أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبد الجبار نوري - تشظّ اليسار وتحوله من نظرية التحرر إلى طلب سلطة















المزيد.....

تشظّ اليسار وتحوله من نظرية التحرر إلى طلب سلطة


عبد الجبار نوري
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 6008 - 2018 / 9 / 29 - 12:54
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


وبدأ التشقق يدبُ إلى كيانات التكوينات اليسارية بعد أنهيار منظومة الأتحاد السوفيتي وسيادة الضبابية عليها ، وأننا كنخبة مثقفة يسارية معنيون وبما حاجة ماسة إلى أعادة بناء اليسار لدوره الواقعي في كونه يمثل واقعية الطموحات المستقبلية في تحقيق آمال الجماهير ودحض النظريات الرأسمالية المهادنة للأستعمار والأستبداد ، وهو الأكثر وضوحاً في تلمس مشكلات الواقع ، وأن النخبة اليسارية هي المؤهلة في تكوين كتلة وقيادة الجماهير المسحوقة وبالتأكيد حينذاك تنسحب أليها الحركات الأخرى ، وأن اليسار قادر لمواجهة الزحف الأمريكي الذي يمثل النظام الرأسمالي العالمي ، وهو قادر على تأسيس مشروع نهضوي عربي بالوقوف بوجه الأحتلال السافر للعراق والأحتلال ( المموّه ) لدول الخليج والمدعوم صهيونياً .
وبالتزامن مع أنشطار الجماهير المؤيدة لتيار اليسارالمتشظي أصلاً كان حصيلة هذه الهزة الفكرية أنطفاء محركها الطبقي وأفول وهج الآيديولوجيات الثورية ، بأعتقادي ذلك أوضح نعي جماهيري للذات الحاملة للمشروع الثوري الذين هم اليسار العراقي وآيديولوجياتهِ العلمانية والتي أصيبت بفايروسات الطفيلية الرأسمالية المعاصرة وذلك بأعلامها الموجه الذي يصعب مقاومتهُ ، وعلى أثر هذا الصراع الطبقي وتدخلات العساكرفي تطبيقها لغة الأنقلابات وبالتحديد في ستينات وسبعينات القرن الماضي أضافة إلى هيمنة الكوليونالي البريطاني والأمريكي المتعدد الرؤوس بكارتلاتها الأحتكارية التي من الصعوبة مقاومتها لحصولها على تأييد ودعم من القوى الرجعية والأقطاعية زاد في أنقسام اليسار العراقي إلى ماويين متأثرين بالتجربة الصينية والفيتنامية والهرولة نحو ترجمة مشاريع تعريب الماركسية بتجارب هزيلة ومتهافتتة كأشتراكيات حميدة ورشيدة متجاهلة خط الأشتراكية العلمية بسبب هوس فوبيا الشيوعية ، ولعل هناك سبب جوهري آخر لتشظي التيار اليساري هو في تكثيف الأحداث المفصلية في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات في الأحداث التالية :
1-الثورة الأيرانية 1978
2- أنسحاب مصر من الصراع العربي – الأسرائيلي 1977
3- أغتيال السادات على أيدي الأسلاميين 1981
4- أندلاع حرب الخليج الأولى 1980- 1988
أضافة إلى ظهور دكتاتوريات قمع بوليسية قطّعتْ العمل السياسي بشكلٍ ممنهج على سبيل المثال لا الحصر أنقلاب شباط الأسود في 1963 ، فتفكك اليسار العراقي إلى ماوي وقومي ناصري وقومي سوري وأسلاموي متطرف فتحولت تلك الحركات المهزوزة من اليسار الماركسي التحرري إلى الهرولة نحو كراسي السلطة وغابت معهم الدولة المؤسساتية .
وللوصول إلى مفهوم دقيق لليساريجب أن يقوم على أسس متينة ونقية خالية من الشوائب الطفيلية والنفعية والأنتهازية ، وان يكون مستعداً ومشاركاً فعالاً في الصراع العالمي اليوم المتمثل في سطوة الأمبراطورية الأمريكية القائمة على الأحتلال والأستحواذ على خيرات الشعوب ، وتبني المشكلات الواقعية وتحقيق الهدف العام في دخول الحداثة في المنجزات العلمية والسياسية أضافة إلى التأكيد على المشكلات الأقتصادية والتي هي الهدف المنشود ، وان يكون المدافع الحقيقي عن مصالح الطبقات الفقيرة والكادحة إذا سوف يكون اليسار في قلب عاصفة ( الصراع الطبقي ) ويكون حقاً أيقونة الشعوب المضطهدة بتحقيقه الديمقراطية السياسية والديمقراطية الأجتماعية ، والذي نراه على صفحات الخارطة السياسية العراقية تثير حالة الأستقطاب الحادة بين أقطاب المعادلة السياسية غياب قوى اليسار التقدمي وحالة التشظي التي باتت تميزهُ في ظل أنحساره وتراجعه وأنشقاقاته وتشرذمه بعد أحداث غياب التجربة السوفيتية ، ولا بأس حين تكون سمة الأنشقاقات تميّز عموم الأحزاب المحلية والأقليمىة بل وعموم الأحزاب العربية المختلفة التوجهات والبنى الفكرية خصوصا منها الأحزاب التأريخية وبالتحديد أحزاب التيارات اليسارية والقومية وبعده الأسلامية .
وكان لتداعيات غياب اليسار في العالم وكذلك في العراق وعموم الوطن العربي وأفول نجمهِ كانت في بروز ظاهرة ( اليمين ) المتطرف في الغرب الأوربي وأمريكا وبروزها على الساحة السياسية الأوربية وهي أحدى أكبر الظواهر السياسية أهمية خلال العقدين الأخيرين وقلبت الأجواء بشكلٍ غير طبيعي في واشنطن بالذات وهذا معناهُ أن الأدارة في جغرافية هذه المساحة الواسعة واقعة تحت تأثير ممثلي الفكر اليميني المتطرف من مؤسسات وأفراد ، وأن الخطاب الأمريكي بعد الألفية الثانية من هذا القرن قد مال ناحية اليمين المتطرف فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط وخاصة بعد أنهيار مفاوضات كامب ديفد للسلام عام 2000 بزعامة بيل كلنتون ، والواقع المخيف أن هذا التقدم السريع لأحزاب اليمين أصبح رقما صعباً في المعادلة السوسيولوجية الجمعية الغربية حيث أصبح بأمكانهِ ( أزاحة ) اليسار بالطريقة الديمقراطية .
وهنا يتحتم علينا تشخيص صفات اليسار السياسية والأيديولوجية ، ولو أنها من الصعوبة بمكان في تشخيصها والوقوف عندها ، والآن مرّ نصف قرن على أطلاق المفكر الأكاديمي اليساري الدكتور عقيل الناصري تسمية ثورة 14 تموز 1958 بالثورة الثرية والثرة كاشفا ً أساليب الأستعمار والأستغلال الأقتصادي ، وكانت الحصيلة أن تسرق الثورة بواسطة الأقطاع والكوليونالية البريطانية واليمين الرجعي فكان ذلك أقوى نكوص لليسار العراقي وتشقق الأرضية المؤسساتية للثورة الكلية ، ثم أزدادت الحالة أكثر نكوصاً في ظهور الحرب الأهلية اللبنانية في سبعينيات القرن الماضي وكل هذه الأنحسارات والضمور السياسي والأجتماعي برزت تداعياتها إلى أن تطفح على السطح العراقي أنقسام الجماهير حسب مصالحها الطبقية إلى عصبيات أثنية وطائفية وتشظي اليسار العراقي إلى اليمين المتطرف بتأثير المد القومي الناصري وإلى اليسار المتطرف برفع شعار الكفاح المسلح من قبل تيارات منشقة بعد ميثاق الجبهة في 1978 بين الحزب الشيوعي العراقي وحزب البعث الحاكم( المثير للجدل ) ، وتوسعت الهوة التي تفصل ما بين شعارات محاربة الأمبريالية والفاشية وممارسة الأحزاب اليسارية والبورجوازية ركوب التخندق الطائفي خصوصاً بعد سنة الأحتلال الأمريكي 2003 ، حيث يبدو لنا تلاشي اليسار التقدمي من على المسرح السياسي بظهور التناقضات جلية في عمق الشعب العراقي بأختفاء أفقها الثوري لتحل مكانها الأسلام السياسي الراديكالي بجلباب طلاب حكم بغياب طلاب دولة يستمدون سلطتهم من الميليشيات وأمراء مناطقها .



#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - أدلب -السورية ---- الفاتورة الملغومة الأخيرة !؟
- فوبيا حمى اليمين المتطرف في العالم الغربي ؟!
- الليرة التركية /بين التراجع والهشاشة الهيكلية
- أضواء على كتاب - ما بعد الرأسمالية المتهالكة - للدكتور سمير ...
- تأثير العقوبات الأمريكية على العراق ؟!
- قانون - القومية- لليهود / أبارتهايد أسرائيلي ؟!
- هيروشيما والحصار الأقتصادي على العراق / وتزامن الأحداث المفج ...
- قراءة في كتاب -محطات من حياتي - للدكتور الرفيق خليل عبدالعزي ...
- غلق مضيق هرمز --- التحديات ورهانات المستقبل !؟
- توفيق الحكيم / روايته -عصفور من الشرق - وصراع الحضارات !؟
- الأقتصاد العراقي ---- إلى أين ؟!
- التصحّرْ --- قاتل يتمدد بصمت!؟
- التصحر قاتل يتمدد بصمت Silent Killer
- وتُسرقْ الأسلاميّة!؟
- - قمة سنغافوره - / ورهانات التوظيف السياسي للسلاح النووي!؟
- المونديال تمازج ثقافات/ أين العرب منها؟!
- حكاية فنتازية / أسمها أحتراق ضمائر!؟
- كتاب - مكرم الطلباني - / أحمد علي سبع - قراءة في رؤى الوزير ...
- الفنان التشكيلي - نبيل تومي -/ خواطر في الحب والجمال والسلام
- توسونامي -المخدرات - في العراق /المخاطر والأسباب والعلاج!؟


المزيد.....




- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبد الجبار نوري - تشظّ اليسار وتحوله من نظرية التحرر إلى طلب سلطة