محمود الزهيري
الحوار المتمدن-العدد: 6013 - 2018 / 10 / 4 - 03:41
المحور:
المجتمع المدني
الحرية لـــ نبيل النقيب المحامي .. الحرية لــــ مصر والمصريين ..
الأستاذ نبيل النقيب المحامي رهن الحبس , ولايدري أحد عن مكانه أو الجريمة التي ارتكبها , وماهي الإتهامات الموجهة إليه , ومازالت الحيرة تحاور عقول من يعرفونه , ومن لهم صلة به , من الأقارب والمعارف والموكلين بمكتبه , وقد علمت بخبر القبض عليه فجراً يوم 3 أكتوبر2018 , من منزله , وذلك في عودة غير حميدة لزوار الفجر التي صارت من جملة الزكريات القبيحة لعهود من الفجور الأمني وهتك استار الحياة الخاصة للمواطنين وترويع الأطفال والنساء, وتلفيق القضايا والإتهامات الجاهزة التي يتم إسنادهاللمخالفين للرأي في السياسة الحاكمة علي أي مستوي من المستويات التي تمس الحكم والسلطة , وكأن الرأي المخالف أو المختلف بمثابة جريمة يتوجب العقاب عليها من سلطة الحكم ..
وما أتحدث عنه هنا بما يمس رأي نبيل النقيب أو موقفه السياسي أو الديني من بعض القضايا المطروحة علي الساحة الإجتماعية أو السطح الديني الملتهب أو قضايا الحكم والسلطة والكهنوت السياسي , وليس لي شأن بماضيه أو حياته الخاصة أو موقفه المهني من قضاياه وموكليه , فهذه أمور خاصة تهم من تعامل معهم أو تعاملوا معه , وكذلك ليس لي شأن بحياته الأسرية والحياتية الخاصة ..
الأستاذ نبيل النقيب المحامي لم ألتق به إلا عبر صفحته علي الفيسبوك , فهي منبره الذي يدون فيه خواطره ورؤاه وتصوراته في السياسة والدين والحكم والسلطة ومايتراءي له من أفكار , ورؤي وتصورات مبنية علي إجتهاده العقلي فقط , فهو الغير منتمي علي حسب ما أدري , لأي جماعة دينية أو تيار ديني , وغيرمنتمي لأي حزب سياسي , ومنتمي فقط للمحاماة وللمجتمع الذي يعيش في رحابه , و التي صارت رحاب ضيقة لاتتسع إلا لمن انتموا لعصابة من العصابات الدينية من هواة الدفاع عن السماء وممن نصبوا من أنفسهو وذواتهم المتضخمة بالكذب , موظفين سماويين , ويدعوا أنهم لايتعاطوا أجراً ولاثواباً إلا من رب السماء , وكذبوا : لأنهم يتعاطوا أجورهم وثوابهم من أرباب الأرض , من أوثان السياسة وأوثان التدين المصطنع علي أعين حماة الإستبداد السياسي والإستبداد الديني , سواء في الداخل أو الخارج , وهم كذلك من يتم توظيفهم وإعدادهم لصناعة جماعات الدم المقدس والذبح والحرق من أمثال داعش والقاعدة وطالبان والسلفية الجهادية المصنوعون علي اعين وكالات الإستخبارات العالمية , وما الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا , مما يحدث ببعيد , وبالطبع معهم الرديف في المنطقة من أمثال مملكة آل سعود والإمارات العربية المتحدة , وقطر صاحبة الريادة والقيادة والوساطات والتمويل لتلك العصابات الدينية المجرمة , ومايحدث في سوريا وليبيا واليمن ببعيد , وكذلك مايحدث في العراق من تفجيرات وصنائع إجرامية طالت المواطنين العراقيين بجميع مذاهبهم وطوائفهم وقومياتهم , بأسباب المال الديني المدنس الذي يعتاش عليه رعاة مشروع الإسلام السياسي والإسلام الأمني والجهادي علي حد سواء ..
الأستاذ نبيل النقيب المحامي , شأنه شأن أي مواطن مصري , صار مأزوماً , وموجوعاً أحياناً , وأحيان اخري مفجوعاً مما يحدث , وصار مثل الكثيرين يتساءل عبر أسئلة كثيرة وتساؤلات حائرة لاتجد لها إجابات علي أرض الواقع , فظل حائراً بين كيف , ولماذا , أو لماذا وكيف , وهذين التساؤلين مازلا يتسببان في الكثير من الألم والوجع والفجيعة لكل مواطن يبحث عن حياة إنسانية آمنة مطمئنة , يأمن فيها علي أسرته ومجتمعه ووطنه من غوائل الإحتياج والعوز وارتفاع الأسعار والتفاوت الطبقي الخطير الذي صار يمثل طبقتين إثنتين , إحداهما للفقراء المعدمين المهمشين , والأخري من الطبقة العليا بما لها من إمتيازات تكاد تقترب من إمتيازات سكان الجنات التي تلبي طلبهم في كل مايحتاجون إليه من وسائل وأدوات للحياة ووسائل الراحة والسعادة والترفيه والرفاهة حتي وإن كانت طلباتهم من الحور العين ممن يسكنوا علي الأرض ..
نبيل النقيب المحامي شأنه شأن ملايين المصريين , مهتم لأمر اسرته ومجتمعه ووطنه , ومهتم لما يحيط به من غوائل خارجية تتغيا تدميره وتدمير مواطنيه , فكانت من ضمن قضاياه التي رفعها أمام محكمة القضاء الإداري دعوي حظر النقاب في المؤسسات الرسمية والأماكن العامة , ومازالت له رؤيته عبر قضية النقاب التي وكله فيها الأستاذ إسماعيل حسني , والأستاذ هشام حتاتة , وغيرهما من المواطنين المهمومين بقضايا وطنهم , ومازال نبيل النقيب يطرح رؤاه وتصوراته حول عالم السياسة وعوالم الدين والتدين , ومازالت تصوراته ورؤاه البسيطة يطرحها غيره من المهمومين بأمور وطنهم ومواطنيهم , والسؤال المحير :
لماذا تم القبض علي الأستاذ نبيل النقيب المحامي ؟!
بالرغم من أن مايكتبه علي صفحته علي الفيسبوك لاتمثل ثمة جريمة من الجرائم الجنائية , وإلا يحق لنا التساؤل : ماهي الجريمة التي ارتكبها ليتم الإعلان عنها حتي يطمئن الرجل , وتطمئن أسرته وأصدقاؤه , ويتجنبوه إذا كانت جريمته أخلاقية ماسة بالسمعة والشرف والإعتبار والخيانة العظمي والجاسوسية والعمال للخارج , وذلك حسب مسطرة أصحاب السمعة والشرف والإعتبار ممن يوزعوا الجرائم علي المخالفين لهم في الرأي بمزاعم هدم الثوابت الدينية وزعزعة الثوابت الوطنية , وتكدير الأمن والسلم الإجتماعي والعمل علي إزدراء السلطة الحاكمة وتحقيرها , أوعلي أبسط تقدير : إزدراء الأديان وتحقيرها وتحقير الرموز الدينية !!
والسؤال المتوجب :
هل الرأي المخالف في السياسة , يؤدي إلي هدم الثوابت الوطنية ومايليها من إتهامات تمس أمن الوطن والمواطنين , وكذلك : السؤال يظل قائماً : ماهي هذه الثوابت الوطنية حتي يعمل علي تدعيمها الأستاذ نبيل النقيب المحامي , ومن هم سائرون علي نفس دربه في الرأي والفكرة والتصور ؟!
وكذلك : هل نقد المفاهيم الدينية , والأفكار والرؤي والتصورات الدينية الواردة في كتب التراث الديني , بمثابة هدم للتوابت الدينية , وازدراء للأديان , ورموزها من سكان الماضي وثقافته المتنافرة مع الحاضر وثقافته والتي تعادي المواطنة والديمقراطية والتنمية والحداثة والإنسانية , أم أنه يتوجب التعريف بثوابت الدين حتي يتم العمل علي زعزعتها إذا كانت عبارة عن رؤي وتصورات وأفكار تمت صياغتها في كتب ومؤلفات تراثية تعمل علي قتل الآخر وتحقيره وازدراؤه وتسفيهه وتسفيه معتقده , وتعمل علي إعادة إنتاج الفتوحات والحروب والمعارك المقدسة تحت مسمي الجهاد في سبيل الله ورفع راية الإسلام لتكون هي العليا علي كل الأديان والمعتقدات والأجناس والألوان والأنواع , ليتم إعادة إنتاج القتل المقدس وفقه الدم والسبي وسلب الأموال والممتلكات والأشياء , وبالطبع النساء للإستمتاع بهن كملك يمين , والغلمان كخدام طيعين نشيطين , ولايمنع لدي البعض الإستمتاع بهن كذلك , حسب رؤي البعض كذلك مما ورد في كتب التراث, أو إعادة إنتاج أسواق النخاسة والعبيد والخصيان للحرملك في قصور الملوك والأمراء والنبلاء والسلاطين وبالطبع حكومة الباب العالي للخلافة التركية في اسطنبول , أو كتب التراث التي تمثل الثوابت لرضاع الكبير والنخامة والبول النبوي المقدس ودم الحجامة ومفاخذة الصغار وزواج القاصرات وغيرها من القضايا المدنسة !!
أو ماورد في كتب التراث , وماروج له الكثير من التراثيين من وجوب طاعة الحاكم المتغلب بالسيف , وإن كان فاجراً فاسقاً , مادام يترككم تقيموا الصلاة ..
أو ماروجت له كتب التراث والتراثيين من عباد النصوص التراثية , من تجريم وتحريم الخروج علي الحاكم وإن سلب المال وجلد الظهر وهتك العرض وقتل الولد , وأعتقد أن نبيل النقيب وغيرهم كثير كان يتوجب عليهم الطاعة التراثية لهذه المقولات والمأثورت لكي يكون مواطناً , عفواً مؤمناً صالحاً يرضي عنه الحاكم , ويرضي عليه جمهور المؤمنين !!؟؟
أرجوكم وفي نفس الوقت أحذركم : مايتم بمثابة جرائم متعددة في حق الوطن وفي حق كل المواطنين , وجريمة كذلك ضد الإنسانية تستوجب المسائلة الجنائية الدولية , وليست المسائلة الجنائية الوطنية !!
أفيقوا من تغول العصابات الدينية في أروقة الحكم والسلطة والتشريع والتعليم والثقافة , وإلا فالكوارث والنكبات والهزائم في إنتظاركم , وفي انتظار الدولة ومؤسساتها , وساعتها سيكون المواطنين الشرفاء هم أول المأزومين والموجوعين بما آل إليه حال الوطن , وحال المواطنين من الشرفاء عقلاً وأخلاقاً !
ومازلت أنادي وأهتف : الحرية لكل أسري السلطة من شرفاء العقل والأخلاق والضمير ..
الحرية للأستاذ نبيل النقيب المحامي ..
الحرية لمصر وللمصريين !!
#محمود_الزهيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟