أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ناديه كاظم شبيل - الحلقه الثانيه عشر من مذكرات حنين عراقي تكون وقت احتلال الطاغيه للجاره الشقيقه الكويت















المزيد.....

الحلقه الثانيه عشر من مذكرات حنين عراقي تكون وقت احتلال الطاغيه للجاره الشقيقه الكويت


ناديه كاظم شبيل

الحوار المتمدن-العدد: 1511 - 2006 / 4 / 5 - 00:53
المحور: حقوق الانسان
    


في طريقنا الى بيت جدي كنا نرى الطائرات الشبح وهي تقصف المزارع والسيارات والجسور ولقد كان منظر الطائرات هذه يمثل الموت بمعنى الكلمه فلونها الاسود القاتم وشكلها الذي يشبه الخفاش تماما يوحيان بذلك كانت الطائره عندما تبدا بالقصف فانها تتراجع الى الوراء ثم تتوقف وعندها يتعالى صراخ الناس من الرعب فكل اب يتصور بان بيته هو المعني هذه المره لقد قصفت هذه الطائرات سيارة تحمل عروسين عاشقين في عمر الزهور وابادتهما مع جمع غفير من الاهل والاصدقاء الذين كانوا يرددون الاغاني التي تبشر بحياة سعيده واعوام مديده والموتى ايضا وزعت عليهم هذه الطائرات العادله نصيبهم من القنابل فاماتتهم الف مره لقد كان قصفا وحشيا عشوائيا فكم من الاطفال قد نحرت رقابهم في ظل حبيبهم الذي كانوا يرقصون له احلى الرقصات اما الان فالطفل يرقص مذبوحا من الالم بدت الرحلة طويله جدا بسبب زحام السيارات فالكل لا يعرف اين يكمن الامان ليتجه اليه .كانت فرحة جدي وجدتي بلقائنا لا توصف فلقد كانوا قلقين علينا كثيرا. كان جدي قد اصيب بارتفاع حاد في ضغط العين وبسبب التشخيص الخاطئ والاهمال من قبل الطبيب تضرر العصب البصري فلم تفلح العمليه الجراحيه في انقاذ عينيه ففقد لللاسف الشديد بصره وكان يعاني ايضا من نوبات الربو الشديده . كان جدي هذا مناضلا عانى من السجون والفصل والنفي ورغم هذا ظل متمسكا بافكاره التقدمية حتى وفاته وكان عبقريا بمادة اللغه العربيه والرياضيات فكان يكتب الشعر ويحتفظ به في كشكول كبيروكان يحلو له ان يخاطب جدتي باشعار جميله فتطرب لذلك وتتيه دلالا . رحب جدي بوالدي كثيروقبل ان يتناولوا الغداء ارادت والدتي ان تشكو ما لاقته من عمتي فشعر والدي بنوع من الحياء لانه كان يحترم جدي كثيرا فهو استاذه في المرحلة الابتدائيه ولم يكن يتوقع ان تحرجه والدتي فما كان منه الا ان قام مستاذنا يريد العودة من حيث اتى فابى جدي ذلك ولكن والدي اصر على ذلك وخرج مسرعا ما ان خرج ابي حتى انخرطت امي في البكاء ندماعلى تهورها وشعرت بالحزن تجاهها فبدات بمداعبتها وتسليتها واحسست باني قد نجحت في ذلك نوعا ما واخذ جدي يلوم جدتي لانها شجعتهاحينما اخذت تعاتب ابي لكونه توجه بوالدتي الى بيت عمتي بدل ان يتوجه اليهم لقد ندمت كلاهما ندما شديدا وتضرعتا الى الله ان يصل ابي الى عمتي بسلام فاستجاب الله دعائهما ولله الحمد ولكنه اخبر امي فيما بعد بانه استقل سيارة اجره حمولة ثمانية عشر راكبا ولكن قبل ان يصلوا الى جسر العباسيات بثوان لاحظوا ان مجموعة من الفلاحين والفلاحات اخذت تلوح لهم بالوقوف ولكن السائق حاول تجنبهم ظنا منه انهم يريدون الصعود معه وبسرعة خاطفه القوا بانفسهم فوق السيارة لمنعه من عبور الجسر فما هي الا ثوان حتى تهاوى الجسر في وسط النهر لان الطائرة الشبح كانت واقفة فوقه عندما اراد السائق العبور. انني وجميع اطفال الركاب نتقدم بالشكر الجزيل لهؤلاءالجنود الابطال فلولا شهامتهم ونجدتهم لكنت الان محرومة من عطف وحنان اروع اب في الوجود . لقد سبقتنا خالتي الصغرى الى بيت جدي وكان اطفالها في عمر اخوتي ولهذا حصلت بينهم بعض المناوشات التي تنتهي دائما بالحلول السلمية التي يقدمها لها جدي الحكيم كان بيت جدي قديما فحدثت شقوق عديدة في جدراته من شدة القصف فكانت جدتي تتصور بان البناء سينهار في كل لحظه فكانت كلما بدات جولة الموت تهرع راكضة هنا وهناك مرددة الايات القرانيه والادعيه التي بثها رجال الدين كي يرددها الناس وقتما تشتد رحى الموت والدمار وكانت بمنظرها ذلك تثير رعب الجميع لانهم جميعا يلاحقنها ويرددون كل ما تقول فكان جدي الحنون يصرخ بها ان تهدا كي لا تكون السبب في جنون الجميع ولكن هيهات فما في الامر حيله لان ما تعانيه يحدث لها لا اراديا وعندما يهدا القصف وتعود المياه الى مجاريها يبدا عبث الاطفال ويبدا تهديد جدتي لهم بانها سوف تطردهم الى الشارع تحت قصف الطائرات فيرد احدهم بانها سوف لن تنفذ هذا التهديد لانهم سيموتون جميعا بعد لحظات فتتشائم جداوتصفعه صفعة تطفئ نار قلبها . لقد اصاب الناس نوع من القلق الغريب فاصبحوا يخرجون الى الشوارع عندما يبدا القصف او يصعدون فوق سطوح منازلهم ربما يكون تصرفهم هذا نتيجة رغبة اكيدة في الموت فهم يطاردونه مثلما يطاردهم لشعورهم بحالة الياس والاحباط وفي احدى المرات قام احد الحزبيين بعمل ارعن كان يهدف ان ينال من وراءه وساما من ضرغام العرب فاطلق من المسدس الذي يحمله طلقات نارية متعدده تجاه الطائرة الشبح فما كان من الطيار الشريف الا وان يلقي بجميع حمولته فوق البيوت العديده ودمرها عن بكرة ابيها راح ضحية هذا القصف العديد من النساء والاطفال والشيوخ وكان من ضمنهم مدرسا شهما شريفا كان كل ما يتمناه من الله هو ان يريه نهاية المجرم صدام ولكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه واستشهدت ايضا احدى المعلمات التي كانت صديفة امي سابقا كانت المسكينة لا تلد الا البنات وكانت تعاني كثيرا من ذلك رغم ان بناتها في غاية الادب والجمال الا انها كانت تتمنى ان تلد ولدا كانت تحتضن طفلتها الصغرى حينما سقط عليهما سقف الدار فارداهما وجميع افراد العائلة في الحال كانت المسكينة تحتضن ابنتها بقوه ولم يفلح احد في فصلهما ولذا دفنتا كما ارادتا . لقد قصف ملجا في بغداد كان يضم المئات من البشر ولا ادري اي قلب يحمل ذلك الطيارالذي قتل و لطخ جدران الملجا بدم وشعر طيور الجنة الابرياء اتسائل ان كان يستطيع ان ينام ليله وان يغمض له جفن بعد فعلته الدنيئة تلك . عتبي انا الطفلة الطاهرة البريئه على القوى الكبرى التي تهشم الاطفال والزهور وتحرق الامهات والاباء في طاحونتها المجنونة الرعناء وعتبي على كل العرب حكاما وشعوباعندما اعانوا السراق والمجرمين على قتل اهلهم وذويهم واتسائل ان كانت هذه من شيمة العرب فارجو من الله ان اموت قبل ان يقال باني عربيه وعتبي على منظمة الصليب الاحمر واليونسكو والامم المتحده ومنظمة حقوق الانسان فانني اتسائل اي سبات هذا الذي غطت فيه ضمائرهم ولماذا اسدل الاشراف غطاء على اسودا على اعينهم واذابوا الرصاص في اذانهم واين هم رجال الدين في مشارق الارض ومغاربها هل جاء الاسلام ليطهر المراه من حيضها ونفاسها وليرخص للزوج بالزواج من اربعة اضافة لما ملكت يداه لقد وقف المسلمون في نفس المكان سنين طويلة جدا واخذوا يراوحون شمال يمين شمال يمين لقد بكوا وناحوا مئات السنين على خيانة الماضى ولكنهم لم يابهوا ابدا لخيانة الحاضر



#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلقه الحاديه عشره من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال ...
- الحلقه العاشره من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال الطا ...
- الحلقه التاسعه من مذكرات جنين تكون في فترة احتلال الطاغيه لل ...
- الحلقه الثامنه من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال الطا ...
- الحلقه السابعه من مذكرات جنين تكون في فترة احتلال الطاغيه لل ...
- الحلقه السادسه من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال الطا ...
- الحلقه الخامسه من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال الطا ...
- الحلقه الرابعه من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال الطا ...
- الحلقه الثالثه من مذكرات جنبين عراقي تكون في فترة احتلال الط ...
- الحلقه الثانيه من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال الطا ...
- مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال الطاغيه للجاره الشقيقه ...
- القلق
- النصيب
- من هو المسلم حقا


المزيد.....




- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ناديه كاظم شبيل - الحلقه الثانيه عشر من مذكرات حنين عراقي تكون وقت احتلال الطاغيه للجاره الشقيقه الكويت