|
صباح الخير السّويد
نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 6011 - 2018 / 10 / 2 - 14:25
المحور:
الصحافة والاعلام
منذ طفولتي وأنا اهاجر، وكانت أصعب الهجرات هجرتنا كعائلة من قرية المفكر إلى السلمية، فلا زلت أذكر دموع أمي على البيت الذي اشترته بذهبها، وأتذكر أبي شاباً يقود العربية ذات الحصانين، لم تنس أمّي أن تجلب معها أرغفة الخبز الطازجة التي كنا نأكلها بينما العربة تسير، وأنا أستند إلى صندوق ثيابنا الذي هو خزانة عرسها. كتبت عن جميع الأماكن التي هاجرت إليها سواء داخل سورية، أو خارجها، ولي فيها جميعاها موطن للفرح، وآخر للحزن، وآخر موطن لي هو السّويد. منذ مجيئي إلى السّويد ، وأنا أنحت باللغة السويدية التي بدت لي أصعب من باب سيم، وبعد خمس سنوات من العراك أصبحت أجيد الحديث، والقراءة والكتابة، ولا يعني هذا أن لا يستوقفني من أحاوره ويسألني: ماذا قلتِ. أي أنه لم يفهم مجمل الحديث، فأعيد من جديد بتركيز أكبر.
أخبار السويد: على المستوى السياسي: سوف يبدأ رئيس البرلمان السويدي اليوم بجولة جديدة من أجل تشكيل الحكومة، وهو أمر يكرّر في الأخبار السّياسيّة. قد تعلّمت من السويديين الاختصار في الكلام، فهم لا يتفلسفون. تسأله كيف حالة الطقس: يجيب بكلمة واحدةز مشمس مثلاً. أما الموظف فإنّك يمكن أن تشرح له حالتك بيوان شعر، ولن يتصرف سوى بجملة هي: القانون يقول كذا. طبعاً نحن لسنا في الجنّة حيث الملائكة. الكثير من السويديين متّهم بالفساد، والتهرب الضريبي، لكن تسليط الضوء عليهم من الإعلام ربما مبالغ به، حيث يتكرّر الاسم في جميع وسائل الإعلام. على هامش تشكيل الحكومة يمكنني القول أن السياسي السويدي لا يتحدث أكثر من خمسة دقائق حول أي موضوع إلا إذا كان هناك مناظرة.
الأخبار الثقافية تمّ الحكم البارحة على جان كلود أرنولت. الذي عمل في الأكاديمية السويدية لعقود، وبعد أن قدمت صحيفة داغنز نهيتر في العام الماضي بشهادة ثمانية عشر امرأ ةتعرضوا للتحرّش الجنسي . المقالات اليوم في الإعلام المرئي والمسموع تتحدث عن الحكم على جان كلود أرنولت أو كما يدعى : الشخصيّة الثقافية في تعليق على الحكم ، كتب بيورن ويمان رئيس الأمور الثقافية في صحيفة داغنز نهيتر " أن التحرش الجنسي كان ممكنًا بسبب الحماية التي يتمتع بها الرجل من أعضاء المؤسسة الثقافية الأكثر شهرة في السويد، وأن إن الحكم ضد جان كلود أرنو هو إنصاف، ويمكن أن ينظر له كمسألة لها أهميتها بالنسبة للأكاديمية السويدية ".
وكتبت اوسا ليندبوري في العمود الثقافي في صحيفة أفتون بلادت: وهكذا حصلت صحيفة داغنز نهيتر على ما ترغب به. أدين جان كلود أرنو بتهمة الاغتصاب ، والكثيون يتنفّسون الصعداء لأن ميتو أسفرت عن حكم واحد على الأقل بالسجن لم يبدأ النضال اليوم فقد كتب إكسون سفينسون، وهو مراسل عام 1997 ، عن "الإرهاب الجنسي في النخبة الثقافية". كتبت مارتينا مونتليوس في صحيفة إكسبرسن تحت عنوان: هؤلاء الرجال كانوا آمنين في نفس اللحظة التي يقع فيها الحكم ضد جان كلود أرنو ، يبدأ هاتفي بالرنين. هناك وسائل الإعلام التي تريد تعليقات لأنه أصبح معروفا أنني كنت واحدة من النساء الثمانية عشر اللواتي شهدن عليه في مقال باسم مستعار هو اسم ماتيلدا غوستافسون. كم هناك من الأشياء التي أريد قولها! إذا سمحت لنفسي بالحديث بحرية ، سأقول الكثير. ليس بالضرورة حول أرنولت ، هذه القيمة المثيرة للإعجاب ، ولكن عن المدافعين عنه المثيرين للإعجاب بشكل عام، و هم أكثر من ذلك. أولئك الذين يقفون في المدن الكبرى من أرقى الحانات مع مشروب باهظ في كؤوس أنيقة. عندما كنت شاهدة غير معروفة ضد أرنولت كتبت مقالاً قلت فيه: نعم لقد تعرّض لي بحميمية لم أكن أرغب فيها في مطعم إيست في ستوريبلان في ستوكهولم عام 1995 وتقول أيضاً أنه يطلب من المرأة أن تصمت ، فعندما سردت الأمر لأصدقائي كان غضبه كالإعصار، وصرخ على خطيبي السابق وكان يقف قربي:
هل يمكن أن تخبر زوجتك بألا تخذلني! أمّا نحن:
اعتقدت للحظة أنّها العدالة التي لابد منها. ثم تراجعت على الفور. إذا كانت المرأة السويدية التي استطاعت أن تخلع ثيابها، وتقول: هذه حريتي غير مسموح الاعتداء الجنسي عليّ ، وإذا كانت الأمريكيّة التي كانت تمشي شبه عارية طالبت بمعاقبة الجاني والمغتصب، فماذا نقول نحن، وغرائز الرّجل تثار بمجرّد أن يرى شعر رأسنا؟ لا شكّ أنّه لو قامت بعض النساء بالتعري على الهواء أمام شيخ ينصّب نفسه إماماً عليها سوف يتغيّر الوضع. إذا كان الموضوع في الغرب يتعلّق بالسّلطة والنّفوذ حسب التعليقات حول حكم أرنولت، فماذا نقول عن الاغتصاب الشّرعي للطفلات، والزوجات والتعدد؟ لا زال في مخيلتي صورة امرأة متعلمة اعتدى زوجها على ابنته، وعندما حاولت الحديث طلّقها، فعاش في نعيم وعاشت في جحيم أصبحت شبه مجنونة، وكذلك ابنتها، وابنها الذي يعيلهما. هي قصة معروفة في مكان عشت فيه في سورية. أما الأرقام فربما كانت تفوق التوقعات.
صباح الخير سوريا.
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- إنّها البداية، وليست النّهاية-
-
- الذكورة السّامة-
-
- أوقظوني عندما تنتهي-
-
عندما يخسر المرء أدلته. يؤمن بنظرية المؤامرة
-
الكيف بالمناصفة
-
عندما يكشف النّقاب
-
حول الاغتصاب
-
ما يخجلني أحياناً
-
مؤشرات السّعادة
-
الرؤساء الكاذبون
-
تداعيات الانتخابات السّويديّة
-
حول الأعمال اليدويّة
-
دراسة اجتماعية
-
يوم واحد على نهاية الانتخابات السّويديّة
-
تطردهم أحزابهم عندما يحرضون ضد العرب والمسلمين. إنّها السّوي
...
-
الأحزاب البديلة في الغرب تعادل الإسلام المتشدّد في الشّرق
-
السّوري هو الأفضل. شعار عنصري
-
مقصّات -4-
-
حول مقتل غجري في مدينة سويدية
-
مقصّات-3-
المزيد.....
-
سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي:
...
-
أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ
...
-
حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال
...
-
-أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
-
متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
-
الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
-
الصعود النووي للصين
-
الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف
...
-
-وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب
...
-
تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|