أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم السايح - للكبار فقط















المزيد.....

للكبار فقط


إبراهيم السايح

الحوار المتمدن-العدد: 428 - 2003 / 3 / 18 - 02:27
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

• لا أحد على الإطلاق يرشح العراق للنصر في حربها المرتقبة ضد الولايات المتحدة .. ولا أحد أيضاً يرشحها للصمود أو حتى "التمثيل المشرف" (!!) .. والعراقيون أنفسهم لا يتصورون إمكانية خوض معارك متكافئة ضد الأمريكان وحلفائهم .. ولهذا السبب وافق العراق على كافة المطالب التعجيزية التي طالبه بها مجلس الأمن تفادياً لمواجهة الغضب الأمريكي .. ورغم كل هذا فإن بوسعنا -نظرياً – تصور إمكانية انتصار العراق أو على الأقل صموده .. وبوسعنا أيضاً أن نتوقع مستقبل العراق والعالم العربي في أعقاب هذا الانتصار الإعجازي .. النظري .. !! .

• وقبل الدخول في أجواء الانتصار العراقي والعربي .. دعونا نلقي نظرة عابرة سريعة على أوضاع العراق خلال العقدين الماضيين .. ففي هذه الفترة خاض إخواننا العراقيون معركتين مظفرتين خرجوا منها بأمجاد وانتصارات غير مسبوقة .. وكانت البداية حرباً طويلة – وهبلة !! – مع إيران .. ولا ندري حتى الآن سبباً وجيهاً أو حتى غير وجيه لهذه الحرب .. ولا ندري أيضاً سبباً للحماس الرهيب الذي أبداه العرب من المحيط إلى الخليج تجاه هذه الحرب .. ولا ندري كذلك من هو المنتصر الحقيقي في تلك الحرب الحمقاء .. وهل هي العراق .. أم إيران .. أو أنها الولايات المتحدة الأمريكية .. أو إسرائيل .. ؟‍!! .

• هذه الحرب الغبية العبثية هلل لها العرب .. ورحب بها العراقيون .. وشجعها الأمريكان .. ودفع فيها المناضل صدام حسين أرواح وأموال شعبه في مقابل هتافات الحمقى وقصائد المنافقين وتأييد لصوص الرأسمالية في أمريكا وإسرائيل .. واندفع شيوخ الخليج وراء عواطفهم وحماقتهم ورفعوا صدام حسين إلى عنان السماء .. وخرج العراق من هذه الحرب مثخناً بالجراح .. واكتملت المهزلة بفتح ما تبقى من خزائن البلاد وتوزيع أموال الشعب العراقي على الشعراء والصحفيين العرب البواسل .. وحين أشرفت البلاد على الفقر المدقع .. حاول المناضل المنتصر أن يعوض خسائره من دول الخليج .. ورفض الخليجيون مطالب البطل العراقي .. واضطر البطل لغزو الكويت .. !! .

• وفي مستنقع الكويت استكمل صدام حسين المهزلة التي بدأ فصلها الأول في إيران .. ونجح الأخوة الأمريكان في استدراج بطلنا العبقري إلى إفقار أمته بعد تفوقه في إفقار شعبه .. ففي المهزلة الكويتية خسر العالم العربي ما يقرب من 600 مليار دولار في الجولة الأولى من جولات تحرير الكويت واستعمار العراق .. وخسر العالم العربي في الجولات التالية كل فرص التكامل والتنمية والوحدة .. وأصبحنا نسمع ونقرأ عن عجز في موازنة السعودية وانكماش في موارد الكويت وهموم اقتصادية وتنموية في سائر دول الخليج .. واكتملت المأساة بحلول الجيوش الأمريكية للإقامة الكاملة في كل دول المنطقة .. !! .

• ولم يقنع السادة الأمريكان بمجرد التواجد والابتزاز المنظم لدول الخليج .. وبدأت سلسلة من التحرشات "والتلاكيك" ضد ما تبقى من العراق .. ورغم حصار العراق وتجويعه وحرمانه من معظم حقوق الحياة طوال ما يزيد عن عشر سنوات، أصر الأمريكيون على استكمال المهزلة بالغزو الكامل والصريح لهذا البلد المنكوب .. ودفعت الأمة العربية ثمن تاريخ طويل من الحماقة والغباء والتخلف والاستبداد وهي تقف مكتوفة الأيدي أمام عدو يستخدم بعضها في ضرب وإبادة البعض الآخر .. واكتفى العرب – الذين هم خير أمة أخرجت للناس – ببيانات شفوية يقولون فيها " لا لضرب العراق " .. !!! .

• ولأن كل هذه الحلقات المأساوية معروفة للجميع .. فإننا نتركها الآن ونحاول قراءة المستقبل في حالة انتصار العراق .. ونحاول أيضاً النظر في جدوى هذا الانتصار .. وهل ستكون أحوالنا وأحوال إخواننا العراقيين أفضل مما هي عليه الآن .. أم أننا سوف ندفع مقابل هذا الانتصار ثمناً أفدح من كل خسائر الهزيمة .. ؟!! .

• ولو بدأنا بالعراق – بوصفه "صاحب الليلة" – فإن علينا أن نتذكر كيف حصل المناضل صدام حسين على 104% من أصوات الناخبين في آخر انتخابات رئاسية أجريت في ظل الحصار والتجويع والتهديدات الأمريكية بالحرب والغزو .. فإذا نجح الزعيم في تحقيق النصر على الأمريكان وحلفائهم فإن النسبة التي سيحصل عليها في الانتخابات القادمة لن تقل عن 200% .. وربما أكثر (!!) .. وقد يتحول الزعيم من بشر إلى نبي أو ملاك أو حتى معبود للشعبين العراقي والعربي .. ولن يجرؤ أي مواطن على مطالبة الزعيم المنتصر بأي نوع من الديمقراطية أو الشورى .. وسوف يكون على العراق أن تنتظر قرناً آخر من الذل والديكتاتورية حتى تنسى الأجيال القادمة انتصارها العظيم في "أم أم المعارك" .. ثم قد تطالب بعد ذلك بالديمقراطية والإصلاح السياسي وحقوق الإنسان .. !!! .

• وفي دول الخليج سوف تكون الصورة أكثر قتامة ومأساوية .. فالمواطنون البسطاء سوف يعبدون صدام حسين كما عبدوا أسامة بن لادن وسائر الإرهابيين من قبل .. والحكومات ستكون مضطرة تماماً للمزيد من الاستسلام للمطالب والابتزازات الأمريكية استعداداً لجولة أخرى يخوضها الجيش الأمريكي "لإزالة آثار العدوان" (!!!) .. وتحت شعار "لا صوت يعلو على صوت المعركة"، سوف تتوقف كل مظاهر الحياة وكل خطط التنمية في كافة هذه الدول لحساب الجيش الأمريكي الصامد في مواجهة العملاق العراقي الرهيب .. !!! .

• أما ففي فلسطين فإن إسرائيل سوف يكون عليها أن تخوض حرب إبادة كاملة ضد أي تواجد عربي في البلاد .. وسوف يمنحها النصر العراقي فرصة ذهبية في الحصول على دعم لا محدود من الولايات المتحدة الأمريكية وربما الاتحاد الأوروبي أيضاً .. كما أنه جيش الدفاع الإسرائيلي سوف يعمل على الاستعداد لحرب جديدة ضد كل دول الجوار حتى يقترب من الحدود العراقية دعما للمجهود القتالي والدفاعي للأشقاء الأمريكان .. !! .

• وفى مصر لن تختلف أصداء الانتصار العراقي عن نظيرتها في باقي دول المنطقة.. فعلى المستوى الإعلامي سوف ينسب البعض فضل هذا النصر إلى المظاهرة التي نظمها الحزب الوطني بقيادة الزميلين صفوت الشريف وعادل إمام.. وسوف يرى البعض الآخر أن هذا النصر العظيم قد تم بفضل جهود لجنة السياسات التي يرأسها الأستاذ جمال مبارك .. أما الصحف القومية - وعلى رأسها " الجمهورية" و"روزاليوسف" – فإنها سوف تنسب النصر العظيم إلى جهود ورحلات واتصالات ونصائح السيد الرئيس .. وسوف يبادر الأخ سمير رجب بتأليف موسوعة سياسية يتناول فيها جميع خطابات ورسائل ومؤتمرات ورحلات الرئيس مبارك طوال مراحل الأزمة العراقية .. ووف يفوز هذا الكتاب بجائزة أفضل كتاب سياسي طوال سنوات هذا القرن !! .

• انتصار العراق على أمريكا لن يكون سوى هزيمة جديدة لهذه الأمة .. والمعركة الحقيقية التي نواجهها هي معركة الديمقراطية والتنمية وحقوق الإنسان .. وبدون الديمقراطية سوف يظل الشعب العربي ضحية دائمة لاستبداد وغباء حكامه وأطماع وابتزاز الرأسمالية العالمية .. وعلى كل مواطن عربي أن ينتصر لهذه الأمة ضد السلبية والتخلف السياسي الداخلي قبل أن يفكر في أية أمجاد خارجية أو مواجهة حقيقية لأمريكا وإسرائيل .. فنحن أكثر عداء لأنفسنا من أمريكا وإسرائيل .. ونحن – حكاماً ومحكومين – العدو الأول لهذه الأمة "الصابرة المناضلة" .. !! .

د / إبراهيم السايح
نشرت بجريدة التجمع – العدد 91

 



#إبراهيم_السايح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للكبار فقط- أعلن المجاهد الأكبر أسامة بن لادن (رضي الله عنه) ...


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم السايح - للكبار فقط