|
جمهورية المتعة والفسنجون، وحكومة الرشوة والروزخون
رزاق عبود
الحوار المتمدن-العدد: 1510 - 2006 / 4 / 4 - 10:17
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المعروف ان الشيعة في العراق عربا، واكرادا، وتركمانا، واقليات من اصول ايرانية، او افغانية، او هندية، او باكستانية، وغيرهم ممن استقروا في العراق لاسباب مختلفة، لعل اهمها رغبتهم في العيش قرب مراقد الأئمة الذين يوالوهم. و شارك معظمهم في الحياة السياسية، واستشهد الكثير منهم دفاعا عن العراق، وحريته، واستقلاله. فقد قادوا الحزب الشيوعي العراقي، وحركة انصار السلم، ونقابات العمال، والجمعيات الفلاحية، وتنظيمات المراة، والطلبة، والشباب، وغيرها، سوية الى جانب ابناء طوائف، واديان، وقوميات، وتكوينات شعبنا المختلفة. كما تصدوا لانقلابي 8 شباط 1963. وعانوا ما عاناه شعبنا من فاشية البعث، وديكتاتورية صدام. وساهموا بانتفاضة اذار1991. واليوم يشاركون بنشاط بالعملية السياسية بعد سقوط الصنم.
انخرطوا في النضال كمواطنين عراقيين، بقناعاتهم السياسية، والفكرية، وليس كطائفة شيعية. ان شيعة الاحزاب العلمانية، والنقابات، والنوادي، والجمعيات، والوزارات العراقية، وموظفي الدولة الكبار، والصغار، والمنخرطين في السلك الديبلوماسي، واساتذة الجامعات، وضباط، وجنود، ومراتب الجيش، هم ليسوا شيعة بالمعنى التقليدي، وان انحدروا من عوائل شيعية. ولهذا يمكن تسميتهم بالشيعة المجازيين، وكانت هذه هي الحالة الغالبة في العراق، قبل الاستقطاب الطائفي، و التعصب القومي مؤخرا في مجتمعنا المتسامح. ولكن ذلك لا يعني عدم وجود شيعي حقيقي خاضع لاعتبارات التشيع الفقهية ففي الوسط المتدين هناك فئتان من الشيعة:
الشيعة التقليديون الذين يستخدمون التشيع حرفة لهم. وهؤلاء هم معظم قراء التعزية الحسينية، والمأتم ، وسدنة الاضرحة، وخدمها، والكشوانية، والمزورچية، والدفانة. الى جانب "سادة" الحقوق الشرعية الذين يستخدمون العمامة، والنسب الهاشمي وسيلة للكسب، والارتزاق، وتحقيق النفع الذاتي. ويشترك هؤلاء جميعا بكونهم قليلي الايمان بالدين اساسا، وبعيدين عن الالتزام بمبادئ التشيع الفقهي، والسياسي. ومن الذين يمارسون انماطا من الشعوذة، والدجل، وتزييف التاريخ، والحقائق، والوقائع، وتقديم الخدمة الشرعية للوجهاء، والتجار، والموظفين الكبار، واهل السلطة، وفق مقتضيات الكسب اليومي، وتستحوذ على هذا الفريق رغبة كبيرة في الجشع، والاحتيال على الناس، واستغلال البسطاء من ابناء طائفتهم بالذات. وهم من يصح ان نسميهم بسادة المتعة والفسنجون. يجيز، ويشجع، ويمارس هؤلاء المشعوذون زواج المتعة بافراط، ودون شروطها. اما الفسنجون فهي الاكلة الايرانية المفضلة لديهم، وتعد من الدجاج المنزوع العظم، وشراب الرمان. واغلب ضحايا هؤلاء من الفقراء، والمعدمين، لاسيما فلاحي الجنوب، والفرات الاوسط الذين يتوجهون لزيارة العتبات المقدسة، وسرقة نذورهم، او حين يستقبلون قراء التعزية (الروزخونية) في قراهم الفقيرة. ويقع ضمن ضحاياهم ايضا الزوار الشيعة الاجانب من ايران، والكويت، والبحرين، والمنطقة الشرقية في السعودية، وكذلك من الهند، وباكستان، وافغانستان وغيرها. حيث يستحوذون بمكرعلى الهدايا الثمينة، المعدة اصلا، الى اضرحة الائمة، ويتفننون في لفلفة النذور الدسمة. واليوم يتبجح هؤلاء بتاريخ نضالهم ضد جرائم البعث، وظلم صدام.
تاريخ الاسلاميين المزيفين النضالي هؤلاء لا يتجاوز اللطم، والدک، والقامة، والزنجيل، ومشع الرؤوس وغيرها من الممارسات الوحشية التي تطال حتى الاطفال الرضع في مناسبات احياء احداث كربلاء الاليمة. واقامة التشابيه المبتذلة، وتسييرالمواكب، وتوزيع ماء السبيل، واكل الهريسة، والقيمة الحسينية، والحميسة، ولفات الكراث، وچكليت القاسم. مع احتراف مهنة كتابة الحروز، والعوذ، و بيع العلوک الخضراء. وممارسة السحر، والخزعبلات، والشعوذة، والبصاق في وجوه الاطفال، والمعوقين، والمرضى، والمجانين بغية طرد الشيطان الذي تلبسهم، وطرد العين الحسود مقابل مبالغ مالية معتبرة.
لقد انتبه فريق من المتنورين الشيعة الى ضرورة ايجاد تغيير اساسي في طريقة التعزية الحسينية واحلال منهج علمي يعتمد وقائع التاريخ كما حدثت. كالحلي، واليعقوبي، والسبتي، والوائلي وهم ادباء كبار. لقي هذا الفريق ترحيب الاوساط الشيعية المتعلمة بينما ما يزال عامة الناس يفضلون القارئ القديم، الملا، او الروزخون الجاهل الامي، المتكسب، الذي يعرض لهم ماساة الحسين، بمزيج من متعة القصص، والحكايا، والاساطير، والاكاذيب، والمبالغات، واستدرار الدموع، ولطم الرؤوس، وشق الزيوج.
والفئة الثانية هم الاسلاميون المتسيسون. وتضم هذه الفئة المراجع الدينية، والمجتهدين، والمثقفين الاسلاميين والاتباع الورعين الذين يرتبطون بمراحعهم الدينية، ويمتثلون لتعاليم التشيع. ومن بين هؤلاء كان قادة حركة الجهاد، والمنخرطون في لواء المقاومة ضد الاحتلال البريطاني، وقادة ثورة النجف وثورة العشرين. مثل الاعلام، والعلماء مهدي الحيدري، وشيخ الشريعة، ومصطفى الكاشاني، وعلي الداماد،وعبد الرزاق الحلو، ومحمد سعيد الحبوبي، وباقر حيدر،ومهدي الخالصي، ومحمد الخالصي، وجعفر الشيخ راضي، وعبد الكريم الجزائري، وعيسى كمال الدين، ثم الصدر الاول، والثاني ومحمد باقر الحكيم، وعشرات غيرهم. ان هؤلاء هم الذين يصح ان يكونوا ممثلين حقيقيين للتشيع العراقي الكفاحي.
لكن الذي ارعب الناس، وقلب الامور، وخلط الاوراق الظهورالمفاجئ لرجال الدين التقليديين من الفئة الاولى حيث ركبوا الموجة، كما حصل في ايران، كقادة محليين، وزعماء ميلشيات، واعضاء مجالس محافظات، ومستشارين، وبرلمانيين، وكتاب دستور، ورؤساء عشائر، واقطاعيين، وقادة سياسيين ليس فقط على الجمهرة الشيعية المظلومة بل فرضوا تفكيرهم، واسلوب حياتهم، وتفسيرهم للاسلام، ونظرتهم للحياة، والسياسة، والمرأة على المجتمع، والدولة والدستور، ويريدون فرضها على الجميع. ومن يعارضهم يتهم بالارهاب، والبعثية، والطائفية، ويشرعنون عملهم مع المحتل، وتزويرهم، وفسادهم المالي، والاداري، وخطابهم الطائفي بفتاوي مختلفة. وقد انتبه الى مخاطرهم على الوطن الكثير من المثقفين، والمراجع الشيعية الحريصة على العراق، واهله. وحاول هؤلاء تبني صيغة علمانية عراقية للنشاط السياسي الشيعي، لكنهم حوربوا بنفس الطريقة، وهمشوا، واقصوامن الحياة السياسية، وفبركت فتاوي ضد قوائمهم الصغيرة. كما حذر مؤخرا المرجع الديني بشير النجفي "القيادات السياسية اللاهثة وراء المناصب" ودعاهم للاسراع في تشكيل الحكومة من اجل انقاذ العراق من ازماته المختلفة "لاسيما ازمة الوجود الاجنبي، والفقر، والحرب الطائفية، وانعدام الخدمات التي يرزخ تحت وطأتها العراقيون"
فهل سيتهم الحكيم، والجعفري، ورهطهما اية الله بشيرالنجفي بانه ارهابي، او بعثي، او من اعداء اتباع اهل البيت؟؟ كما حاربوا ايام الانتخابات القوائم الشيعية التي رفضت خطهم المدمر؟؟؟؟
رزاق عبود 29/3/2006
#رزاق_عبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مسلمة عراقية تنزع الحجاب بعد زيارتها للبصرة
-
منطقةآمنة ام وطن آمن لمسيحيي العراق؟؟!
-
سلاما حزب الشهداء
-
عبد ايران اللاحكيم خطر على وحدة العراق
-
عنجهية صدام قادتنا الى الاحتلال وعناد الجعفري يقودنا الى الح
...
-
الحرب الطائفية قائمة وزعماء الطوائف يتحاربون على الكراسي
-
العراق ليس بحاجة الى ديمقراطية هشة، العراق بحاجة الى حكومة ا
...
-
وانتصر الارهابيون بفضل رجال الدين
-
مظاهرات كارتونية ضد رسوم كاريكاتيرية او تحالف اسرائيل وفتح و
...
-
البصرة وصورة الامس
-
الزبير فردوس البصرة ونجد المفقود
-
شيعة بني امية في الناصرية
-
يا مسيحيوا العراق كل عام وانتم في مهجر جديد
-
لماذا تناست الخيوط السياسية الحمراء الدم العراقي الاحمر؟؟!
-
من يحكم في بغداد، ازلام الطائفية ام السفير زلماي؟؟!
-
القتلة يحاكمون الضحايا في محكمة رزگار/ الجعفري
-
السيد -عدي- الحكيم يمهد لحرب اهلية وتقسيم العراق
-
لا محالة من التوافق الوطني
-
العراق بين مطرقة البعث السوري وسندان الاسلام الفارسي
-
حرب الاشاعات في شوارع بغداد
المزيد.....
-
144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة
...
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|