أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد البكر - الوجوديه ... المشكله الاخلاقيه ... بين عاطفيه دوستوفيسكي والعدميه .















المزيد.....

الوجوديه ... المشكله الاخلاقيه ... بين عاطفيه دوستوفيسكي والعدميه .


احمد البكر
geophysicist

(Ahmed Albakir)


الحوار المتمدن-العدد: 6011 - 2018 / 10 / 2 - 03:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نشر الكاتب والروائي الرائع عمران سيروان مقوله للكاتب الرائع ايضا دوستوتفسكيي يقول فيها تفسيرا لعبارته المشهوره الانسان دوده الارض وابن السماء:
هناك مشاكل وجوديه كبرى لا يمكن فهمها عن طريق العقل فقط ، انها تتجاوز حدود العقل ، وبالتالي فلا يمكننا فهمها إلا عن طريق الايمان ، ان الملكه العقلانيه هي جزء من طبيعه الانسان وليس كل شيئ أما الجزء الاخر الذي يلعب دورا كبيرا في الحياه فهو العامل العاطفي وللاعقلاني اي الذي لا يمكن اخضاعه للحسابات المنطقيه والعقلانيه .. (انتهى كلامه)) ..
هنا يشير فيها الى المشكله الوجوديه ويرى انها تتجاوز العقل ، كما يعتقد ان الملكه العقلانيه هي ليست كل شيئ واسمى هذا الجانب بالعاطفي اللاعقلاني (( المقصود هنا هو الجانب الميتافيزيقي الماورائي ))!
برأي الشخصي ان تيودور كان مخطأ في امرين الاول اخراج مشكله الوجود من الملكه العقلانيه وهذه مغالطه منطقيه ، والثاني اعتبار الملكه العقلانيه هي جزء وليست الكل وهذه مغالطه ادراكيه للواقع..
ان الوجود بحد ذاته ومنذ ان ادركه الانسان واصبح قابلا للفهم كان بسبب الملكه العقلانيه ، لنفترض افتراضا بسيطا لو لم يكن الانسان يملك الجانب العاطفي في تركيب نفسيته .
فهل ياترى يمكن الاكتفاء بالجانب العقلاني الأوحد في حل كل تلك المشاكل التي كانت مستعصيه للفهم من مشكله الوجود إلى الاخلاق والقيم انتهاءا بفهم الكون ؟! الجواب نعم بتاكيد الانسان لم ولن يحتاج إلى العواطف والجانب للاعقلاني فيه ليكتشف كل الذي اكتشفه ، ربما هذا الجانب يؤثر في حياه الانسان على المستوى الاجتماعي ،الشخصي وعلى مستوى العلاقات .نعم ولكن يبقى الجانب العقلاني هو المنتج والمجدد .
انا ارى وبوضح اننا نحن البشر لا نحتاج إلى العواطف لنبني عالما متطورا خاليا من الجهل . نعم نحتاج العواطف لكي نجسد انسانيتنا ونعطي الطابع الانساني في تعاملاتنا مع الاخرين فقط ..
يكمل كاتب المقال قائلا :
ان السؤال الذي ارق تيودور ، اذا لم يكن هناك اله فماذا لو حل الانسان محل الاله حينها سوف يسير وجوده كيفما اتفق ؟! يجيب هنا الفيلسوف علي عزت بيجوفيتش عن هذه الاسئله بقوله اذا لم يكن هناك اله فكل شيئ مباح وهي اجابه نجدها مبثوثه في صميم اعمال تيودور مجتمعته .حيث كان تيودور يختار الجانب الايماني بكل ماتحتويه الكلمه من دلاله غيبيه ميتافيزيقيه للاجابه عن السؤال ما الانسان ؟ ما الحياه ؟ (انتهى كلامه )-

ولكن هل هذه هي النظره الصحيحه للواقع !!! الجواب قطعا كلا ، لا ارى انها سوى نظره قاصرة تمثل امتدا خطيا جامدا لا ابداعيا للفلسفه الماورائيه . ان مساوئ الجانب للاعقلاني والعاطفي الذي يعظم منه كاتب المقال وتيودور دوستوتفسكي ، هو ليس إلا تصور عاطفي طفولي صبياني ان جاز التعبير للواقع او للكون بشكل عام ،وانه لايمكن ان يسير بلا اله أو مرشد .في تصوري انها تمثل نظره دونيه عبوديه للبشر ويبدوا هذا واضحا في اصل المقوله ((الانسان دوده الارض وابن السماء)) ،يرى كلا من تيودور وكيركفارد بالاضافه الى الفيلسوف علي عزت بيجوفيتش انه بلا اله لا يمكن ان توجد قيم مثلى ولا اخلاق ،متناسين هنا ان هذه القيم والأخلاق ما هي الا صفات بقائيه تطوريه تخدم بقاء الفرد نفسه قبل المجتمع ، بالاضافه الى انها لا تتعدى حدود الماديه تطورت عبر ملايين السنين من اسلافنا لنرها بشكلها السامي الان . وان اداعاء وجود اخلاق مطلقه هو محض ادعاء كاذب ومفرغ من الحقيقه ..
لكي اوضح كيف يمكن أن تكون اصول وبدائيات تلك القيم والاخلاق التي نعرفها الان ماديه يجب ان نضرب مثالا بسيطا وافتراضيا في نفس الوقت .. اكرر افتراضيا ولكن بنفس الوقت يخضع لمبادئ التطور الداروني وقواعد علم البيئه القديمه ..
سنفترض ان هناك تجمعان جينيان A,B .كلا التجمعين يعيشان في بيئه معزوله ويحيط بكلا التجمعين تجمعات جينيه اخرى صغيره .ّ سنفترض ان التجمع الجيني A يعيش افراده بطريقه التعايش السلمي (( لتذكير فقط الاليه التعايش السلمي هي اليه تطوريه اتبعتها الخلايا في بدايه الحياه على الكوكب )) يعمل افراده بشكل تعاوني ضمن التجمع ومع بقيه التجمعات من حولهم على مستوى نفس النوع ويخضع هذا التجمع الى فرص تزواج لا عشوائيه وغذاء متقاربه .يواجه المخاطر البيئه بشكل جماعي ..
الان لنفرض ان هناك كارثه بيئه حلت على افراد هذا تجمع ضمن نفس النطاق البيئي المعزول وقلت موارد الغذاء .. بطريقه التي يعمل بها هذا التجمع سيعمل على مشاركه مصادر الغذاء المتبقيه بعد الكارثه البيئيه التي حصلت
الاستنتاج :وفقا لقواعد الانجراف الجيني لعده اجيال سينجو عدد كبير من افراد هذا التجمع وستمرر جيناتهم وبتالي سيحافضون على صفاتهم البقائيه ..
نعود الى التجمع الجيني B افراد هذا التجمع يملكون سلوكا عدائيا ضد التجمعات الاخرى المحيطه بهم ، فامن اجل الحصول على المزيد من الغذاء وفرص التكاثر قاموا بقتل كل التجمعات من حولهم واخذ الاناث لغرض التكاثر .. فعند وقوع نفس الكارثه البيئه التي حلت بتجمع A وبعدما قلت موارد الغذاء قام افراد هذا تجمع بقتل بعضهم من اجل البقاء
واصبحت طرق التكاثر لديهم عشوائيه ..
الاستنتاج : بعده مده من الزمن سيموت اغلب افراد النوع بسبب الكارثه وبسب الامراض الناتجه عن التكاثر العشوائي وكذلك بسبب عدم قدرتهم على مواجهه الاخطار من حولهم من مفترسات بسبب النقص الحاصل بعدد الافراد ..
على احسن الاحوال سينجو فرد أو فردين وسيكون الموت بانتظارهم في طريق بحثهم عن الغذاء او بسبب اخر وبتالي فان نسبه انقراض هذا التجمع هي نسبه كبيره ..
اذن من الواضح ان البقاء للاصلح وليس للاقوى .
في هذا المثال نرى كيف ان الاخلاق الساميه البشريه التي نراها الان ماهي إلا نتاج لتطور اوليات او بدائيات الاخلاق ان جازت التسمية ، هدفها مصلحه الفرد أولا قبل المجتمع وتدخم بقائه .

بعدها يكمل كاتب المقال :
يقول دوستوفيسكي في روايه الابله ان جوهر العاطفه الدينيه مستقل عن جميع البراهين وجميع الافعال السيئه ،وجميع مذاهب الالحاد .ان في العاطفه الدينيه شيئ لا يمكن ان تدركه او تنال منه ادله الملحدين في يوم من الأيام وسيضل الامر على هذا النحو ،
ويكمل قائلا: في الايمان يتحقق الخلاص الانساني ويصبح الوجود الانساني مفهوما وله معنى وهدف وبدونه تستحيل الحياة الى شرور ،نزوات ، ورغبات بالنفس البشريه .. (انتهى كلامه) ......

لاعلم لماذا كل مدعي الايمان الغيبي يضعون او يروجون لجانب غامض في الايمان ، يقع تيودور هنا في مغالطه منطقيه ،هو يقول ان هناك شيئ لا يمكن إدراكه في العاطفه الدينيه !!!!اذن كيف استطاع ادراك مالايمكن ادراكه في هذه العاطفه ، بمعنى اخر بمجرد ان قال هناك شيئ ،اصبح هذا شي مدركا لضروره وجوده كشيئ اصلا !!!! ..
يمكننا ان نصف الايمان بانه مبداء انساني لاعقلاني بعقل واعي ،تداخل معقد بحيث يمكن للانسان المؤمن العاقل الواعي ان يتكلم بما يؤمن به وبيقين مطلق بعقل لاواعي ..
اقرب مثال لهذا هو تصرفات العقل الباطن لاواعي الذي يصور لك ان الواقع الذي يفرضه لك هو الحقيقه فيبدا دماغك بالعمل على هذا الاساس .!
أما النزوات ،اصل الشرور ، والرغبات فالاديان او الايمان لا يمكن ان يكبحها بل على العكس تماما في بعض الأحيان يعطيها طابع شرعي واخلاقي مع مرتبه الشرف . الامر مماثل بنسبه لقضيه غايه الوجود الانساني فالاديان ببساطه لا يمكن ان تعطي تفسيرا عقلانيا لهذا الوجود لسبب بسيط انها تفرض ان الانسان و وجوده كان من اجل اختبار ايمانه ، اذن كل الغايات الاخرى وبما فيها الابداع الروائي الذي يقدمه لنا تيودور دوستوفيسكي هو مجرد هراء وهرطقه فارغه وتفاهه فكريه لا فائده منها بما انه حقق غايه وجوده وهي الايمان !.

ختاما ارى ان الجانب الايماني او للاعقلاني او العاطفي سميه ماشاءت ،ماهو إلا انحطاط فكري وانتحار عقلي بالمعنى الحرفي وكلما زاد هذا الجانب زاد تخلف المجتمع وقل نتاجه العلمي وهذا هو واقع العرب ....



#احمد_البكر (هاشتاغ)       Ahmed_Albakir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطور بين عشوائيه الانتقاء ونظاميه الكون


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد البكر - الوجوديه ... المشكله الاخلاقيه ... بين عاطفيه دوستوفيسكي والعدميه .