أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - الحرب هي على انجازات أسرى فلسطين















المزيد.....

الحرب هي على انجازات أسرى فلسطين


جواد بولس

الحوار المتمدن-العدد: 6007 - 2018 / 9 / 28 - 05:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحرب هي على انجازات أسرى فلسطين

جواد بولس

لم يحظ إعلان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد أردان، عن تشكيل لجنة خاصة لفحص شروط معيشة الأسرى الأمنيين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، بعناية فلسطينية تتناسب وخطورته؛ لا سيما بعد توضيح الوزير بأن اللجنة مطالبة وموكلة بوضع توصيات من شأنها المساس بحقوق الأسرى، المكتسبة منذ عشرات السنين، وحصرها في نطاق الحدود الدنيا التي تتيحها القوانين وأنظمة مصلحة السجون الإسرائيلية الجائرة.

من الضروري أن نرى كيف تجاهر حكومة إسرائيل الحالية بنيّتها وبإصرارها على محاربة "الحركة الأسيرة الفلسطينية"، فوزراؤها يتنافسون بإطلاق التصريحات العدائية، ولا يتسترون على تحريضهم، الذي استهدف ويستهدف القضاء على منجزات "الوضع القائم" داخل السجون.

يسعى قادة اسرائيل من أجل محو الصدى الذي يعكسه هذا الواقع وآثار تلك الصراعات الندّية الطاحنة التي اجتازتها عناصر الحركة الأسيرة ، خلال مسيرتها الطويلة، بما يلامس المعجزات، حين حوّل آلاف الأسرى والأسيرات تجارب اعتقالهم المريرة إلى ملاحم تجدّد فيها الارادة الفلسطينية تفوّقها على سجّانها وتثبت للعالم وللمحتلين ان للحرية في فلسطين شمساً لن تحجبها أبواب الفولاذ، وروحاً تعاف أقفال الكراهية، وعزيمة لا يفتّها قمع الطغاة.

باشرت اللجنة عملها ومن المتوقع أن تصدر توصياتها بعد فترة الأعياد اليهودية الحالية أو قبل نهاية العام الجاري؛ إلا أنّ مصلحة السجون قد شرعت بتطبيق هذه التوصيات في بعض السجون ، وفقًا لما رواه الأسرى لمحامي "نادي الأسير الفلسطيني"؛ فقامت ادارة سجن "هداريم" مثلاً بسحب حوالي 1800 كتاب كانوا في متناول أيادي الأسرى الفلسطينيين ؛ كما وأعلمتهم أنها بصدد تنفيذ قرارات جديدة.

وفي تقرير آخر تبيّن لمحامي نادي الأسير أن الأسيرات في سجن "هشارون" خضعن لنفس الإجراء وذلك عندما زارهنّ أعضاء "لجنة أردان" وحققوا معهن حول أوقات خروجهن للساحات وللفورة ، وحول تفاصيل ادارتهن للمطبخ ونوعية الأكل وكمياته وعن الكنتين وعن العلاقات التنظيمية والاجتماعية بينهن وما إلى ذلك .

كما وتبين أيضًا أنه في أعقاب تلك الزيارة قامت الادارة بتشغيل كاميرات المراقبة الموجودة في جميع مرافق السجن، علمًا بأنها كانت معطلة منذ سنوات بمقتضى اتفاق أبرمته الأسيرات مع المسؤولين في حينه.

لم تتوقع الأسيرات هذا الاستفزاز الفوري فأعلنّ عن بعض الخطوات الاحتجاجية وعن استعدادهن للتصعيد إذا لم تتراجع الادارة عن قرارها؛ لإنهن يعرفن أنّ فشلهن سيمحو جميع انجازات الماضي ويُحكم على رقابهن عقدة "الهاء" في أنشوطة النكسة !

على جميع الأحوال فنحن في "نادي الأسير الفلسطيني" ، وبناء على تجاربنا الطويلة ورصدنا لتأثير تداعيات الحالة الفلسطينية العامة والخاصة بالسجون، نرجّح أن الأمور ذاهبة في اتجاه تصعيد خطير؛ فالقضية ، كما يفهمها الاسرائيليون، أكبر من وجود كاميرا وأهم من وجبة وأخطر من كنتينا وكتاب؛ إنها فرصتهم ، هكذا يتخيلون، بالقضاء على وجود هذا "الكائن" ونسفه من الجذور ، وتحويل أعضائه، أسرى الحرية الفلسطينيين، إلى مجرد "جناة وارهابيين" يتذللون عند عتبات سجانيهم من أجل قطعة صابون أو كسرة خبز او فرشة وحبة دواء، وذلك كما كان أردان قد صرّح بعظْمة لسانه قائلاً: "على اللجنة أن تفحص امكانيات تشديد ظروف معيشة الأسرى الأمنيين"؛ وأضاف متباهيًا بأنّ هذه الخطوة تأتي كخطوة متممة لمنعه زيارات أعضاء الكنيست العرب لدى الأسرى الأمنيين ولمنع زيارة بعض الأهالي ولمنع اعادة جثامين بعض الشهداء، ومنوّهًا إلى أنه "علينا أن نتذكر بأن الأسرى الأمنيين هم ارهابيون ساندوا أو شاركوا بتنفيذ عمليات إرهابية ضد المواطنين في اسرائيل..".

لقد حذرنا في الماضي من هذه السياسة، فقيادة اليمين الاسرائيلي الحاكم استوعبت جيدًا أن نقطة التماس الوحيدة الساخنة المتبقية بين الاحتلال وبين من يقاومه تتجلى بشكل يومي في السجون، وذلك بسبب وجود ودور الحركة الأسيرة بهيئتها وهيبتها المكتسبتين منذ عقود، وتحوّلها إلى كيان جامع لم يقوَ عليه القهر، ولم يكسره القمع ولا التعذيب ولم تشوّهه عتمة الزنازين.

لقد اعترفت أسرائيل بعظَمة ما حققته "الحركة الأسيرة الفلسطينية" من خلال أجيال المقاومين الأوائل ومن تلاهم في مسيرة الكرامة المشعّة؛ وقد شهد العالم كله كيف بنى "سكان الزنازين" صرحًا، عرّى، ببعديه المجازي والواقعي، ممارسات الاحتلال وفضَح موبقاته وأحيى بالمقابل، بتضحيات اعضائه الجسيمة، "لحاء الانسانية" المزروع في سحر حياة كل ثورة وكل شعب يسعى للتحرر ؛ فحيثما يوجد احتلال وقمع توجد مقاومة وحبس، وحيثما يوجد حرمان وأسر، يبزغ الأمل ويولد المستقبل من رحم اليأس. إنه قانون الحرية الخالدة كما جسّدته هذه الحركة؛ فالفلسطيني الأسير أصبح حرًا في أصفاده، بينما صار الإسرائيلي الغاصب المحتل عبدًا لعنجهيته ، مأزومًا في "سجنه".

لقد توقعنا تعاظم محاولات إسرائيل لقصم ظهر هذه الحركة الفذة، بالذات في ظل الانقسامات الداخلية التي بدأنا نشهد اتساع دوائرها داخل السجون وتحوُّلها إلى مناكفات صاخبة بين مراكز قوى فصائلية جديدة متنافسة على "السلطة" وعلى التأثير داخل معظم السجون.

لم تتدخل اسرائيل، في البداية، في حروب "الاخوة الاعداء"، بل وقفت ترقب تنامي هذه التصدّعات وهي تصير جروحًا دامية وتوفر عمليًا لإجهزتها الامنية فرصًا ذهبية لزرع الأسافين ولاسترضاء جهات على حساب جهات.

اليوم وبعد هذه السنين تقف الحركة الأسيرة أمام مفترق خطير ؛ ومع أنها كانت، بشكل من الاشكال، ضحية لانقسامات الخارج ولتصارع القادة في الفصائل ولحروب "الامارات" على السيادة والمحافظات، تتحمل هي قسطًا من المسؤولية وتبقى سيدة حاضرها والمؤتمنة على مصيرها.

فرغم ما شهده تاريخ فلسطين الحديث من صراعات على المواقع وعلى مصادر القوة، نجحت الحركة الأسيرة، حتى بداية الالفية الثالثة، بتحييد تأثير هذه العوامل، وحافظت على كونها صمام أمان للحركة الوطنية وبوصلة لنضالها ؛ وشكلت -من خلال فهم قيادييها لمكانتها الفريدة ولمسؤوليتهم التاريخية، خاصة في زمن الأزمات - منصّة حسمت مرارًا نبض الشارع وزوّدته بالأمل وبالهدف وبالشعار السليم.

لقد أحسّ السياف بارتباك "فريسته" فحاصرها بغريزة الصياد الماهر الحذق وأخذ يرميها بسهامه وينتظر، ثم يرميها و يتأهب لانزال ضربته القاضية، التي لن ترحم أحداً فيما نرى، لا مَن وقف في وجهه ولا من تهاون واستظل بفيء "سلطان" ، كان معلمَيه عرقوب والعقرب النزق.

هل يمكن افشال توصيات "لجنة اردان" ؟

قبل الاجابة بنعم على هذا السؤال يجب على جميع الفلسطينيين أن يؤمنوا بضرورة خوض هذه الحرب وبضرورة الانتصار بها؛ لأنها ليست، كما يدّعي البعض، مجرد معركة صغيرة في حسابات المصائر والوطن؛

فصحيح أن مصير القضية يتأرجح على وتر وسيبقى هو وجع الوجع؛ وصحيح أنّ هذا "العالم" ظالم وعاهر، وصحيح أنّ معظم الاشقاء دهاة "وخناجر "؛ ولكن مع كل هذا ، أو ربما بسببه، نقول أن الايمان بضرورة انقاذ الحركة الأسيرة سيكون أول عرابين الصمود الفلسطيني والضمانة لبقاء الحصن في الواجهة والحصانة في وريد "القضية".

النصر ليس مستحيلًا، فلا تدَعوا ، أنتم الذين في السجون، ومثلكم من في رام الله ومن في غزة، أردان ينجح في حربه؛ لأنكم إن سقطتم فستكتمل هزيمة الشعب الكبرى، وسينتظر بعدها "أفراخكم" طويلًا سماد السماء وانفطار القمر.



#جواد_بولس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في -الغفران- تبكي القدس فيصلها
- هل من بروكسيل سيأتي الخلاص؟
- حين كانت فلسطين محتلة!
- في فيينا او في كريات حاييم، الفاشية واحدة لا تلين
- من سيُسجن في سبيل العلَم؟
- البركة في مظاهرة تل أبيب
- إسرائيل والمسألة الدرزية
- قانون القومية اليهودية وصراعات القبائل العربية
- قانون القومية:-إسرائيل فوق الجميع-
- فلسطين دمعة التاريخ الحارة
- بين يسارهم ويسارنا
- فيليتسيا الفلسطينية
- القائمة المشتركة و- المثلية الجنسية- في الكنيست
- أسرى فلسطين الاداريون، إلى أين؟
- هل زهافا جلئون حليفة أم عدوة ؟
- قرار-عاجز-حكيم
- بين حيفا وغزة يمّ ومثقفون وحلم
- ماذا اذا كان قاضيك غريمك؟
- حيفا عيّافة الزبد وولّادة المنى
- ملاحظات أوّلية حول مسيرة عودة لم تبدأ


المزيد.....




- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - الحرب هي على انجازات أسرى فلسطين