إنهم يقتلون الأطفال بدم بارد,من يوقف قتل الأطفال إنهم يستحقون الحياة؟

رديف مصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 1510 - 2006 / 4 / 4 - 10:18
المحور: حقوق الانسان
    

نداء عاجل شهدت مدن كردستان تركيا مؤخرا عدة حملات شرسة وقذرة قادها الجيش والحكومة التركية ابتدأت بالحملة الظالمة على قناة روج الفضائية مرورا بالحملة على زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل السيد عبد الله أوجلان فيما يخص العزلة والتجريد وصولا إلى أقذر الحملات التي تشهدها حاليا مدن كردستان وعلى رأسها مدينة آمد الجريحة اثر الانتفاضة السلمية التي أطلقها أبناء شعب كردستان كرد فعل طبيعي على سياسات الحكومة التركية وعلى سلوك الجيش التركي الذي أقدم مؤخرا على قتل أربعة عشر مقاتلا كرديا من مقاتلي حزب العمال الكردستاني في إطار تأجيج عملية الصراع المسلح رغم نداءات السلام المتكررة من قبل مقاتلي الكردستاني حيث قام أبناء آمد وباقي مدن كردستان بالاعتصامات والمظاهرات والمسيرات السلمية العارمة من أجل التنديد بسياسة القتل الممنهجة التي تتبعها الحكومة والجيش التركي ضد شعب كردستان ومن اجل المطالبة بالإفراج عن جنازات الضحايا الأربع عشر بغية دفنهم بشكلٍ لائق علماً بأن العديد من أهالي الضحايا ما زالوا ينتظرون كي تفرج الحكومة التركية عن الجنازات، بينهم سوريين وعراقيين، إلا أن الحكومة التركية واستمرارا على نهجها السابق القائم على إنكار الوجود الكردي من جهة والقائم على قمع أي نشاطٍ كردي من جهة أخرى، سواء كان سلمياً أو غير ذلك، فأقدمت على الاعتداء الوحشي على المتظاهرين وقتلت العديد منهم بالرصاص الحي من بينهم ثلاثة أطفال لا يتجاوز عمر أكبرهم سناً /9/ سنوات، كما اعتقلت العشرات وأقدمت على ضرب المتظاهرين وأطلقت الغازات المسيلة للدموع، مصادرةً ومنتهكةً بشكلٍ صارخ وعلى مرأى ومسمع من العالم حقهم في التظاهر والتجمع السلمي كتعبير ديمقراطي حق لكل البشر، في خطوةٍ تهدد بشكلٍ جدي السلم الأهلي في تركيا عموماً وفي كردستان خصوصاً.
تزامنت هذه الحملات بالمضايقات الشديدة للمناضلين الكرد من ذوي الأسلوب السلمي والديمقراطي في النضال على رأسهم المناضل عثمان باي دمر رئيس بلدية ديار بكر ورفاقه وزملائه في حزب المجتمع الديمقراطي وباقي منظمات المجتمع المدني وجمعية حقوق الإنسان،إن الاعتداءات التركية هذه تشكل انتهاكا صارخاً للعهود والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، وتعد انتهاكا صارخاً للحق في الحياة واعتداءا على حقوق الطفل وحرية الرأي والتعبير والحق في التجمع السلمي ولا شك إن صمت المجتمع الدولي تجاه المجازر الوحشية التي يرتكبها الجيش التركي ضد أبناء شعب كردستان، وخصوصاً التناول الخجول لوسائل الإعلام الدولية وأخص منها وسائل الإعلام العربية لهذه المجازر يعد تراجعاً خطيراً في مجال قضيتي الديمقراطية وحقوق الإنسان التين تعدان بحق عنوان المجتمع الدولي في هذه المرحلة.
إنني أدعو أبناء وبنات شعب كردستان منظمات وأفراد في كردستان والمهجر من أجل أن يرفعوا أصواتهم عالياً ضد الظلم وأن يصعدوا من وتيرة النشاطات السلمية والديمقراطية في وجه من يستبيحون دمنا ويقتلون أطفالنا بدمٍ بارد ضد من حولوا نوروز الفرح والسلام من عيدٍ إلى مأتمٍ تذرف فيه دموع الأمهات حرقةً على الأطفال، وأدعو كافة القوى الديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني في تركيا بأن تقف إلى جانب قضية شعب كردستان العادلة وأن لا تتركه وحيداً أعزلاً في مواجهة الآلة العسكرية التركية، وأهيب بكافة المنظمات السورية العاملة غي مجال حقوق الإنسان من اجل المطالبةِ بالإفراج عن جنازات الضحايا السوريين الأربعة من اجل دفنهم بشكلٍ لائق في موطن ذويهم، كما إنني أناشد المجتمع الدولي وكافة هيئاته وأناشد وسائل الإعلام وجميع مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات العاملة في مجال حقوق الإنسان وكافة القوى الديمقراطية والمحبة للسلام من اجل ممارسة الضغوط الجدية والحقيقية على الحكومة التركية بغية الكف عن الحملات الظالمة ضد شعب كردستان ومن اجل فتح حوار حقيقي وجاد مع كافة القوى المتواجدة على الساحة الكردستانية بما فيها حزب العمال الكردستاني بعد رفع كافة الإجراءات العسكرية عنه وإطلاق سراح زعيمه من أجل أيجاد حل ديمقراطي وعادل لقضية شعب كردستان، وإفهام الحكومة التركية بان هذه القضية لا يمكن حلها بالإنكار والعنف والقتل، وإفهامها بان زمن الإبادة والتهجير وحرق القرى قد ولى، وإن العالم يعيش في زمن الديمقراطية وحقوق الإنسان لا زمن القمع وقتل الأطفال.
تحية لأبناء آمد وباقي مدن كردستان

سوريا- كوباني 4/4/2006
المحامي والناشط في مجال حقوق الإنسان رديف مصطفى
المحامي والشاعر مصطفى إسماعيل
المحامي فوزي علي
المحامي فرهاد باقر
المحامي مصطفى مستو

#رديف_مصطفى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات