مجتمعاتنا والاغتيال المركب

فايز الخواجا

الحوار المتمدن-العدد: 6007 - 2018 / 9 / 28 - 23:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

مجتمعاتنا والاغتيال المركب...
اي ان هناك جهلا ذاتيا للانسان الفرد يتعلق بمعرفة قراءة واقعه وحياته ومعرفة الاستجابة الفاعلة والفعالة ولكل المثيرات مهما كان نوعها ومستوى حدتها. وهذايُشكل عمليا وواقعيا تدميرا للذات واغتيالا وقتلا لها اي ان الذات تمارس قتل الذات ومن هنا قيل ان الجاهل عدو نفسه. وعندما يتعمم الجهل الفردي ويتم تعويمه يصبح جهلا مجتمعيا عاما وشاملا.... فيغتال المجتمع نفسه ويشارك في قتل الذات الجماعية. وهذا الاغتيال الاول.......
والجهل هنا كمفردة تتعلق بعالم المعرفة لا يُقصد بها الاساءة اطلاقا وانما هي توصيف في الاتجاه المعرفي والاتجاه العقلي وادوات التفكير له. ففي الكثير من الامور ومساحات المعرفة انا جاهل فيها وانا اعترف غير انني احاول تغطيتها من خلال القراءات والمطالعات الجادة وبعدما معرفة الخبايا اعرف كم انا كنت جاهلا فيها ومنها الكثير الكثير من خبايا التراث الفقهي وموروثاتنا المترحلة لنا عبر العصور والقرون ونحن نبتلعها بدون وعي وتترحل من جيل الى جيل!!!!
اما الاغتيال الثاني فيكون مصدره من اصحاب المعرفة او من اصحاب نصفها حيث ان القسم الاول يعرف الحقائق تماما (شيوخ الدين وتجاره وفقهائه وما يسمون بعلمائه )غير انه لا يقولها ولا يُصرح بها وانما يمارس الكذب الذي لا يمكن اكتشافه الا لاصحاب هذه المعرفة في الاتجاه المقابل لفضحها ومعرفة خياباها وتوضيحها لمجتمعاتنا افرادا وجماعات من منظار وعي فكري انساني يؤمن ان مجتمعاتنا وانساننا تستحق الحياة ويجب التوضيح لها وكشف الاكاذيب والنفاق والعهر الذي يُمارس من التجار واصحاب المصالح والمنافقين والمتفيهقين والمتشدقين حرصا منهم على بقاء انساننا ومجتمعاتنا في حالة الجهل والموت السريري لجعلهما ادوات محرقة لهم ولمصالحهم!!! اما اصحاب نصف المعرفة او ما يمكن ان اسميه يمثقفي الفقاعة فهم اخطر واشد فتكا على انساننا ومجتمعاتنا.

#فايز_الخواجا (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات