احمد عبدول
الحوار المتمدن-العدد: 6013 - 2018 / 10 / 4 - 18:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لطالما سعت الانظمة السياسية الحاكمة الى جملة من عمليات التزوير الممنهجة لذلك التاريخ الذي سبق حكمها وتقدم تجربتها من خلال تضخيم عيوبه والمبالغة في الاساءة الى رموزه ومتبنياته لكي تظهر هي بمظهر البديل الافضل والاكفا والانسب .والتاريخ شهد الكثير من تلك الممارسات والحملات فكلما دخلت امة لعنت اختها لذا يعد مثل هكذا امر امرا مالوفا فالتاريخ لطالما كان يلفق على ايدي كتبة السلطان ووعاظه وسدنته لكن ان يزور التاريخ السياسي القريب لامة من الامم وشعب من الشعوب على ايدي ابناء ذلك الشعب نفسه فذلك امر جدير بالتوقف وحري بالاهتمام فمن عجائب العراقيين وغرائبهم انهم اخذوا في السنوات القليلة الفائتة يزورون تاريخهم السياسي وهم حديثو عهد به (سنوات حكم صدام حسين 1979ـ2003) وهم يصورون تلك الاعوام على انها اعوام استقرارامني واجتماعي وسياسي وهو امر يستدعي الحيرة ويوجب الحسرة فدعواهم باطلة ومينهم واضح فقد شهدت سنوات صدام تكريسا واضحا لواقع التجزئة والتشظي الذي اصاب الشخصية العراقية بمقتل وكان صدام حينها قد وفى بوعده وبر بقسمه عندما قالها بصوت عال في احدى خطاباته المتلفزة انه لم ولن يسلم العراق الا ترابا والمقصود بالتراب هو الانسان العراقي الذي اصبح تحت تاثير حروب نظام صدام ونزواته وصراعاته ودمويته انسانا مشوشا غير متوازن لا يستقر على حال ولا يطمان له بال حتى اذا فار التنور سلم صدام العراق الى الاميركان على طبق من ذهب تاركا من ورائه عراقا ضعيفا مقسما يجتاحه الاقرب ويطمع فيه الابعد تتجاذبه القوى وتتلاعب به الاهواء وتختلف حوله الاجندات فهو ساحة للصراع ومسرحا للنزاع عندئذ دخل العراقيون نفقا مظلما ودهليزا معتما كل ذلك بسبب صدام وزبانيته الذين اسسوا لخراب اليوم (2003ـ2018) فالحاضر هو ثمرة الماضي كما يقال .ان تبييض وجه سنوات حكم صدام المعتم هو امر لا يصدر عن عاقل ولا يترشح عن فاهم فلولا صدام وحكمه الفاشي لما كان لنا عهد ببعض من يحكمنا اليوم ممن لا عهد له بالرئاسة ولا تجربة له بالسياسة .
#احمد_عبدول (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟