|
هل نجرؤ على الانتصار؟!:* كل الاعلام لل-يمين-، ويسار بلا اعلام ؟!
سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.
(Saeid Allam)
الحوار المتمدن-العدد: 6007 - 2018 / 9 / 28 - 00:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ازاى وانا صبرى انتهى لسة بشوف فيكى امل نور عبدالله
سعيد علام القاهرة،الخميس 27/9/2018م بالرغم من القمع، والانتصار الواضح، "المؤقت"، للثورة المضادة، على صوت الثورة والثوار، مازالت القنوات التلفزيونية الفضائية، هى بلا منازع القوة الاعلامية الضاربة الرئيسية فى منطقتنا، للكتل الجماهيرية الضخمة، بحكم انتشار الامية والفقر، هذه الفضائيات التى لولاها لظلت الحركات الشبابية الاحتجاجية، الت انطلقت بدءاً من تونس ثم مصر وكل دول الربيع العربى، لظلت مجرد حركات احتجاجية قليلة العدد فى متناول اليد الباطشة لقوى الامن الداخلى.
ومما يدعم من سيادة القناة التلفزيونية الفضائية، انصراف الجمهور فى العالم عموماً، وفى المنطقة العربية خصوصاً، عن الصحافة المكتوبة، بسبب ارتفاع تكلفة هذه الصناعة من ناحية، يقابلها من الناحية الاخرى، ارتفاع نسبة الامية والفقر لدى شعوبنا، بالاضافة الى غياب عادة القراءة عموماً لدينا، وحالة القهر والاستبداد التى لا تسمح بصحافة مكتوبة متنوعة ومختلفة عن السياسة الرسمية.
الانترنت الديمقراطى، والتلفزيون الديكتاتورى ! من ابرز مزايا ابتكار الانترنت، حرية النشر وليس حرية التحرير، فى كل وسائل الاعلام السابقة على الانترنت، كان دائماً، يمكنك ان تكتب ما تشاء، ولكن كان عليك ان تجد من يوافق لك على نشره. لقد حطم الانترنت الرقابة على النشر وليس على التحرير، بالاضافة الى السمة المميزة للانترنت عن التلفزيون فى كونه ذو اتجاهين، بعكس التلفزيون ذو الاتجاه الواحد، هو يقول وانت تلعب دور المتلقى السلبى.
الا انه وبالرغم من كل مزايا الانترنت، فمازال امامه عائقى الامية والفقر، مما يحد بشده من تحوله، فى منطقتنا، الى بديل جماهيرى واسع، عن القنوات التلفزيونيه الفضائية.
"اسمع كلامك اصدقك، اشوف امورك استعجب" ! ان كل الاعلام اليمينى "المدنى" هو اعلام الصوت الواحد، كما الاعلام الدينى او ما يسمى باعلام "الشرعية"، اعلام الاخوان المسلمين وتيارات الاسلام السياسى، هو ايضاً، اعلام الصوت الواحد، صوت اليمين الدينى. وبالرغم من كل الصداع الذى تسببه الدعوة المكررة، والمضللة، للتعبير سيئ الذكر "الاصطفاف"، الا ان تكرار الدعوة للاصطفاف ليل ونهار، من اعلام "الشرعية" اليمينى، لا يقابله سوى عدم السماح لآى اتجهات سياسية مختلفة، معارضة، يسارية، قومية، ليبرالية، فى التواجد ولو قليلاً فى اعلامهم، اى انهم يمارسون نفس الاقصاء للمختلف، الاقصاء الذين ينتقدون به النظام الحاكم، وطبعاً، استضافة افراد قليلة من المؤيدين للنظام، كـ"لوحة تنشين"، هو شئ مختلف، عن اتاحة مساحة للتعبير الحر، للقوى السياسية الاخرى المعارضة للنظام، والتى لا تنتمى ومختلفه مع تيار الاسلام السياسى. من يملك يحكم.
لقد استطاع التيار القومى العربى، "الناصرى"، ان يطلق لنفسه عدد من المنابر الاعلامية، احدثها التلفزيون العربى، ساعدهم فى تمويل هذه المنابر بعض رموز التيار الناصرى الذين كونوا ثروات طائلة من خلال انتمائهم العضوى لنظام يوليو 52.
هل نجرؤ على الانتصار! بعد سقوط الاتحاد السوفيتى وتفكك الكتلة الاشتراكية، فى بداية تسعينات القرن الماضى، تدهورت احوال اليسار العربى، حتى اصبح حاله مثل حال "اهل الكهف". عن حق، اليسار الديمقراطى، هو المعبر الحقيقى عن مصالح الشعوب. هو المستقبل. فما هو الذى يجعل التيار السياسى المعبر الحقيقى عن مصالح الشعوب، معزولاً ومنعزلاً عن جماهيره العريضة؟!،
هل هو، بسبب القمع الذى مارسه، ومازال، يمارسه نظام يوليو 52، وكل نظام يوليو فى كل جمهوريات الاستبداد العربى، وبدعم اقليمى ودولى، والذى اختص به اليسار، بأعتباره النقيض الحقيقى لكل سياساته اليمينية، سياسات الاستبداد والافقار؟!
ام هو، بسبب الميل الانحرافى للمثقف اليسارى الذى ينفر من القرى والعشوائيات، ويفضل ان يناضل فى وسط البلد، "نخبة الداون تاون"؟!
ام هو، التفاعل الجدلى بين هذا وذاك؟!، اغلب الظن انه كذلك، فكلاً منهما يدفع فى اتجاه الآخر. ذهاب المثقف الى الجماهير، يقلق النظام بشده، فيزيد من بطشه، الذى يغذى لدى المثقف حنينه للعوده الى وسط البلد.
يعيش المثقف على مقهى ريش يعيش يعيش يعيش محفلط مزفلط كتير الكلام عديم الممارسه عدو الزحام بكام كلمه فاضيه وكام اصطلاح يفبرك حلول المشاكل قوام احمد فؤاد نجم
هل نجرؤ على الانتصار؟! .. هل يجروء "الحوار المتمدن" على تبنى مشروع خلق اداه تلفزيونية جماهيرية، بمثابة رافعة، تساهم فى خروج اليسار العربى من العزلة.
تصور اولى، (كروكى): جميع الخطوات الاولى تتم الكترونيا معلنة على موقعنا "الحوار المتمدن"، اجتماعات، تصويت، اشتراكات، تبرعات .. الخ. معظم اعمال القناة تتم الكترونياً، فيما عدا الاعمال التى تحتاج الى العمل البشرى المباشر الحى.
مصادر تمويل انشاء وتشغيل القناة، بخلاف التبرعات: اولاً: دولار او يورو واحد، او ما يعادلها، عن كل مقالة، (من خلال حساب منشور، يؤسسه الحوار المتمدن). ثانياً: تطوع جميع العاملين فى القناة، وما اكثرهم وتنوعهم فى الحوار المتمدن. ثالثاً: تتكون الجمعية العمومية من كل المساهمين، وهى اعلى سلطة، (تجتمع وتصوت الكترونياً). رابعاً: انتخاب مجلس الامناء من قبل الجمعية العمومية، وتحدد اختصاصاته، (يتم التصويت الكترونياً). خامساً: انتخاب مجلس الادارة من الجمعية العمومية، وتحدد اختصاصاته، (يتم التصويت الكترونياً). سادساً: فريق عمل القناة، (المتطوع)، يختاره مجلس الادارة، من بين المتقدمين للعمل التطوعى بالقناة، ويقر من مجلس الامناء، (الكترونياً) . سابعاً: السياسة الاعلامية للقناة، المقترحة من مجلس الامناء، تقر بأغلبية اصوات الجمعية العمومية، (الكترونياً). ثامنا: الخريطة البرامجية الدورية، (كل ثلاثة اشهر)، تقر وفقاً لنتائج تصويت الجمعية العمومية. تاسعاً: جميع الاجراءات، الاشتراكات، التبرعات، الانتخابات .. الخ، بالاشهار العلنى على موقع الحوار المتمدن. عاشراً: التصويت على هذا الاقتراح بمعجب او غير معجب، وفى حال كان عدد المصوتين بالاعجاب يزيد عن 50% من عدد كتاب "الحوار المتمدن"، يعتبر ذلك موافقة مبدئية على الاقتراح، لننتقل بعدها الى الخطة التفصيلية التنفيذية.
هل نجرؤ على الانتصار؟! ام مجرد وهم، ومزيد من العزلة ؟!
سعيد علام إعلامى وكاتب مستقل [email protected] http://www.facebook.com/saeid.allam http://twitter.com/saeidallam
الهوامش: * عنوان "هل نجرؤ على الانتصار؟!"، هو عنوان ملهم لمقال احد الكتاب اليساريين فى سبعينيات القرن الماضى، ولكنى للاسف لا اتذكر اسم الكاتب، وفشلت فى البحث عنه على الانترنت، اتقدم بتحياتى واعتذارى لكاتب المقال صاحب العنوان الملهم.
#سعيد_علام (هاشتاغ)
Saeid_Allam#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشيخان، وهدم القوة الناعمة للدولة المصرية ! من الشيخ صالح ك
...
-
جريمة -المتحرش- يسرى فودة: جلس قريباً جداً منى ؟! توظيف جيل
...
-
بعكس ما يرى -نافعة-: النهايات حتماً، منسجمة مع المقدمات !
-
من -فوبيا- السيسى الى -لوم- الاسوانى، يا شعبى لا تحزن !
-
للأفكار عواقب: من وهم الشرعية، الى وهم الاعتصام المعزول!
-
الواقع الاكثرخزياً فى -صفقة القرن-!*
-
لصوص افريقيا الجبناء، يتأوهون مما يسمونه -هجرة غير شرعية- !
-
وهل ستترك -تونس الثورة-، تذبح وحيدة ؟!
-
وبدأت مرحلة الجهاد الاعظم للنظام المصرى ؟!
-
تدليس النخبة المصرية، حول توظيف السلطة للدين ! الكاتب والاعل
...
-
فى مصر ايضاً، -الميراث الثقيل- كذريعة !*
-
اجابة لسؤال الساعة: لماذا لا يتحرك الشعب المصرى ؟!*
-
صندوق النقد ليس قدراً، الا من حاكم وطنى ؟!*
-
العين -المغمضة- لمراكز الابحاث الغربية ؟! مركز كارنيجى للسلا
...
-
ابتلاع المواطن عارياً !*
-
تفعيل ازمة، تجعل -خرق- المواطن، ممكناً!
-
لا دولة ولا شبه دولة، فقط -شركة نوعية-؟!
-
-فشخ- الدول ! رياح الكيماوى، تهب من العراق على سوريا.
-
المطلوب فى مصر: -كارثة- !
-
السياسة والاقتصاد فى مصر !
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|