أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - مَن هو ٱلأمىّ؟















المزيد.....

مَن هو ٱلأمىّ؟


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1511 - 2006 / 4 / 5 - 12:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما جآء فى مقال "من هو ٱلذى يقرأ؟" دعانى للعمل فى ٱلجواب على سؤال "مَن هو ٱلأمىّ؟". وكنت قد بيّنت مفهومى لدليل كلمة "أمة" ولأصلها ٱلثلاثى "أَمَّ" فىۤ أعمال سابقة. وأعود هناۤ إلى ٱلتكرار فى عرض ٱلمفهوم بسبب ٱلاختلاف فى دليله مع ٱللّغة ٱلفصحى ٱلتى تهيمن علىۤ إدراك ٱلمتابع لأعمالى بفعل ٱلتعليم بوسآئلها ٱللاغية منذ ٱلصغر.
وما رأيته فى دليل ٱلفعل "أمَّ" أنّه يضم دليلَ ٱلأفعال (نسخ وتبع ولحق). وهو يبين لى قوة معلومات مخزونة تُنسخ مع كلِّ مولود. وهى ٱلتى توجّه أفعاله وتتحكم بها وفق منهاج محدد program يتبعه فىۤ أفعاله من دون أن يدرى به ويلحق بأفعاله ءَابآءَه ٱلأمِّيِّن. وٱلمثل عليه فىۤ أم كومبيوتر computer mother board من دون تنزيل ويندوز ومناهج مختلفة عليه. وهو ماۤ أفهمه من ٱلبلاغ ٱلعربىّ:
"وما مِن دَآبّةٍ فى ٱلأرض ولا طٰۤئِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيهِ إلاّۤ أُمَم أَمثَالُكُم" 38 ٱلأنعام.
فلكلِّ لون من ٱلدَّوآبِّ أمّته وفق خلقه وتسويته. وفى كلِّ كومبيوتر أمّ تهدى إلى تنزيل ٱلويندوز ومن بعده تنزيل ٱلمناهج ٱلمختلفة. فٱلأمّة هى منهاج يحكم ٱلسلوك وٱلأفعال. وٱلبشر "ٱلأمّىّ" هو ٱلّذى يفعل وفق أمّه من دون خبرة فى أمّه وويندوزه ومن دون أن يدرى بسبب أفعاله. وهو لا يفكر ولا يسأل ولا ينظر ولا يوصل إلى علمٍ فى كيف بدأ ٱلخلق. وهو ٱلجاهل ٱلذى يتبع أمّة لونه ٱلبشرى human mother board وويندوزها ٱلمنزّل بنفخ ٱلرّوح فيه (ءَادم). وحاله يشبه حال ٱلكومبيوتر من دون مناهج.
هٰذا ما كان عليه محمّد ٱلأمىّ (لم يكن يدرى ولا يتلوا ولا يخطّ ٱلكتاب) من قبل تنزيل ٱلروح ٱلقدس على قلبه ليكون من ٱلمنذرين:
"وما كُنتَ تَتلُوا مِن قَبلِهِ مِن كِِتَـٰبٍٍ ولا تَخُطُّّهُ بِيَمِينِكَ إذًا لاّرتابَ ﭐلمُبطِلُونَ" 48 ﭐلعنكبوت.
"وكذٰلك أوحَينَآ إليك رُوحًا مِّن أمرِنا ما كُنتَ تَدرِى مَا ﭐلكِتَٰبُ ولا ﭐلإيمَٰنُ" 52 ﭐلشّورى.
أمّا من بعد ﭐلوحى فقد جعله ٱلروح ٱلقدس ٱلمنزّل على قلبه يدرى ويتلوا ويخطّ ويعلِّم ٱلكتاب وٱلحكمة. وٱلروح ٱلمنزّل تشبهه مناهج تطوير ٱلويندوز وٱلمناهج ٱلمختلفة ٱلتى تنزّل على فؤاد ٱلكومبيوتر computerhard disk فتجعله مفتوحا علىۤ أعمال مختلفة.
كذلك يبيّن ٱلبلاغ حال قوم محمّد ٱلأمِّيِّن:
"هو ٱلّذى بَعَثَ فى ٱلأُمِّيِّن رسولا مِِّنهم يَتلوا عليهم ءَايٰتهِ ويزكّيهم ويعلِّمهم ٱلكتٰب وٱلحكمة وإن كانوا مِن قبلُ لفى ضلٰلٍ مُّبينٍ" 2 ٱلجمعة.
لقد بيّن ٱلبلاغ ٱلعربىّ أنّ ٱلأمىّ هو ٱلذى لا يعلم ٱلكتاب وأنّ علمه فيه أمانىّ وظنون:
"ومنهم أُمِّيُّونَ لا يَعلَمُون ٱلكِتَٰبَ إلآ أَمَانِىَّ وإِن هُم إِلا يَظنُّونَ" 78 ٱلبقرة.
وبيّن أنّ سبب ذٰلك هو نسخ أمّة ٱلأبآء ٱلسَّلفيَّة ٱليهوديَّة ٱلجاهلة من دون علم وخبرة فى ٱلتطوّر:
"بل قالوۤا إنَّا وجدناۤ ءّابآءّنا علىٰۤ أُمّّةٍ وإِنَّا علىٰۤ ءَاثَارِهِم مُهتَدُونَ" 22 ٱلزخرف.
وبيّن ٱلبلاغ ٱلعربىّ أنّ أمة ٱلبشر human mother board مفتوحة لكسب ٱلخبرة فى ٱلسؤال وٱلنظر وٱلعلم وٱلتطور بفعل نفخ ٱلروح أوّل مرّة (ءَادم). وبيّن أنّ هذا ٱلكسب فردىّ ينتظر ٱلسؤال وٱلنظر وٱلعلم وٱلتطور. وبٱكتساب هذه ٱلخبرة تتحرك ٱلنفس عن أمّة ٱلأبآء وتصنع لنفسهاۤ أمّة تحنف ولا تنسخ إلا ما ينفعها فى تطورها. فتتطور وتتغيّر وتتجدد بفعل ٱلمبادرة ٱلفردية وٱلسير فى ٱلأرض نظرا وبحثا وعلما. وبيّن ٱلبلاغ أنّ إبرٰهيم هو ٱلمثل على هذا ٱلاكتساب للأمّة ٱلجديدة:
"إنَّ إبرٰهِيمَ كان أمّةً قانتًا لِّلّّه حنيفًا ولم يكن من ٱلمشركين"120 ٱلنّحل.
وهو إمام ٱلناس فى ٱلمثل علىۤ أمّة ٱلفرد وٱلشخصية ٱلتى تنفصل عن أمّة تنسخ أمّة ٱلأبآء:
"قال إِنِّى جاعِلُكَ لِلنَّاس إِمَامًا قال ومِن ذُرّيَّتِى قال لا ينالُ عهدى ٱلظَّٰلمين" 124 ٱلبقرة.
إبرٰهيم هو ٱلإمام ٱلقدوة للّذين يسيرون فى ٱلأرض ينظرون كيف بدأ ٱلخلق. أما ذرّيّة ٱلإمام. فمنهم من يجعل إبرٰهِم إمامه ويسعى عبر مبادرته ومسئوليته ٱلفردية لسلوك سبيل ٱلنظر وٱلعلم وٱلتطور. ومنهم مَّن يتبع أمَّة ٱلأبآء ٱلسَّلفيَّة فيسفّه نفسه ويظلمها "لا ينال عهدى ٱلظَّٰلمين".
فكلمة أمّة تدلّ على منهاج ٱلسلوك. وجميع ٱلكآئنات ٱلحيّة ٱلبهيمة بما فى ذلك ٱلبشر لهاۤ أمم بها تعيش وفق منهاج لونها ٱلجمعىّ (38 ٱلأنعام). أمّا ٱلإنسان ٱلفرد فينفصل ويتبرّأ من منهاج قومه ٱلجمعى. وفى ٱلبلاغ ٱلعربىّ بيانه عن إبرٰهيم ومَن معه:
"قَد كَانَت لَكُم أُسوَة حَسَنَة فِىۤ إبرَٰهِيمَ وٱلّذِينَ مَعَهُ إذ قَالُوا لِقَومِهِم إنَّا بُرَءَٰؤُا مِنكُم ومِمَّا تَعبُدُونَ مِن دُونِ ٱللّهِ كَفَرنَا بِكُم وَبَدَا بَينَنَا وَبَينَكُمُ ٱلعَدَٰوَةُ وِٱلبَغضَآءُ أبَدًا حَتَّىٰ تُؤمِنُوا بٱللَّهِ وَحدَهُ" 4 ٱلممتحنة.
فٱلّذى يسأل وينظر ويعلم ويقرأ ويطلب ٱلاطمئنان لقلبه مثل إبرٰهيم فإنّ أمّته تبادر وتسير فى سبيل تطورٍ وتغيّرٍ وعلوّ لشخصه. وقد يكون سبيله إلى ذلك فى هجرته عن دياره وقومه كما فعل إبرٰهيم وٱلذين معه. وأمّا ٱلّذى لا يسأل ولا ينظر ولا يقرأ ولا يطلب ٱلاطمئنان لقلبه فإنّ أفعاله تجرى وفق أمّة لونه ٱلبشرىّ وقومه وينسب إليها بٱلاسم (أمّىّ) ويتبع فى عيشه منهاجًا جمعيًّا لا يدرى به.
وأرىۤ أنّ ٱلأمِّيِّن ٱلذين "لا يَعلَمُون ٱلكِتَٰبَ إلآ أَمَانِىَّ وإِن هُم إِلا يَظنُّونَ" هم ٱلّذين يندفعون للقتال فى ٱلعراق وفى لبنان وفى فلسطين بزعم ٱلدفاع عن ٱلدِّين وٱلوطن. كمآ أرى فيما يفعله هؤلآء بيانًا لسلوك أمّة سلفيّة تنفر صدًّا وعدوانًا علىۤ ٱلذين يتبعون أمّة فردية شخصية. وفى قتالها لهم تُظهر عدوان ٱلأمّة ٱلجمعية ٱلأبآئية ٱلقريشية ٱلتى تقاتل مَن يطالب بمفهوم ٱلقول ٱلعربىّ "لكم دينكم ولىَ دينِ". وهىَ أمّة لا تقبل بحرية ٱلفرد فى ٱلدين "ولىَ دينِ" ٱلتى تبيّنهاۤ أمّة إبرٰهيم ٱلفردية. وهذه ٱلأمة ٱلجمعية تندفع بأفعالها ٱلأميّة تتمنّى وتظنّ أنها تقدر علىۤ إسكات ٱلمطالبين بأمّة إبرٰهيم وتقدر على حبسهم وعلى قتلهم دفاعًا عن دينها ٱلجمعىّ "لكم دينكم". وأذكر هؤلآء ٱلأميِّن بما جآء فى ٱلبلاغ ٱلعربى:
"كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَت فِئَةً كَثِيرة بِإِذنِ ٱللَّهِ وٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّٰبرينَ" 249 ٱلبقرة.
فقد بيّن ٱلبلاغ ٱلعربىّ أنّ كثرة ٱلعدد لا تأتى بنصرٍ. وأنّ عددا كبيرًا من ٱلأميِّن يسهل على فئة قليلة مؤمنة أن تغلبهم. وأرىۤ أنّه على هذه ٱلفئة ٱلقليلة ٱلمؤمنة بحقوق أفرادها أن تتحالف مع جميع ٱلمؤمنين بحقوق ٱلفرد فى جميع ٱلأرض. وأن تسقط من نفسها مفاهيم ٱلوطن وٱلقوم ٱلأبآئية وتتبع مفهوم كلمة ناس فى بلاغ ٱللّه ٱلعربىّ وتعتصم بحبله:
"وٱعتصموا بحبل ٱللَّه جميعًا ولا تفرَّقوا وٱذكروا نعمة ٱللَّه عليكم إذ كنتم أعدآءً فألَّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوٰنًا" 103 ءال عمران.
وحبل ٱللَّه هو ٱلميثاق بين ٱلناس (على ٱختلاف أصولهم ٱلقومية وٱلفكرية) وقبولهم بمفهوم ٱلقول ٱلعربى "لاۤ إكراه فى ٱلدِّين". وبٱلميثاق تقوم سلطة مؤمنين يدفعون عنهم عدوان ٱلأمِّيِّن وأمانيّهم وظنونهم.



#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَن هو ٱلذى يقرأ؟
- لماذا هذه ٱلقمة يا ملوك قوم ٱلرسول؟
- فى فقه ٱلدليل بيان
- أوقفوا ٱلإسآءة للنّبى
- فصل ٱلدولة عن ٱلدِّين
- حجب أم كفر؟
- تعقيب على سؤال مَن هو ٱلمسلم؟
- مَن هو ٱلمسلم؟
- حقّ ٱلمرأة وحقّ ٱلمرء واحد فى كتاب ٱللّه
- هل يقبل ٱللّه بٱلتجنيد ٱلإلزامى فى ٱ ...
- ٱلإنآء ينضح بما فيه
- تطور يستحقّ ٱلاحترام
- ٱلديمقراطية ليست بضاعة مستوردة
- صور للستربتيز
- لماذا هذا ٱلهدر يا وزارة ٱلأوقاف ٱلإسلامية ...
- هل يجوز تصوّر وتمثيل حياة وبعثة ٱلرَّسول محمد؟
- ماذا فى بيان كهنوت ٱلمسلمين؟
- يا حملة ٱلروح فى ٱلأرض ٱنتبهوا
- ٱليهودى وٱلاسرٰءيلى وٱلمسلم
- ٱلمصرف ٱلصناعى ٱلسورى وٱلصناعة ¤ ...


المزيد.....




- مرشح جمهوري يهودي: على رشيدة طليب وإلهان عمر التفكير بمغادر ...
- الولائي يهنئ بانتصار لبنان والمقاومة الاسلامية على العدو الا ...
- شيخ الأزهر يوجه رسالة حول الدراما الغربية و-الغزو الفكري-
- هل انتهى دور المؤسسات الدينية الرسمية؟
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ال ...
- الكشف عن خفايا واقعة مقتل الحاخام اليهودي في الإمارات
- الجهاد الاسلامي:الاتفاق أحبط مسعى ايجاد شرق اوسط حسب اوهام ا ...
- الجهاد الاسلامي:نؤكد على وحدة الدماء وصلابة الارادة التي تجم ...
- الجهاد الاسلامي:نثمن البطولات التي قدمتها المقاومة بلبنان اس ...
- الجهاد الاسلامي:اتفاق وقف اطلاق النار انجاز مهم يكسر مسار عن ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - مَن هو ٱلأمىّ؟