|
حتى لا تكون غزة مسرحاً للفوضى والفلتان !!!؟؟؟
محمد بسام جودة
الحوار المتمدن-العدد: 1510 - 2006 / 4 / 4 - 10:17
المحور:
القضية الفلسطينية
من جديد يعلو المسرح الفلسطيني في قطاع غزة صورة فوضوية قاتمة، تعبر عن عجز السلطة الفلسطينية في ضبط حالة الفلتان الأمني وفوضي السلاح، كما تعبر عن خطورة الاحتقان الداخلي في غزة، فما يحدث خلال هذه الآونة من نزاعات داخلية وعمليات تصفية حسابات هنا أو هناك وصراعات على مراكز القوة والقرار لا زالت تتواصل لتعصف بنا في مهب رياح الحرب الأهلية ،التي لن نجني منها سوي المزيد من الاقتتال وإراقة الدماء ضد بعضنا البعض ، فواقع الحال الفلسطيني المعاش لشعبنا لا يتحمل أزمات داخلية تبعث رسائلها المشاهد المؤسفة التي رأيناها وما يترتب عليها من نتائج، في الوقت الذي لا تزال فيه حكومة تل أبيب تصعد من عدوانها وبطشها واغتيالاتها لمناضلينا ورموز مقاومتها الأماجد . إن ما جري بالأمس القريب من عملية اغتيال همجية من قبل الاحتلال الإسرائيلي الوحشي للشهيد أبو يوسف القوقا أحد القادة البارزين في لجان المقاومة الشعبية بغزة ، وما تبعها من تبادل للاتهامات والتشهير بين الناطقين باسمها وبعض مناضلي وقيادة العمل الوطني الفلسطيني البارزين علي شاشات التلفزة والفضائيات العربية ، إنما يدل علي حالة الغليان والاحتقان الداخلي والذي من شأنه أن يؤذي بنا في نهاية المطاف إلي حالة مشهدية أشبه بحرب داخلية لا تخدم المصلحة الوطنية وتعزز من المرامي الإسرائيلية الهادفة للنيل من شعبنا وإرادته ومقاومته وصموده الباسل. وهنا لا بد من الإشارة صراحة أنني لست بصدد التحيز لأحد ولكني اقرأ الأمور من زاوية كوني أعيش في هذا الوطن واحمل بداخلي كل معاني الانتماء له ، وعلي الجميع النظر إلي ما يحدث في غزة بعين المسؤولية والحس والانتماء الوطني لا بعين النزعة الفردية والذاتية ، اعتقد أن هذه الأحداث وان كانت عابرة فلا يمكن أن تجد لها ما يبررها أو حتى مكانا في ضمائر كل المناضلين والشرفاء والمقاومة بحد ذاتها ، وهنا أقصد انه لا يجوز بأي حال من الأحوال أن نجعل للاقتتال الداخلي مكانا بيننا ، كون أن شعبنا رغم كل الظروف السياسية التي تحاك به لا يزال يتصدر كل شعوب العالم الحر بحضارته وانتمائه وتلاحمه ونضاله وتاريخه الناصع الخالد في قلوب كل أحرار العالم وضميره الحي ، وكون أن شعبنا لا يزال لديه مهمات أسمي وأطهر من كل هذه الممارسات الغير مبررة ، فالحرية والاستقلال وإقامة الدولة العتيدة التي لا زال شعبنا يحلم بها وينتظرها ويدفع الغالي والنفيس من أجلها واجل العهد والقسم الذي مضوا وساروا عليه رموز ثورتنا وانتفاضتنا ومقاومتنا وشهدائها البواسل بحاجة إلي المزيد من التماسك والتلاحم والتشابك الداخلي . ومن هنا فلا بد علي كل المناضلين والشرفاء في شعبنا وفصائله وتنظيماته وتشكيلاته المسلحة لضبط النفس وتعزيز سيادة القانون علي الجميع و الوقوف وقفة وطنية شجاعة لجسر كل المحاولات الرامية لنشوب حرب داخلية فلسطينية من خلال حالات الفوضي المتزايدة والسلاح الغير شرعي الذي بات يهدد كيان المجتمع وديمومة نضاله ضد المحتل الإسرائيلي الغاصب الذي يصطاد في الماء العكر، كما أيضاً من الضروري القول انه يجب التمييز بين هذا السلاح وسلاح المقاومة الشرعي الذي يجب الحفاظ عليه وحمايته وتعزيزه ، فكل من يحاول العبث فيه هو فعلا خارج عن الصف والانتماء الوطني الفلسطيني . إن المسيرة الكفاحية لشعبنا ومقاومته الباسلة لازالت طويلة في ظل العدوان الهمجي البربري اليومي والمتواصل علي شعبنا من اغتيالات وحصار وتهويد واعتقالات وانتهاكات ،وسياسة تصفية لمشروعنا الوطني ،وفرض سياسة الأمر الواقع والخطط الأحادية التي بدأت تنتهجها الحكومة الإسرائيلية كنهج يراد منه الانفصال عن الفلسطينيين ومحاصرتهم بشكل محكم داخل سجن كبير يؤذي في نهاية المطاف إلي القضاء علي فكرة الدولة الفلسطينية وشرذمتها علي شكل دويلات وكنتونات معزولة ومقسمة عن بعضها البعض ، وبالتالي خلق حالة من الانقسام الداخلي و القضاء علي بنيوية المجتمع الفلسطيني ووحدته الوطنية وتماسك جبهته الداخلية وتلاحمها ومن ثم الدخول في صراعات ونزاعات داخلية للسيطرة وتولي إدارة هذه الدويلات من خلال جماعات(عصابات) مسلحة كلُ في دويلته والانشغال في الشؤون الداخلية وإلهائه بعيداً عن قضيته السياسية ونضاله ومقاومته ضد المحتل . لذلك يجب الانتباه جيداً أن الأمور باتت مخيفة ومرعبة وتخطو بخطوات خلق صراع فلسطيني داخلي يهدف في نهاية المطاف إلي نشوب حرب أهلية فلسطينية هدفها ثني شعبنا عن مقاومة المحتل الإسرائيلي وجعله ينغمس ببركان من إراقة الدماء الفلسطينية الفلسطينية ، وزرع بذور الفتنة والتفكك الاجتماعي الفلسطيني ، وجلبه نحو كارثة شبيها بالكارثة اللبنانية زمن الحرب الأهلية وجنونيتها لتجعل من صموده وقوة إرادته في مقارعة المحتل الإسرائيلي ضعف وكوابيس مرعبة ومخيفة ، خاصة في ظل أننا علي أبواب مرحلة سياسية حساسة في الساحة الفلسطينية، بتولي حركة حماس الحكم وما نشهده من مواقف وتصريحات أمريكية ودولية جديدة إزاء قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في المنطقة ، والتي لا تبشر بانفراج علي المستوي السياسي في المدي القريب ، ولهذا فان الجبهة الداخلية الفلسطينية الموحدة والمتماسكة يفترض أن تكون معززاً ومكملاً لدور السلطة الفلسطينية التي تسعي إسرائيل ولا زالت لإضعافها وتقويضها والقضاء عليها . فتشكيل الجبهة الوطنية العريضة باتت أمر ملح وضروري يكون مهمتها قيادة ائتلاف فلسطيني عريض يجمع كل الشعب الفلسطيني بكل فئاته وتنظيماته وتشكيلاته ضمن إطاره الوطني المتمثل في منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، فهذا مطلباً كان ولازال شأناً وطنيا ملحا يجب الاهتمام به والعمل من أجل الوصول إليه لسد الطريق أمام كل المحاولات الإسرائيلية الرامية لإضعاف السلطة والقضاء عليها وعلي الحال الفلسطيني الداخلي المتماسك ، جبهة وطنية عريضة تكون ضمن إطار م ت ف ، لكن بشرط أن لا تكون المنظمة بشكلها الحالي، بل يجب أن يعاد بناؤها وترميمها بشكل ديمقراطي حقيقي يتوافق مع المطالب الشعبية الفلسطينية ومع ما استجد في الوضع الفلسطيني منذ انتفاضة الأقصى وحتى يومنا هذا.
#محمد_بسام_جودة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القمة العربية في الخرطوم والحال العربي المشئوم!!!؟؟؟
-
الشباب الفلسطيني ودوره في المشاركة السياسية
-
نحن في زمن الشرعية لمن لا شرعية له...!!!؟؟؟
-
حماس وعباس ...توافق أم انقلاب
-
قضية الأسري في الخطاب السياسي الفلسطيني وتحديات المرحلة المق
...
-
حركة فتح ...والحراك التنظيمي المطلوب!!!
-
واقع مؤسسات العمل الأهلي في فلسطين
-
الشباب الفلسطيني سيقدم نموذجاً ديمقراطياً لأول ميلاد برلمان
...
-
موصلاتي شاهد عيان علي عنجهية الاحتلال وممارساته في المجتمع ا
...
-
التغريبة الفلسطينية ملحمة تاريخية تفتح الجرح .. وتنبش الذاكر
...
-
قمة شرم الشيخ ونوايا حكومة تل ابيب
-
رسالة عفوية من حناجر شباب فلسطين إلى من بقيت لديه حاسة السمع
...
-
لم نخسره وحدنا بل خسره العالم أجمع ، لأنه ما آن لهذا الفارس
...
-
أيها المحتل ارحل ...فهنا في غزة جنوب لبنان آخر!!!؟؟؟
-
الخطاب الاعلامي الفلسطيني والقضايا المحورية القدس ..اللاجئين
...
-
حتى لا يصبح الانسحاب من غزة كابوساً في نفق مظلم ...!!!
-
الغزو الثقافي الصهيوني...وثقافة المقاومة
-
من رفح الشامخة إلى قمة الخجل والذل العربي!!!
-
أزمة الثقافة العربية وتحدياتها في ظل الهيمنة الغربية
-
إشكاليات الثقافة العربية المعاصرة وآفاق المستقبل
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|