الحزب الشيوعي اللبناني يدعو إلى مواجهة المخطط الأميركي وعينه على الداخل

السفير

الحوار المتمدن-العدد: 429 - 2003 / 3 / 19 - 02:25
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

لاحظ المجلس الوطني للحزب الشيوعي اللبناني ان المعارضات الرسمية والشعبية للحرب الأميركية على العراق لا مثيل لها في التاريخ. وأشار في بيان صادر عنه أمس الى ان الاستراتيجية الأميركية الكبرى تعزز الاتجاهات الدكتاتورية، معتبرا ان من يمكن ان يعرقل هذه المهمة هو التحرك الذي يمكن تقوم به القوى الرسمية والشعبية <<بصرف النظر عن الدوافع والأغراض التي تحرك الفئات الحاكمة في هذه الدول>>.
واعتبر ان تعثر الخطة الأميركية تجاه العراق يؤدي الى تعثر وصعوبات أمام تنفيذ سائر حلقات الخطة الأميركية في الشرق الأوسط، وفي طليعة ذلك عدم القدرة على حل المشكلة الفلسطينية وفق الشروط الأميركية الإسرائيلية. كما تتعثر قضايا تكييف أنظمة المنطقة كي تتطابق سياسات هذه الأنظمة كليا وتخدم مصالح الولايات المتحدة، ولا شيء من ذلك حتى الأنظمة الصديقة للولايات المتحدة، ناهيك عن ضرورة ما يمثله النظامان الإيراني والسوري من عقبة أمام تسهيل تنفيذ الاستراتيجية الأميركية.
وإذ استعرض ما اعتبره محاولة أنصار الإدارة الأميركية من الحكام العرب لتأمين غطاء سياسي للعدوان، رأى الحزب الشيوعي ان هذا التفكك في الوضع العربي يضعف مقوّمات الصمود في سائر البلدان العربية، خاصة في فلسطين وسوريا ولبنان، ويعزز محاولات فرض الشروط على هذه الأطراف من الجانب الأميركي والإسرائيلي.
ولم يستبعد <<الشيوعي>> ان تلجأ الولايات المتحدة وإسرائيل، الى جانب الضغوط السياسية والاقتصادية، الى بعض الاستفزازات والاعتداءات ذات الطابع العسكري في جنوب لبنان، وتوسيع الضغط أكثر فأكثر على الساحة الفلسطينية بهدف تصعيب قيام أي كيان فلسطيني مستقل، مشيرا الى ان فلسطين ستكون الضحية الأساسية.
وأكد ان المهمة ذات الأولوية هي مواجهة المخطط الأميركي، الأمر الذي يتطلب استنهاض كل الطاقات للمواجهة.
وتوقف بيان الحزب عند الوضع اللبناني لتلمس آثار ما يجري في المنطقة عليه، فاعتبر ان <<لبنان بات في وضع سياسي حرج. فإلى جانب ما يمكن ان يستهدفه من اعتداءات وضغط سياسي من الجانبين الإسرائيلي والأميركي، فإن الوضع العربي الجديد المتفجر يضعه في موقع دقيق بين موقفه السياسي السليم، بصورة عامة، المنسجم مع السياسة السورية قوميا، وعدم قدرته على تحمل نتائج القطع، خصوصا بالمعنى الاقتصادي والمالي، مع دول الخليج وبالدرجة الأولى السعودية والكويت. والجانب الاخطر في هذا الوضع ان يؤدي ذلك الى عملية استقطابات سياسية تناحرية داخلية، خاصة على مستوى السلطة. وما يترتب وينعكس من جراء ذلك على مجمل الوضع السياسي والشعبي والمالي والاقتصادي>>.
فإذا كانت القيادة السورية قد أدركت ما تحمله الاحداث الاقليمية الراهنة والمقبلة، سعت على الصعيد اللبناني الى تحصين موقعها السياسي، وذلك في محاولة لإعادة التوازن نوعا ما الى المعادلة الداخلية. وقد تجلى ذلك في خطوة إعادة الانتشار الجديدة، وفي توجهها المرن والانفتاحي تجاه أطراف معارضة، خاصة المسيحية منها (البطريرك، وبعض أطراف <<قرنة شهوان>>). وقد قوبلت هذه الخطوات التي قام بها الجانب السوري من المسيحيين بمرونة واعتدال ملحوظين (...) فتجدد الكلام عن إعادة التوازن على مستوى الحكم، وطرح قانون جديد للانتخابات وفق مواصفات معينة (...)، ولكن الخشية تتأتى من ان هذا المسار قد تعيقه بعض التناقضات الداخلية بين الاطراف اللبنانية نفسها بسبب الاستقطابات والتناقضات الداخلية المعروفة (...)>>.

...2003 جريدة السفير

#السفير (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات