|
هل تسير السياسة في سورية.....بالطريق الصحيح؟؟!!
غسان موسى
الحوار المتمدن-العدد: 1510 - 2006 / 4 / 4 - 09:46
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
- بداية معذرة من كل مفكري وكتاب السياسة وقادتها في سوريا على حشريتي وعلى تجاوزي لموقعي. ترددت كثيرا قبل أن أكتب هذه الكلمات، وذلك بسبب خوفي، فأنا لست باحثا ولست سياسيا مخضرما ولست بمفكر و لا حتى بمثقف متواضع. فأنا لست سوى لقيطا في مجال السياسة والثقافة والفكر، أنا فلاح وضيع من منطقة نائية بعيدة بعض الشيء عن سخونة الأحداث والأفكار على ساحة الوطن. أنا البائس الذي ضاق ذرعا بكل ما يصل إلي تقريبا من فكر وسياسة عبر وسائط الإعلام المختلفة. وترددي في الكتابة نابع من شعور بالدونية على المستوى الفكري، لست من الممتلكين للمفردة وممن يستطيعون التحكم بها واستعمالها بشكل يخدم أفكارهم وغاياتهم جيدا.ولست بباحث يملك منطق المفاهيم ومفاهيم المنطق، ويستطيع استعمالها في اللحظة التي يراها مناسبة. ولكن لا بد لي من قول ما سأقول مع المعذرة والطلب من كل القراء والأصدقاء الرد والتصويب محاولا بذلك وضع نقطة في سجل النقاشات التي تدور، وذلك نابع من إيماني ويقيني أن النقطة مهمة جدا وخاصة في لغتنا العربية . ويبدو أن السياسة والفكر في منطقتنا كاللغة التي نستعمل تماما، فهما بحاجة إلى الكثير من النقط والحركات والفواصل للضبط. وهنا أطرح سؤالا على المهتمين وأصحاب الشأن: هل ما زالت البشر التي تقطن هذه المنطقة تعيش الفلسفة والآليات ذاتها التي حكمت تشكل اللغة هذه اللغة ذات النقط والضوابط الكثيرة حتى تستقيم؟؟ هل هذه النقط والحركات كانت وما زالت دليل تنوع وغنى في اللغة أم كانت وما زالت دليلا على فقر الضبط على المستوى الاجتماعي العام وبالتالي كان لا بد من الضوابط؟؟؟ وباعتبار أن لغتنا ضعيفة بمستوى المصطلحات وتشكيلاتها المفهومية ، وباعتبار أنها كثيرة المفردات، والمرادفات ، هل ما زالت تعكس ذواتنا وتشكلاتنا الرعوية الفردية القبل مجتمعية.؟؟؟ هل أن كثرة المرادفات التي ما زلنا نستخدمها ونعكسها على حياتنا المفترض بها أن تشكل غنى، أم أن الذي يجري هو العكس؟؟؟ إن كلا منا يعتبر نفسه جملة مفيدة كاملة لا مرادفة في لحظات يكو ن فيها معبرا عن مضمون دلالي واحد لمرادفة أخرى. وفي لحظات أخرى مفردة من جملة مفردات لا بد منها لتشكيل جملة مفيدة ذات مضمون وذات هدف، ولها رسالة ودور تؤديهما معا. هذا بالمختصر تصويري ووصفي لحالة السياسة في سوريا من سلطة ومعارضة. فهي تنبع جميعها من نبع فلسفي ومعرفي واحد، ومتكئة على ذات البنية الاجتماعية. سادتي وأساتذتي من أساطين السياسة والفكر: ( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) إني أفهم واستوعب موقف السلطة كسلطة بتمسكها بشموليتها وتحكمها واحتكارها الأبدي للحقيقة. أفهمه على أرضية صيانة السلطة لذاتها ولموقعها، ومستقبلها . أما الذي لا أفهمه فهو أنتم أيها الساسة المعارضون. أنتم جميعا تدعون للديموقراطية. أي أنتم تدعون لإعطاء حقوقا متساوية بالفرص للجميع ( مجموعات وأفراد ) بالعمل والنشاط على أساس فكري وسياسي نابع من الاصطفاف على أساس مصالح الجماعات والأفراد. وأنتم من ضمن هذه الجماعات والأفراد بل لنقل أنكم تطالبون لغيركم لأنكم تطالبون لأنفسكم. - الصورة: أن جميع قوى المعارضة وأشخاصها يطلبون تغييرا وبناء مجتمع ونظام ديموقراطي يستطيع عند ذاك كل واحد منهم تحقيق أو محاولة تحقيق برنامجه الخاص وفق رؤيته وإيديولوجيته الخاصة. والمفترض أن يكون مطلوبا في هذه الحالة من الجميع نظاما سياسيا قادرا على عكس صورة كل طرف من أطراف السياسة والمجتمع السوري. أي أن يرى كل طرف جزءا من ذاته في النظام المطلوب . وإن عملية التغيير المطلوبة من الجميع ليس بغاية التغيير ذاته، وإنما الجميع يرى أنه لا بد من أجل بناء مجتمع سليم ومعافى لا بد من إعطاء فرصة لجميع الاتجاهات السياسية والأفكار من التصارع والتناطح والتفاعل على وفي ساحة المجتمع والوطن دون أن يلغي أي منها الأخر بشكل عنفي أو قسري. والجميع يرى أن السلطة بشكلها وتركيبتها الحاليين هي المعيق الأساسي لعملية التصارع ( التفاعل ) تلك. سادتي إن ما تقومون به هو عكس ما تفكرون وتؤمنون وتدعون لأنفسكم. إن ما تدعون إليه يفترض أن لا أحد منكم يملك الحقيقة كاملة، بل العكس إن الحقيقة كائنة في الواقع وتعكسها مجموع رؤى وتصورات مختلفة وخاصة إذا كانت المرحلة مرحلة انتقالية. إذا شكلت مجموعة مفردات منكم بيتا من الشعر لما تحرمون على مفردات أخرى تشكيل بيتا ثانيا وغيرها بيتا ثالثا، المهم تشكيل قصيدة لا بيتا واحدا فقط مع كل التقدير والأهمية لتشكيل بيتا فبيت من الشعر ليس قصيدة أيها الساسة الأفاضل. شكلتم إعلان دمشق، وعلى علاته رحبنا به ولكنه ليس سوى بيتا واحدا من الشعر. لما تحرمون على غيركم تشكيل بيتا أخر، ولما تحرمون على مفردة أو مرادفة من مترادفاتكم من أن تكون وتساهم بتشكيل بيتا ثانيا وهكذا..
باب البوابة ببابين قفولة ومفاتيح جداد عالبوابة في عبدين الليل وعنتر بن شداد قفل وليل وبوابين وبابين وقفل وبواب وقفلين وبابين وباب المهم أن يكون البيت الثاني والثالث و..... على ذات الميزان الشعري كي يكون لدينا قصيدة أما عجبي الكبير فهو من غرابة تصرفكم وخاصة بشأن السيد خدام. جميعكم أيها السادة أقريتم: أنه لبناء مجتمع ووطن سليم لا بد من إجراء عملية تفاعل سليمة في قلب المجتمع. وأن أهم معيق من معيقات عملية التفاعل هذه هو هذا النظام القائم بتركيبته الحالية وأساليب وطرائق عمله. وجميعكم أقر بأنه: كي تكون عملية التفاعل صحيحة لا بد من إشراك الكثير من عناصر المركب ( النظام ) بالتفاعل المطلوب. ألا يتطلب هذا تخليص هذا المركب من عناصره ؟؟ ألا تسمى هذه العملية تفكيك وتحليل هذا المركب؟؟ وإذا كان خروج السيد خدام ليس تحليلا فما هو التحليل إذا ؟؟؟ وهل ما تقومون به هو مساهمة في عملية التحليل تلك أم موقفة له وبالتالي مصبطة لعملية التفاعل كاملة ومؤخرة لها؟؟؟ حتى لو كنتم يا سادتي ترون أنكم عناصر كافية وافية لإجراء وتحقيق عملية التفاعل تلك، إلا أن ذلك يستوجب منكم إزالة معيقات التفاعل كاملة . أي وبشكل أدق أنتم بحاجة إلى حالة إجتثاث ، كالحالة والقانون الذي استعمل وما زال يستعمل ضدكم. ولم أرى أن هذا هو المطلوب من قبل أي منكم. الأقلام انبرت والسيوف شحذت لمنازلة السيد خدام ومن يضع يده بيده، وهنا عجبي الأكبر. خدام هذا بات واقعا أعجبكم أم لم يعجبكم. أقريتم أم لم تقروا. فإقراركم شيء والواقع شيء آخر. من حقكم أن لا تتعاطوا معه. وهذا بات من حقه أيضا. أما أن تضعوا أنفسكم وبدون ثمن في جوقة المداحين والرداحين التي كانت تحت قبة البرلمان السوري ويا للعار، فهذا شيء مستهجن. كان من الأولى بكم ولو من قبيل البراغماتية السياسية أن لا تعطوا لهذا النظام صكوك الأمن والآمان. و ما ضيركم أنتم لتعالج هذه السلطة مشكلاتها هي. ولما أضع من نفسي أداة بيدها.
أخيرا تعالوا لنردد كما في أشعارنا الشعبية هناهين على شاكلة: إي ويها اليوم فرحت كتير بعد ما طلع خدامي إي ويها من بعد زعلي عموت كنعاني إي ويها كلوا من زعلوا علبناني إي ويها وانشا الله عبكرا بيلحقن العطراني إي ويها وانشا الله بيجينا من بكير الصفياني إي ويها وانشا الله عا راسن بيجي الأسد عدناني إي ويها وكل يوم بيجينا واحد من تاني إي ويها لحد ما بلدي ينرفع مجد الأنساني إي وللللييييششش غسان موسى
#غسان_موسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المشرف العام للإخوان المسلمين في سوريا …. البيانوني… بدا مست
...
-
حلم نائم .....أم حلم يقظة
-
العيد الرا بع والعشرون لتأسيس الجبهة ال ...الوط....الوطنية
...
-
تساؤل مطروح على الدكتور بشار الأسد رئيس الدولة السورية
-
السوريون القوميون ..........طوبى لكم
-
.......وأخيرا...الدانمارك هي السبب والضحية
-
إلى الداعين إلى الفعل الخارجي
-
ابن العم رياض الترك .... نصيحة ببلاش
-
عفواً ... -إعلان دمشق
المزيد.....
-
سقط من الطابق الخامس في روسيا ومصدر يقول -وفاة طبيعية-.. الع
...
-
مصر.. النيابة العامة تقرر رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرها
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى يستخدمها -حزب الله- لنقل الأ
...
-
كيف يؤثر اسمك على شخصيتك؟
-
بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
-
حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع
...
-
البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان
...
-
أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
-
مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
-
أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|