بسام الرياحي
الحوار المتمدن-العدد: 6006 - 2018 / 9 / 27 - 23:20
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
عرفت مدينة بوعرادة بالامس الاربعاء حصول جريمة قتل بحق تلميذة لم تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها على يد صديقها في مشهد أقل ما يقال عنه أنه مؤلم وخارج عن المألوف، حفرت هذه الحادثة الحزن الأبدي في نفوس ذويها وأصدقائها وكل ضمير حي في تلك المدينة الهادئة .التلميذة هي رحاب الماجري مولودة لأم وأب إنتظراها لعشر سنوات فهي الفتاة التي كان قد طال على أمها الصبر لإنجابها في وسط ريفي متواضع وبإمكانيات بسيطة، نفس العائلة المكافحة إختارت تعليم الإبنة من الإبتدائية إلي إلتحاقها بالمدرسة الإعدادية ببوعرادة كانت قد مرت علينا بتقاسيم وجهها وبحضورها الهادئ والرصين وبجذوة أملا وبأحلام غامضة.رحاب لم تكن تلك الفتاة التي تحمل طاقة مؤثرة في محيطها من أصدقائها أو مدريسيها لكنها تؤثث ركنها كما هي حيث هي وبما هي عليه ، إستطاعت رغم النكسات والصعوبات والضيم الاجتماعي أن تضمن تدرجها العادي من سنة إلى سنة دون ضجيج ودون أن تكون وزرا على محيطها أو المقربين منها.في الساحة العامة أين يجتمع أصدقاء الدراسة ليفجروا شحنة أحاديثهم القصيرة خلال عشر دقائق تراها تبتسم تحاور تغير نظراتها أحيانا ينتابها السهو البرئ لما حاولها ثم تستدرك نفسها وكأنها تجيب ذاتها بشئ من العتاب من الأسف الوقتي من التفكير في القادم.في الفصل ننادي رحاب تكون عندها قد بدأت ما طلب منها دون زيادة أو نقصان ببساطة دون إضافات كأنها تشبه ظروفها ومحيطها وكل تكوينها النفسي والإجتماعي، رحاب الإنسانة آلم رحيلها الكل لم نرد رحيلا كهذا وفي وقتا كهذا، كنا نريد نجاحا وفرحة تنسيك أوقاتك الصعبة كنا نطمح لحصد ما زرع من أملا بمقداره العادي وردا لإعتبارا قست عليه الأزمان وضاقت به أرض وطنا جريح.رحاب ستكون قصة، قصة الفتاة التي مرت بأسف وغادرت بألم وبحزن وبروايات جارحة لروحها وكرامتها الانسانية، الخطيئة رفيقة البشر أيينما حل فلا تقذفوا بخطاياكم في روحها دعوها تنام بسلام أين لا صوت ولا سلطة ولا ضجيج ولا أحكامك التعسفية والقهرية.هذه اللحظة لحظة صمت وتأمل، لحظة خيار ولحظة إنحناء للروح الإنسانية وكمربي وأستاذ شرفتني وزدتني شرف في الفصل والساحة وكل مكان طالك فيه نظري وإدراكي ... وداعا رحاب.
#بسام_الرياحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟