|
الشيخان، وهدم القوة الناعمة للدولة المصرية ! من الشيخ صالح كامل، الى تركى آل الشيخ.
سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.
(Saeid Allam)
الحوار المتمدن-العدد: 6005 - 2018 / 9 / 26 - 23:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الشيخان، وهدم القوة الناعمة للدولة المصرية ! من الشيخ صالح كامل، الى تركى آل الشيخ.
وحيستلم، والنيل ياعم حيتظلم لمن رأى، ولا من سمع، ولا من علم الابنودى
سعيد علام القاهرة، الاربعاء 26/9/2018م فى الصراع على زعامة المنطقة، التى يطلق عليها العالم العربى، منذ الغزو العربى، بعد الحرب العالمية الثانية، وسقوط الامبراطورية العثمانية، نشأ منذ خمسينات القرن الماضى، فى منطقتنا، صراع بين نوعين من الانظمة، انظمة وطنية "تقدمية" "ديكتاتورية"، حديثة النشأة، لدول عريقة، تسعى للاستقلال الوطنى، وبين انظمه يمينية رجعية استبدادية عميلة، مؤسسة حديثاً، ومدعومة من الدول الاستعمارية المنتصرة فى الحرب.
فى ستينات القرن الماضى، لم تكن تمتلك الانظمة العميلة القوة العنيفة "العسكرية"، القادرة على مجابهة القوة العنيفة للقوى الوليدة. فقامت هذه الانظمة العميلة باحتضان القوى الاسلامية "المعارضة" والمنافسة للنظام الناصرى، وتردداته فى المنطقة، بتأيد ضمنى من القوى الاستعمارية القديمة والجديدة، "بريطانيا وامريكا"، ولكنها لم تكن قادرة على اسقاطه، لذا لجأت هذه الانظمة الى سلاح القضاء على القوة الناعمة للدولة المصرية، وهو المجال الحيوى المتاح، بعد استبعاد المواجهة العسكرية، بأستثناء حرب اليمن، التى الحقت بالنظام الناصرى خسائر فادحة فى اليمن، وساهمت فى هزيمه مزلة فى حرب يونيو 1967.
"يالى بتسأل احنا مين .. احنا اولتراس وطنيين" ! خاضت ونجحت دول الرجعية اليمينية – حتى الان – فى الحاق هزائم مخجلة بالقوة الناعمة للدولة المصرية، منذ "سبعينات السادات"، من القرن الماضى، وبواسطة مئات الملايين من االبترودولار، تم شراء عملاء محليين، وتم تدمير، او يكاد، الدور الريادى للقوة الناعمة للدولة المصرية، فى كل مجالات القوة الناعمة، السينما، الاغنية، الصحافة والاعلام، الكتب، الدبلوماسية، المهن، الحرف، .. الخ، حتى وصلت الحرب الى مجال الرياضة، كرة القدم، وايضاً فى سياق تصفية الحساب مع الاولتراس، بعد الدور المشرف للاولتراس فى 25 يناير، ودخولها المهيب فى الايام الاولى، الى ميدان التحرير، وشعارهم المجلجل، المنظم بالالاف: "يالى بتسأل احنا مين .. احنا اولتراس وطنيين"، والذى دفعوا ثمنه غالياً وبشرف، من ارواح شبابهم، جاء الهجوم هذه المرة على احدث حلقات القوة الناعمة "كرة القدم"، عن طريق رأس الحربة، تركى آل الشيخ، طال عمره.
فى البداية كانت الهجمة على كلً من السينما والاغنية المصرية، التى كانتا قد وصلت قوتهما الى درجة ان كان، ومازال، الكثير من شعوب المشرق كما المغرب، يحفظون هذه الاعمال الفنية عن ظهر قلب، بل ويتحدثون بلهجة مصرية من المستحيل ان تفرقها عن لهجة اى مصرى. الان جاء الدور من اجل تدمير "صناعة" الرياضة المصرية، وفى القلب منها بالطبع، كرة القدم، اللعبة الاكثر شعبية على الاطلاق.
تم تدمير، او يكاد، صناعة السينما المصرية، ثان صناعة سينما فى العالم، والتى كانت قد نشأت فى الاسكندرية، بعد السينما الهوليودية مباشرة، جرى تدميرها بالاستيلاء بأموال سعودية على النسخ الاصلية لمعظم ارشيف السينما المصرية، بمساعدة مصريين، كما جرى انشاء مركز مونتاج فى المعادى بأموال سعودية، لعمل مونتاج لأصول نسخ (نيجاتيف) الافلام المصرية، وللاسف، بأيادى مصرية ايضاً، وفقاً للرؤية الوهابية الممزوجة بالثقافة الصحراوية الرعوية اليمينية المحافظة، وقد تم الاستيلاء على الالاف من الافلام المصرية، بدءاً من افلام الابيض والاسود، من التلفزيون المصرى الحكومى!، ولان الاختراق دائماً ما يتم عن طريق مسئولين رفيعى المستوى، اضيف اليهم فى مجال الفنون، نجمات مصريتات، بدءاً من صفاء ابو السعود/ المليارد السعودى الشيخ صالح كامل " ART "، وما واكب هذا الاختراق من فضائح لعل اشهرها فضيحة مرسيدس ممدوح الليثى/ شرين سيف النصر/ الملياردير السعودى ابراهيم الابراهيمى!، - من المعلوم ان كل هذه الاموال كانت موجهة سياسياً -، كما قام عدد من المنتجين السينمائيين "المصريين"، ببيع ما تبقى من تراث السينما المصرية.
وعن طريق ما عرف وقتها بـ"سينما المقاولات"، تم صناعة افلام بمواصفات خليجية، حيث ان مشهد سينمائى يجمع بين ممثل وممثلة داخل مكان مغلق، (داخل البلاتو)، بدون محرم، يعتبر حرام شرعاً!، وبذا تم القضاء على اى اعمال سينمائية مصرية "حرة التعبير"، اى افلام فنية، ليطفو على السطح التعبير القمئ "السينما النظيفة"، اى عن طريق "سرقة" النسخ الاصلية لافلامنا، والمنتاج اليمينى المتخلف، تم تشويه تاريخنا المصور سينمائياً، الثقافى والحضارى، وبسينما المقاولات المتخلفة فكرياً وفنياً، تم القضاء على واحد من اهم اسلحة القوة الناعمة للدولة المصرية، الفيلم المصرى.
بسلمه مصر عزيزة النفس اللى بفرمان صغير من الوالى، لغت الامس فلا عباد ضجت، ولا دموع سالت يابو الغنا يانيل، نخلة ابوك مالت وحيستلم، والنيل ياعم حيتظلم لمن رأى، ولا من سمع، ولا من علم جرب اجولك عبد الرحمن الابنودى
لولا الجهود المخلصة لاجيال من الفنانين السينمائيين المخلصين الوطنيين، وجيل شباب السينمائيين الجدد، لكانت صناعة السينما المصرية الان فى خبر كان، والتى كانت تضم الالاف من العمالة الفنية النادرة، وتحمل تاريخ امه عريقة، ومنارة للثقافة والتقدم والحرية، وتضع مصر فى موقع الريادة عن حق وجدارة.
ايضاً، جرى العمل بملايين البترودولار، وبالعملاء المحليين، على تدمير صناعة الاغنية المصرية، بما عرف باسم "الثلاجة او الفريزر"، والتى قادتها شركة روتانا السعودية، فجرى التعاقد مع نجوم الاغنية باضعاف ارقام عقودهم السابقة، ولكن فى عقد ازعان واحتكار من طرف واحد، وبعد توقيع النجم او النجمة على العقد، يتم وضعهم فى الثلاجة او الفريزير، لعدد من السنوات، لاى اسباب مختلقة، لن يصعب اختلاق اياً منها، ليدور النجم او النجمة فى حلقة مفرغة، فيها كل شيئ الا شيئ واحد، الفن. وبذا يتم ايقاف مسيرتهم الفنية، اى تجميد واحد من اهم اسلحة القوة الناعمة للدولة المصرية، الاغنية المصرية.
الاستثمار، الاسم الكودى للاختراق ونسج شبكة عملاء محليين ! قطاع الاخبار بالتلفزيون المصرى، هو بمثابة خزنة اسرار الدولة، وما يعنيه ذلك من اجراءات امنية، لا مثيل لها فى اى مؤسسة غير سيادية آخرى، يكاد يكون كل قيادات هذا القطاع، مرتبطين عضوياً بالمملكة السعودية، منذ بداية السبعينات من القرن الماضى، القطاع الذى تولى رئاسته، - فى تعبير ذو دلاله -، عبد اللطيف المناوى احد المرتبطين بجريدة الشرق الاوسط السعودية اليمينية، ليس فى مصر فقط، بل وفى لندن ايضاً، حيث قتلت الفنانة سعاد حسنى، والذى ذكر انه كان فى اتصال معها من اجل مذكراتها التى كانت تنوى نشرها .. فى حادثة فريده، انه المسئول الوحيد الذى طارده شباب يناير داخل اروقة التلفزيون بالاحذية.
فى اجابته عن ملاحظة لى عبرت عنها للواء عبد السلام المحجوب محافظ الاسكندريه الاسبق، عن قطاع الاخبار بالتلفزيون المصرى، وهو القطاع الاشد حساسية فى الاعلام المصرى، وانه ملئ بالمرتبطين عضوياً بالسعودية، كانت اجابته: "الراجل الكبير عارف (بمعنى، ان الرئيس الاسبق مبارك كان منتبهاً، ومتابعاً لهذا الوضع).
هكذا جرى الحال ايضاً، مع صناعة الكتاب المصرية، فتم نقلها، مع سبق الاصرار والترصد، الى بيروت، الحديقة الخلفية للمملكة السعودية، وكذا الحال مع الدبلوماسية المصرية العريقة، والتى لم تكن استقالات "كامب ديفيد"، فى "سبعينات السادات"، سوى الفاتحة، لما وصلت اليه الدبلوماسية المصرية.
وفى "سبعينات السادات" ايضاً، بدء بناء "هرم القيم المقلوب"، حيث اصبح دخل اى شخص غير متعلم، او نصف متعلم، اضعاف دخل استاذ الجامعة، حتى وصلنا الى: "ماذا سيفعل التعليم فى بلد ملئ بالمشاكل؟!"، فخرجت مصر من التصنيف العالمى لجودة التعليم. بعد ان كان المعلمين والمهندسين المصريين هم من علموا وبنوا دول الخليج، وبعد ان كان المرضى من اشقائنا الخليجيين ينتظرون فى طوابير للكشف عند اطباء مصريين فى "باب اللوق" بقلب القاهرة، اصبحت معظم الجامعات الخليجية لا تقبل بالاطباء المصريين حتى لو كانوا من حاملى شهادات الماجستير والدكتوراه!.
وفى "سبعينيات السادات" ايضاً، تم تجريف العمالة المصرية المدربة وذات الخبرة الى دول الخليج، فلماذا سنحتاج اليهم ونحن نبيع "مصانعهم"، وسنتجه وفقاً لآملاءات السيد الجديد، الى صناعة اللبان والايس كريم؟!. بحيث اصبح الحال، انك لو بحثت عن حامل دكتوراه فى منطقتك، ستجد العشرات وربما المئات منهم، - بغض النظر عن المستوى الاكاديمى والفكرى، وعن خروج مصر من التصنيف العالمى لجودة التعليم -، بينما اذا ما بحثت عن حرفى مهنى حقيقى واحد، غالباً ما سوف تستمر فى البحث عنه اياماً.
"سبعينيات السادات"، ما هى سوى الحصاد المر لهزيمة عبد الناصر السياسية والعسكرية فى يونيو 67، هزيمة الديكتاتورية والاستبداد، وغياب الحرية والديمقراطية، رغم انف كل الشعارات الملهمة، والاهداف الوطنية النبيلة. "الطريق الى جهنم ملئ بالنوايا الحسن" بأفتراض غياب آفة الجشع.
سعيد علام إعلامى وكاتب مستقل [email protected] http://www.facebook.com/saeid.allam http://twitter.com/saeidallam
#سعيد_علام (هاشتاغ)
Saeid_Allam#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جريمة -المتحرش- يسرى فودة: جلس قريباً جداً منى ؟! توظيف جيل
...
-
بعكس ما يرى -نافعة-: النهايات حتماً، منسجمة مع المقدمات !
-
من -فوبيا- السيسى الى -لوم- الاسوانى، يا شعبى لا تحزن !
-
للأفكار عواقب: من وهم الشرعية، الى وهم الاعتصام المعزول!
-
الواقع الاكثرخزياً فى -صفقة القرن-!*
-
لصوص افريقيا الجبناء، يتأوهون مما يسمونه -هجرة غير شرعية- !
-
وهل ستترك -تونس الثورة-، تذبح وحيدة ؟!
-
وبدأت مرحلة الجهاد الاعظم للنظام المصرى ؟!
-
تدليس النخبة المصرية، حول توظيف السلطة للدين ! الكاتب والاعل
...
-
فى مصر ايضاً، -الميراث الثقيل- كذريعة !*
-
اجابة لسؤال الساعة: لماذا لا يتحرك الشعب المصرى ؟!*
-
صندوق النقد ليس قدراً، الا من حاكم وطنى ؟!*
-
العين -المغمضة- لمراكز الابحاث الغربية ؟! مركز كارنيجى للسلا
...
-
ابتلاع المواطن عارياً !*
-
تفعيل ازمة، تجعل -خرق- المواطن، ممكناً!
-
لا دولة ولا شبه دولة، فقط -شركة نوعية-؟!
-
-فشخ- الدول ! رياح الكيماوى، تهب من العراق على سوريا.
-
المطلوب فى مصر: -كارثة- !
-
السياسة والاقتصاد فى مصر !
-
مأزق -السيسى- الغير مؤجل ! لا شروط سياسية، اقتصاية فقط !
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|