أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - التاريخ والتأرجح بين الموضوعية والأيديولوجية















المزيد.....

التاريخ والتأرجح بين الموضوعية والأيديولوجية


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 6010 - 2018 / 10 / 1 - 15:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أشاد د. ياسرشحاته بالخليفة عمربن الخطاب..واعتبره ((من أعدل من حكم على مرالتاريخ)) بالرغم من أنّ كتب التاريخ العربى/ الإسلامى ذكرت العديد من الوقائع التى تثبت العكس..ومن بين تلك الوقائع عندما تقدم عمربن الخطاب إلى الخليفة أبى بكر، بطلب توقيع حدىْ القتل والزنا على خالد بن الوليد ، الذى بعد أنْ قتل مالك بن نويرة عاشر زوجته ((وقبل أنْ يستبرىء رحمها)) على خلاف ما جرى عليه العرف المستقرقبل الإسلام (عدم وطء الأسيرات فى أرض المعركة) وكان تبريرخالد بن الوليد أنّ مالك بن نويرة ارتد عن الإسلام..ولكن مالك أنكرأنه ارتد..وقال: أنا على دين الإسلام..وما غيرتْ وما بدلتْ..وشهد بذلك أبوقتادة وعبدالله بن عمر..ولكن خالد أصرّعلى رأيه..وأمر(ضراربن الأوزالأسدى) فضرب عنقه..وعاشر زوجة مالك بن نويرة..ولما علم عمربن الخطاب بما حدث قال لأبى بكر: إنه قد زنى فارجمه. فقال أبوبكر: ما كنتُ لأرجمه..فإنه تأوّل وأخطأ..فقال عمر: إنه قتل مسلمًـا فاقتله..فكرّرأبوبكركلامه السابق: لا أقتله. لقد تأوّل وأخطأ. فقال عمر: إذن اعزله..فقال أبوبكر: ما كنت لأشيم (= أغمد) سيفــًـا سله الله عليهم (يقصد الكفار) أبدًا (ابن سعد فى الطبقات) وعندما حضرخالد بن الوليد إلى المدينة، وذهب إلى أبى بكر، قابله عمربن الخطاب..وصاح فى وجهه: ((يا عدوالله..قتلتَ شخصًـا مسلمًـا ثم نزوتَ على امرأته..والله لأرجمنك)) (أسد الغابة فى معرفة أحوال الصحابة- المجلد الخامس- ص53)
هذه الواقعة تدل على قسوة عمربن الخطاب فى الحكم على خالد بن الوليد، فالرغم من شناعة الفعل الذى ارتكبه خالد (قتل مالك بن نويرة الذى أعلن إسلامه، وبشهادة أبوقتادة وعبدالله بن عمر..ولم يكتف خالد بذلك وإنما طلب من أبى بكرتنفيذ عقوبة الرجم، فلما رفض أبوبكرطلب منه أنْ يقتله) إذن خالد أخطأ بلا شك وتجاوز حدوده..ولكن هل هذا يستدعى التشدد لدرجة (تطبيق الحد المختلف عليه، أى الرجم)؟ وحتى بعد أنْ رفض أبوبكرفكرة الرجم، فإنّ عمربن الخطاب عندما تقابل مع خالد بن الوليد، وتوعده قائلا ((يا عدوالله..والله لأرجمنك)) أى أنه أصرّعلى الرجم (وهوكما جاء فى المأثورالإسلامى) أحد الأعراف والتقاليد اليهودية..فلماذا تمسك عمربالرجم؟ ولماذا لم يكتف بطلب القتل بدون رجم؟
000
ومع أنّ د. ياسرشحاتة خالف ما جاء فى أمهات الكتب التراثية عن شدة عمربن الخطاب وقسوته، فإنه كان شديد الموضوعية عندما ذكرما ورد فى تلك الكتب التراثية، عن العديد من الوقائع التى خالف فيها عمربعض الآيات القرآنية..ومن أمثلة ذلك أنه أوقف العمل بحد قطع يد السارق فى عام الرمادة (= المجاعة) وأوقف الحد نفسه فى سرقة النخيل..وكل ذلك بالرغم من أنّ قطع يد السارق من منصوص عليه فى القرآن وعمل به الرسول..وكذلك أوقف عمرالعمل بإعطاء المؤلفة قلوبهم جزءًا من الزكاة، بالرغم من وجود آية قرآنية صريحة بذلك..وكذلك أوقف عمرالعمل بآية توزيع الغنائم..واكتفى بدفع مبالغ أقرب لنظام الراتب..واختتم د. ياسرشحاتة هذه الفقرة قائلا ((وبذلك يكون عمرأول من وضع حجرالأساس لمبدأ تقديم المصلحة على النص القرآنى، حتى لوكان النص قطعى الثبوت والدلالة)) (إعادة قراءة التاريخ- ج2- هيئة الكتاب المصرية- عام2018- ص157)
وبعد مقتل عمراستقرأمرالخلافة لعثمان بن عفان..وذكرالباحث: وهنا تكثرالآراء والتحليلات، فالبعض يعزو اختيارعثمان نتيجة تدخل عبدالرحمن بن عوف وانحيازه لصالح عثمان وهوتدخل ((غيرنزيه)) بمراعاة أنه (صهره) وذلك بعد أنْ فوّضه المسلمون فى الفصل بين على بن إبى طالب وعثمان، فأعلن تولية عثمان..والبعض الآخريعزو الأمرلتدخل معاوية بن أبى سفيان، لأسباب عائلية، بمراعاة أنه ابن عم عثمان..وذلك عن طريق ابن عوف..وبالتالى ذهبتْ الخلافة لعثمان..وحـُـرم منها على بن أبى طالب (المصدرالسابق- ص158، 159)
وذكرالباحث أنّ عمربن الخطاب كان قد ولى موسى الأشعرى على البصرة، وولى عمربن العاص على مصر..إلخ..وعندما تولى عثمان الخلافة أبقى على الولاة فى حدود الفترة الزمنية التى أوصى بها عمر..وبعد انتهاء تلك الفترة بدأتْ عمليات عزل وتولية أقاربه، لدرجة أنه (عثمان) ولى أقاربه من الأمويين كل المناصب. وبعد سلسلة تغييرات ولى سعيد بن العاص ولاية الكوفة..ومن هنا بدأ صعود القوة القرشية الأموية بشكل واضح..وقد أعلن سعيد بن العاص (على الملأ) أنّ ((السواد بستان لقريش)) أى أنّ الأراضى العراقية ملكٌ لقريش..وهوالأمرالذى أثاراعتراض أهل الكوفة..ونتج عن ذلك أنْ نشبتْ مشاحنات، أدّتْ إلى اشتباكات بالأيدى، فى هذه الواقعة انحازعثمان لوالى الكوفة..وأقرّعلانية بأنّ أراضى العراق ملكٌ لقريش ونفى المعترضين إلى الشام (طه حسين فى كتابه: الفتنة الكبرى- من ص89- 126)
استطرد الباحث فى سرد باقى الأحداث..ولكنه لم يـُـعلق على الفقرة السابقة بكلمة واحدة بالرغم من أهمية تلك والواقعة التاريخية، المتعلقة بضم أراضى عراقية لقريش..واعتراض العراقيين على هذا الضم الذى سيـُـحرمهم من خيرات وطنهم، ولذلك تطورالأمرلدرجة الاشتباك بالأيدى. ألا تدل تلك الواقعة على حقيقة أنّ العراق (غيرعربى) وأنّ العراقيين ليسوا (عرب) وبالتالى يتبيـّـن الأكذوبة الحديثة التى روّج لها العروبيون، بدءًا من ساطع الحصرى إلى عبدالناصر، أى أكذوبة أنّ (كل) سكان دول العراق وسوريا ومصرإلخ (عرب) فلماذا سكت وتغاضى الباحث عن هذه الملحوظة؟ وأهميتها عندما يستخدم الباحث (ربط الماضى بالحاضر) لكشف الحقائق المسكوت عنها..وتنويرالقارىء بما تتجاهله الثقافة السائدة.
وبعد نفى المعترضين إلى الشام فإنّ معاوية رفض اسقبالاهم..وأعادهم إلى عثمان الذى أرسلهم إلى عبدالرحمن بن خالد بن الوليد الذى أمعن فى إذلالهم، بتعظيم أمرنفسه وأمرأبيه..وأمّـرالقرشيين عليهم لدرجة أنه كان يـُـجبرهم على الترجل خلفه أثناء ركوبه دابته، ليكونوا عبرة لمن لايـُـسلــّـم بعظمة القرشيين، من العلوج والأعاجم العراقيين (وهنا أيضًـا لاتعليق من الباحث عن أكاذيب العروبة)
وعندما خرج سعيد بن العاص إلى المدينه، تجمع أفراد المعارضة (من الشعب العراقى) مرة أخرى فى الكوفة..وكتبوا لعثمان خطابًـا شديد اللهجة، مُـلقبين إياه بالخليفة الخاطىء..ومُـطالبين منه تولية أبى موسى الأشعرى (اليمنى) والذى لايمت بصلة لا لبيت عثمان ولا لقريش..وافق عثمان مرغمًـا بتولية أبى موسى الأشعرى.
تبع ذلك عزل عمروبن العاص عن ولاية مصر..وعيـّـن بدلامنه عبدالله بن أبى سرح..وهوشخص أشتهربإساءته للنبى..وكان قد ارتدّ بعد إسلامه..وأعلن زيف الدعوة الإسلامية..وزيف نبوة محمد..وكاد يـُقتل عند فتح مكة بأمرالرسول، لولاشفاعة عثمان له..وإعلانه إسلامه مرة أخرى..وبالرغم من ذلك فإنّ عثمان بن عفان عينه بدلامن عمروبن العاص، لمجرد أنه أخوه فى الرضاعة..وعندما اعترض البعض، نكل بهم الوالى (أخوعثمان فى الرضاعة) وقتل أحدهم، فاستشاط المصريون غضبًـا وغضب معهم أعيان العرب..وبدأتْ تنموالمعارضة ضد عثمان وولاته..وهى المعارضة التى انتهتْ بأحداث الفتنة الكبرى وإغتيال الخليفة عثمان (ص162)
إنّ ما ذكره الباحث (د. ياسرشحاتة) صحيح وحقيقى..ويتفق مع معظم ما ورد فى أمهات كتب التراث العربى/ الإسلامى..ولكنه لم يـُـعلق بكلمة واحدة عن رد فعل عمروبن العاص عندما علم بعزله (ربما بسبب ميول الباحث الأيديولوجية المنحازة للعروبة وللإسلام) كان عزل عمروبن العاص عن ولاية مصر..وتكليفه بدورالقائد العسكرى فى حروب الغزوات ضد الشعوب المتحضرة..وهذا معناه شل يده عن تحصيل الجباية من شعبنا..والتى تتمثل فى الجزية على الرؤوس..والخراج على الأرض (أى أنّ الأرض انطبق عليها الكفركما انطبق على البشرمن شعبنا المصرى) فلما علم عمروبن العاص بذلك ذهب وقابل الخليفة عثمان بن عفان..وقبل أى كلام عن سبب عزله قال له ((إذن أنا كماسك البقرة من قرنيها..وغيرى يحلبها)) (فتوح مصروأخبارها- ابن عبدالحكم القرشى- مؤسسة دارالتعاون للطبع والنشر- عام1974- ص121)
ولكن د. ياسرشحاتة كان موضوعيـًـا عندما ذكرأنّ من أخطاء عمربن الخطاب تولية معاوية بن أبى سفيان على الشام..وبعد ذلك ضـمّ له ولاية الأردن..ولأنّ معاوية ابن عم الخليفة عثمان، فقد أبقى عليه..وكذلك ضـمّ إليه ولاية حمص، بعد عزل واليها أبى عميرالأنصارى..وضـمّ إليه- أيضًـا- فلسطين..وبذلك بسط معاوية (ابن عم عثمان) سلطانه على كل الشام..وهكذا أصبحتْ الولايات الكبرى كلها يتولاها أقارب عثمان، باستثناء البصرة التى تولاها أبوموسى الأشعرى (يمنى الجنسية) ولكن عثمان بن عفان لم يبق عليه طويلا، حيث عزله وعيـّـن بدلامنه ابن خاله (ابن خال عثمان) عبدالله بن عامرابن كريز(نقلا عن طه حسين فى كتابه: الفتنة الكبرى- ود. شحاتة- ص163)
فى هذا الفصل من كتاب د. ياسرشحاته المهم يتبيـّـن التأرجح بين الموضوعية والأيديولوجية.



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاصطدام بالشخصيات المقدسة (10)
- الاصطدام بالشخصيات المقدسة (9)
- الاصطدام بالشخصيات المقدسة (8)
- مواصلة الكتابة عن التاريخ والموضوعية
- الشكر للمرة الثانية
- قراءة التاريخ وحيادية الكتابة
- الاصطدام بالشخصيات المقدسة (7)
- كتابة التاريخ وإلى أية درجة الالتزام بالموضوعية (2)
- شكر وتقدير
- الاصطدام بالشخصيات المقدسة (6)
- الاصطدام بالشخصيات المقدسة (5)
- كتابة التاريخ وإلى أية درجة الالتزام بالموضوعية (1)
- الاصطدام بالشخصيات المقدسة (4)
- الاصطدام بالشخصيات المقدسة (3)
- تجاربى مع النشر(2) الاصطدام بالشخصيات المقدسة
- تجاربى مع النشر بشكل عام (1)
- تجربتى مع مجلة فصول
- هل فى مصر(مثقفون) وفق التعريف العلمى؟
- مقالاتى الممنوعة من النشر (1)
- فتوة الحارة وفتوة العالم


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - التاريخ والتأرجح بين الموضوعية والأيديولوجية