للعادة ، لقد بدأ عصر المعرفة وبدأ العقل يثمر. وأوصل الدين التوحيدي بتصوراته طراز الفكر الفلسفي إلى الذروة بقوة المعنى، وبذلك تكون البشرية قد دخلت مرحلة الشباب. ويكون المصطلح القابل للشرح والتوحيد والتفسير أرضية لمعنى إلهي أو لمدرسة فلسفية. إن إنتاج المصطلحات وترويضها بحيث تلائم الممارسة العملية هو أهم عمل مقدس وأساسي للكهنة والفلاسفة الجدد. والمصطلح الذي يؤدي إلى توحيد وتقوية المجتمع هو أثمن سلعة ووسيلة تقوم بوظيفة التغيير. لقد بدأت الإنسانية تعيش العصر الأكثر ازدهاراً لتحويل اللغة إلى مصطلح وتطور العقل بتأثير أكثر من التحضر. فالحضارة بإحدى معانيها هي تمايز المصطلحات الأساسية، وقدرتها على توضيح الظواهر، والواقع الذي تعكسه وتمركزه في العقل الاجتماعي، وبشكل عام يتحقق التطور الاجتماعي بتطور مستوى اللغة والمصطلحات بشكل متوازٍ، إن الواقع اللحظي بين العقل واللسان هو حدث يعني قدرة المجتمع على السمو بنفسه الى الإدراك، والوعي والإنتاج من جديد، فالمجتمع لن يكون قادراً على الإنتاج من جديد دون عقل وذاكرة، ولا يتجاوز وضع الحيوان في مستوى التكاثر بغرائزه، إن التطور والتحول إلى مجتمع ممكن باللغة والعقل، والمجتمع الذي يفقد لسانه وعقله هو مجتمع منتهٍ أو أنه شيء آخر، ولذلك فإن الشيء الأساسي للمجتمع هو التطور العقلي الذي يؤدي إلى الذاكرة الاجتماعية والتقاليد والدين والفلسفة والعلم، فلا يمكن الاستمرار بالوجود المادي فقط كالحيوان. ويعتبر الدين والمصطلح الحجر الأساسي للتطور العقلي والذاكرة الاجتماعية، ولا يمكن تحقيق أي فاعلية اجتماعية دون امتلاكهما، وجميع المؤسسات الاقتصادية والسياسية تعتمد في سيرها على اللغة والمصطلح والقوة الفكرية المستندة عليها. والقوة الفكرية هذه هي القيم والقوانين الأولى التي اكتسبت كياناً كمؤسسة أساسية على شكل تقاليد وذاكرة اجتماعية وأخلاق، وتكتسب التصورات "اليوتوبيا" المتعلقة بالمستقبل قيمأً على شكل آمال. وهذه تمثل اليوتوبيا الأساسية كونها تتضمن الذاكرة القديمة والأخلاق والتقاليد والدين الاجتماعي، ولهذا السبب يأخذ موقعه كمؤسسة اجتماعية أساسية منذ البداية، وهكذا نرى بأن هناك علاقة ديالكتيكية وثيقة ومصيرية بين الدين والمجتمع. وعندما نقيم الاصطلاحات الدينية بهذا المضمون، سيظهر أنها تمثل قوة الفهم للمجتمع، فإنزال المسألة الى مفهوم مادي فظ على شكل "الدين سفسطة"، ولا يوجد الله "سيشكل مسألة خطرة سفسطائية وغير علمية سفسطائية مثل القول "الرب هناك أو أنه هكذا". والشيء الصحيح يبقى: ما هو الدور الذي يقوم به الدين في الواقع الاجتماعي وما هي القوة أو المؤسسة التي يشكلها؟. أما السؤال الذي تم تطويره فيما بعد والذي يقول: من الذي يسيّر الكون؟. فهو موضوع يتعلق بالفلسفة والفلسفة الدينية. وعندما نصل إلى المرحلة العلمية تكون أجوبة هذه الأسئلة مصاغة على شكل قوانين علم، وهي مراحل تولد بعضها البعض، فهذا التطور في المفاهيم سيستمر إلى ما لا نهاية، أما التخلف والتعصب والسفسطائية فتعني قبول صحة ومستوى المعنى في هذه المرحلة والتعميم المطلق ومحاولة فرضها على الجميع، ومثلما ظهرت الدوغمائية الدينية فإن التعميم أيضاً هو نتيجة طبيعية لهذه المفاهيم، والإنكار الفظ لظاهرة الدين لدى المجتمع هو الرد الذي يغذّي هذه النماذج المرحلية ويسفر عن أطراف مضادة سلبياً، ولا يمكن لعلم الاجتماع الارتقاء إلى مرتبة العلم دون تناوله الواقع الاجتماعي في هذا الإطار والإجابة على كيفية ظهور المعاني والتمأسسات ونوع القوة التي تمتلكها. إن مصطلح الله هو أحد المؤسسات الدينية الاجتماعية الأساسية التي ظهرت ضمن هذا الإطار، تتطور وتتقوى بشكل دائم. لقد اقترب السومريون والمصريون من هذا المصطلح بهذا الشكل كما نرى تطوراً مشابهاً لدى الزرادشتية، ومع تصاعد التحول المركزي للقوى لدى المجتمع فإننا نرى تقدماً باتجاه توحيد الإله في المصطلحات الدينية كنمط تفكير أساسي، ونرى التطور في المصطلحات ينتهي بنتيجة الإله الواحد، ونصل إلى صيغة الملك في الأرض والله في السماء. يحتوي توحيد مصطلح الله في شبه الجزيرة العربية على عدة تطورات اجتماعية هامة في الأصل، مع أن معين هذا المصطلح ينبع من تقاليد السومريين والمصريين إلى حد كبير. وإن له جانب مضاد وأصيل إذ كان في الثقافة السومرية والمصرية تركيبة الإنسان ـ الرب، وقد أعلن النماريد والفراعنة أنفسهم ملوكاً ـ أرباباً غالباً، وأداروا المرحلة العبودية حتى القرون الوسطى كملوك ـ أرباب، وأثبت من خلال الاكتشافات التي ظهرت في قبور الفراعنة في الأهرامات وقبور السومريين أن عبيد الملوك هم ملحقين بهم، وعندما يموت الملك يعتبرون أنفسهم أمواتاً ويتم دفنهم مع أسيادهم وهم أحياء، أنه وضع يبعث على الرعب، وإيجاد حل لهذا الواقع هي المهمة الأساسية للبشرية، وربما تصاعد أطول نضال مقدس عبر التاريخ ضد الملوك الذين كانوا يعتبرون أنفسهم آلهة عظيمة مقدسة في حرب إيديولوجية طويلة، وفي هذه النقطة بالذات تكمن عظمة سيدنا إبراهيم واعتباره جداً لكل الديانات المقدسة انطلاقاً من هذه الخصوصية، فقيام إبراهيم بتحطيم الأصنام يعني توجيه أكبر ضربة قاتلة لمصطلح الإله ـ الملك، ولهذا السبب يتم تقديسه باستمرار. لأنه وبدون نجاح هذا الموقف الذي قام به النبي إبراهيم لما كان هناك حائل يمنع دفن الإنسان حياً، ومازال القول في مناطق مدينة أورفا إنه إذا قام الرجل بفعلة ما فإنها تعد نزوة، أما إذا ما نظرت الفتاة بعيون راغبة، فإن إصدار فرمان الموت سيكون بانتظارها، ويعتبر ذلك من آخر مخلفات القوانين النمرودية. إن العادات والتقاليد الموجودة منذ خمسة آلاف سنة مازالت تنفذ واقع الملك الرب، وتعاقب على تصرفات الإنسان الأكثر طبيعية بالموت، وهذا يؤكد أن النبي إبراهيم لم يولد في هذه الأرض عبثاً، وربما أن الواقع السومري والمصري العبودي الأخطر والأسوأ بقوانينها هي التي خلقته. إن سمو الله الذي أكتمل بالنبي إبراهيم مرتبط بشكل قطعي بإلغاء هذا القوانين، والميزة الأولى هي قاعدة "لا يمكن للإنسان أن يكون الله"، لقد جرت محاولات لتحليل العلاقة بين البنية الاجتماعية المتمايزة للقبائل في هذه الجغرافية التي عاشت فيها تقاليد الديانة الإبراهيمية وبين مصطلح الله. لكن معناها الحقيقي وجانبها الأصيل يكمن في مناهضتها لمفاهيم الديانة السومرية والمصرية ولآلهتها. فعندما يقول أن الإنسان لا يمكن أن يكون إلهاً. يعني ذلك أن فرعون ونمرود لا يمكن أن يكونا آلهة. ولهذا قيمة إيديولوجية عالية وقيام النبي إبراهيم بتحطيم الأصنام كانت بداية ثورته، تحمل أكبر معنى في مضمونها، إنه يصرخ بأن عهد مساواة نمرود وفرعون بالآلهة قد ولى، إن الله الذي تعالى في نزعة إبراهيم وجه ضربة قاضية للعبودية المطلقة، وهو أمر تقدمي ودافع إلى الحرية، وسيتطور ذلك أكثر عند النبي موسى. إذ دكت نداءات الله التي انتشرت في كافة الأصقاع كإله عام لجميع القبائل، أنظمة الملك ـ الإله من جهة، ولمرحلة الطوطمية المتعصبة للقبائل من جهة أخرى. حيث مزقتها وتجاوزتها، وهنا يكمن جوهرها الثوري، ولذلك فإنها تحتل مكانة هامة في التاريخ. صحيح إن الذي رُفِعَ وسما هو الله، لكن المجتمع أيضاً تقوى وارتفع مستوى الحرية فيه. إن الحروب والعمليات التي نفذت باسم "الله" على مدى قرون كانت تقوم بمهمة وظيفية مع شعار ثوري هام، إلى أن تجاوزت مرحلة التخلف والتعصب، فنداءات "يالله، الله أحد"، في مرحلة المجتمع الإقطاعي والعبودي تعبر عن نفس معنى شعارات، "لتحيا الليبرالية ـ لتحيا الاشتراكية" التي كانت شعارات للمرحلة الرأسمالية. ونظرة علمية اعتيادية تكفي للاستدلال على هذه الحقيقة.
#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الخضارة الديمقراطية الفصل الاول
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة اليمقراطية الفصل الاول ا
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول
...
المزيد.....
-
أزمة الجوع والتجويع الإسرائيلي الممنهج تتفاقم في غزة وبرنامج
...
-
بين لهيب الحرب وصقيع الشتاء.. الجزيرة نت ترصد مآسي خيام النا
...
-
في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع
...
-
سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون
...
-
كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
-
اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
-
السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في
...
-
ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
-
السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير
...
-
غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|