جمال المظفر
الحوار المتمدن-العدد: 1510 - 2006 / 4 / 4 - 09:49
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
شهد العراق خلال الثلاث سنوات الماضية ظهور الجريمة المنظمة بشكل واسع في مجالات الارهاب واغتيال الكفاءات والعقول العلمية والاتجار غير المشروع بالاسلحة والاعتدة والاتجار بالمخدرات لافساد البيئة والمجتمع وغسيل الاموال وسرقة الارصدة والفساد المالي وغيرها من الجرائم الاخرى .
هذا النمو المضطرد للجريمة المنظمة وانتشارها افقيا على مساحات جغرافية واسعة من العراق وبمد من جهات مخابراتية خارجية مع التطور الحاصل في مجالات المواصلات والاتصالات من اجهزة موبايل وانترنيت اخذ يقض مضاجع المواطنين ويفقد الدولة السيطرة على الامن وصعوبة تتبع هذه الشبكات لما تمتلكه من تكتيكات ووسائل اتصال وتخطيط دقيق للعمليات المسلحة التي تقوم بها .
فبعد ان كانت الجريمة في العراق تأخذ طابعا محدودا لايتعدى مجال سرقة محال تجارية او سيارات شخصية تحت تهديد السلاح وبروز بعض عصابات السطو المسلح او التسليب على الطرق الخارجية , وكانت على مستويات متدنية ,بحيث ان اصحاب هذه العصابات يقعون في ايدي الاجهزة الامنية خلال ايام او ربما خلال ساعات لأن العمليات محدودة واساليب الجريمة معروفة للمختصين في مجال الادلة الجنائية ,أي ان هذه العمليات لم تكن بتخطيط علمي مدروس .
أما اليوم فهناك شبكات محترفة في ادارة الجريمة المنظمة وعلى مستوى عال من التخطيط والتنفيذ وتمارس اعمالها رغم الانتشار الامني الكثيف وخصوصا في العاصمة بغداد .
التدهور الامني والسياسي بعد سقوط النظام في نيسان 2003شجع على تنامي الجريمة المنظمة وبرزت شبكات متخصصة في تهريب الاثار وبتنسيق مسبق مع شبكات عالمية متمرسة في تقييم وتداول هذه الاثار ,كما برزت في العراق مافيات لتهريب المخدرات واصبح العراق الممر الرئيس لها من ايران بعد ان كان يعد من البلدان النظيفة من المخدرات سواء في تجارتها او تناولها بأستثناء حالات محدودة في مجال تداول وتعاطي الحبوب المخدرة التي تخصص لمرضى المستشفيات والمصحات العقلية والنفسية .
اننا اليوم امام جرائم خطرة وشبكات لاتقل اهمية عن المافيات او الشبكات العالمية التي عبثت ببلدانها وقضت مضاجع المسؤولين والسياسيين ,واذا مااستمر هذا الفراغ السياسي والانفلات الامني فسوف لن تقدر الدولة على مكافحة هذه الشبكات والسيطرة على الوضع الامني في المستقبل القريب او البعيد.
#جمال_المظفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟