أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - جراحنا عميقة .. بعمق تأريخنا !..














المزيد.....

جراحنا عميقة .. بعمق تأريخنا !..


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 6007 - 2018 / 9 / 28 - 15:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جراحنا عميقة .. بعمق تأريخنا !..

تذكرت يعقوب وحزنه على يوسف !..
تثير شجوني تلك الأحداث وغيرها من قصص التأريخ !..

كيف تلقت عائلة المغدورة خبر نهايتها المروعة ، وهي فتاة تزهو لها الحياة وتعيش أحلامها الطفولية ، وتحلم ببيت يجمعها بمن تحب ، ويقيمون عش السعادة والهناء ، وينجبون أطفال وأسرة يأملون أن تكون سعيدة .

ولكن الأيدي الغادرة والجبانة تقلب حياتهم الى جحيم ، ويكدرون صفوهم ويشيعوا السواد والحزن والنحيب ، ليتحول المشهد الى صمت موحش رهيب .

فتقول ألأية ( وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ) .

ولا أُخفي عليكم أحبتي حزني وغضبي وألمي على تلك الفتاة التي غُدِرَتْ لا لشيء ارتكبته ولا لعمل شائن جنته !..

كان كل ذنبها بأنها قد اختارت نمط معين من العيش ، وتلبس ما يعجبها وتعمل الذي تختاره ، وهو ليس بخارج عن العرف أو المألوف ، فما الضير في ذلك ؟..

هناك من لا يقر بنمط حياتها وملبسها وطريقة عيشها !..
وهم أحرار بما يعتقدون وهي حرة بما تعتقد وتراه !..
ومن يعترض على ذلك فليقاضيها أمام القضاء ، وهذا هو الإجراء السليم والذي يحقق العدالة .

أما أن نختلف مع الأخر ونذهب لتصفيته وننفذ أحكامنا بأيدينا وبعيد عن القانون ، فهذا يعني أصبحنا في غابة ووسط وحوش مفترسة لا عقل لها ، وهذه من أكبر الكبائر .

بالرغم من ادراكي العميق بأننا فعلا في غابة !!..

وهناك غياب للقانون وللعدالة والإنصاف ، وغياب للأمن وللسلم المجتمعي ومنذ 2005 م وحتى يومنا هذا ، وهذه حقيقة يعيشها الناس يوميا ، ومثل هذه الجرائم تحدث يوميا ومنها لا يتم الإعلان عنه ، بل يتم التعتيم عليه من قبل النظام السياسي الحاكم ، وهذه لعمري جريمة أخرى ترتكبها السلطات الحكومية والأمنية ، والتي لم تقوم بالكشف عن تلك الجرائم ودوافعها والأيدي التي ارتكبتها ومن هم المحرضين الحقيقيين وما هي دوافعهم ، وفي أغلب الأحيان تسجل تلك الجرائم ضد مجهول ، أو يعتبروها جرائم جنائية ولكن الحقيقة غير ذلك تماما ، فلها خلفيات أيديولوجيا وسياسية وقيمية تتعارض مع فلسفة النظام السياسي القائم وأحزاب الإسلام السياسي الحاكم التي هي قريبة من فكر وفلسفة الدولة الدينية المعادية للحريات وللحقوق وللديمقراطية والتحضر وللمرأة على وجه الخصوص ، فهم يشكلون العقبة الرئيس في تحرر المرأة وانعتاقها من الهيمنة وسلب الحقوق ، وعلينا أن نقر بحقيقة ، بأن القضاء يتحمل وزر هذه الجرائم ولإخفاقه في تتبع خيوطها والكشف عنها وبشكل شفاف لتحقيق العدالة .

مثلما ذكرت هذه الجريمة وما سبقها من جرائم مروعة قد أثارت السخط والشجون في نفسي ، فساقني تأملي الى ما قاله البعض في مثل تلك النوائب والفواجع والدماء الذكية التي سفكت في وطننا ومن دون وجه حق وخارج القانون .

وإليكم البعض منها :

والخنساء حين تقول :
يُؤرّقُني التّذَكّرُ حينَ أُمْسي فأُصْبحُ قد بُليتُ بفرْطِ نُكْسِ .
وتقول :
اشدَّ على صروفِ الدَّهرِ ايداً وأفْصَلَ في الخُطوبِ بغَيرِ لَبسِ
وضيفٍ طارقٍ أو مستجيرٍ يروَّعُ قلبهُ منْ كلِّ جرسِ .

عنترة بن شدّادله وسجال وابداعه الشعري :

اذا صاح الغرابُ به شجاني وأجرى أدْمُعي مِثلَ اللآلي

وأخبرني بأَصْنافِ الرَّزايا وبالهجرانِ منْ بعد الوصال

غُرابَ البيْنِ ما لكَ كلَّ يوْمٍ تُعاندُني وقد أشغلْتَ بالي

كأَنِّي قد ذَبحتُ بحدِّ سيْفي فراخَكَ أوْ قَنَصْتُكَ بالحبال

بحقِّ أبيكَ داوي جُرْحَ قلْبي ورَوِّحْ نارَ سِرِّي بالمقال

وخبّرْ عنْ عُبيْلة َ أَيْنَ حلّت وما فعلتْ بها أيدِي اللَّيالي

فقلبي هائمٌ في كلَّ أرض يقبلُ إثر أخفافِ الجمال

وجسمي في جبال الرّمل ملقى خيالٌ يرتجي طيف الخيال .

يا حسرتاه علينا نحن نعيش في الزمن الامعقول !..

زمن العهر والكفر والرذيلة والنميمة والجريمة والهوان في دولة الخرفان والصبيان !..

هللوا .. وكبروا .. فقد هُزِمَ الأمل والحبُ وهُزِمَتْ رجاحة وعقل ووعي الإنسان !..

وانتصر الطغيان والفلتان وساد القتل والإلغاء وإنكار الأخر الذي هو مرأة الحياة وجوهر وأساس تقدمها وتطورها ، وأساس سعادة البشر في كل مكان .

صادق محمد عبد الكريم الدبش .
28/9/2018 م



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا تريد الولايات المتحدة الأمريكية من العراق ؟.. تعديل
- الاغتيال عمل هستيري جبان ومدان !..
- نظرة في الأفق العالمي .
- من سيتصدر مارتون تشكيل الحكومة ؟..
- الهرولة على صفيح ساحن !..
- الشيوعية رمز للوطنية والنزاهة / تعديل
- قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر !..
- هل تبدأ رحلة الألف ميل !..
- صورة لمشهد في البصرة وما ترتكبه قوى الاإسلام السياسي في العر ...
- لماذا لم يأخذ الشيوعيين ما يستحقوه من مقاعد ؟
- نعي المناضل الشيوعي المخضرم عبد الواحد كرم .
- هي تسأل .. وأنا أُصغي إليها !..
- من ينتصر للحرائر التي تزهق أرواحهن ظلما ؟..
- لماذا نحبك يا عراق ؟..
- اليوم العالمي للمختفين والمغيبين !...
- لا تطلب الحاجات الا من أهلها ؟..
- اغتيال محامي في البصرة ؟
- أرادة الشعب وجماهيره المنتفضة لابد أن تنتصر .
- نحن الشيوعيين لا ننتظر من أحد لنستأذنه ؟..
- شبكة الإعلام العراقي وقناة العراقية !!..


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - جراحنا عميقة .. بعمق تأريخنا !..