أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - روسيا «المسلمة»!!














المزيد.....

روسيا «المسلمة»!!


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 6005 - 2018 / 9 / 26 - 18:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم يخطر ببالي أن أحاضر في موسكو بالذات عن «الإسلام»، ولكن مجلس شورى المفتين لروسيا، هو الذي كان قد وجه الدعوة لنا، للمشاركة في ندوة فكرية تناولت قضايا السلام وحوار أتباع الأديان والثقافات في مواجهة التطرّف والإرهاب برعاية الشيخ رافيل عين الدين مفتي روسيا وبحضور مطران القدس عطا الله حنا، وقد ساهم في تنظيم الحوار، المنتدى الاجتماعي للثقافة العربية بالتعاون مع السفارة اللبنانية في موسكو.
وقد التأم الحوار الذي افتتحه الدكتور روشان عباسوف النائب الأول لرئيس المجلس ورئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، في «مسجد موسكو الجامع»، الذي هو تحفة معمارية فريدة ومنارة ومعلم في المدينة العريقة، وقد افتتحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الفلسطيني محمود عباس في العام 2015 عند إعادة تشييده، وحضر الافتتاح كل من رئيسي قيرغيزستان وكازاخستان. وتعكس هندسة المسجد وفلسفته رسائل المحبة والسلام والوحدة والتآخي بين الشعوب، حيث يعيش في روسيا أكثر من 20 مليون مسلم، إضافة إلى البلدان الإسلامية المحيطة، والتي كانت جزءاً من الاتحاد السوفييتي السابق الذي تأسس في العام 1922.
وتقوم فلسفة مسلمي روسيا، على تعزيز الحوار والتعاون، لاسيّما على الصعيد المجتمعي وفي المجالات المختلفة لتأمين أوسع مشاركة وشراكة لمكافحة التطرّف ومواجهة الإرهاب، وكان هذا العنوان جوهر مضمون محاضرتي في هذا المحفل المتنوّع، المختلف والمؤتلف، لاسيّما بتعزيز القيم المشتركة للأديان والفلسفات ذات الأبعاد الإنسانية، خصوصاً وإن الإرهاب غالباً ما يتم تلوينه بألوان دينية أو مذهبية أو إيديولوجية، الأمر الذي يستوجب لمحاربته مواجهة التعصّب ووليده التطرّف، وإذا ما تحوّل هذا الأخير إلى فعل وسلوك سيؤدي إلى العنف، وقد يقود إلى الإرهاب الذي يضرب عشوائياً، والفارق بين العنف والإرهاب إن الأول يستهدف الضحية بعينها لأنه يعرفها ولأسباب سياسية أو اقتصادية أو دينية أو فكرية أو غيرها، أما الإرهاب فإنه يستهدف خلق نوع من الرعب والفزع لدى الناس وإضعاف هيبة الدولة وبالتالي تشكيك المواطن، بقدرتها على حمايته.
إن وضع حدٍّ لظواهر العنف والإرهاب يقتضي خلق بيئة مشجّعة بعيدة عن التعصّب والتطرّف ومثل هذه البيئة لا بدّ أن تعترف بالتنوّع وتقرّ بالتعدّدية والحق في الاختلاف، ولا شكّ أن ذلك يستلزم توفير ظروف مناسبة لنشر ثقافة التسامح واللّاعنف والسلام والاعتراف بالآخر ونبذ كل ما له علاقة بالكراهية والحقد والانتقام. ولن يكون ذلك ممكناً دون اعتماد الحوار سبيلاً لنزع فتيل التوترات وحل النزاعات ووقف الاحترابات، وتوفير السبل الكفيلة للقضاء على الجهل والأمية ونشر التعليم ومكافحة الفقر وتأمين فرص عمل والقضاء على البطالة، وخصوصاً في صفوف الشباب، وقد أثبتت التجارب أن الجهد الأمني والاستخباري والعسكري لوحده غير كافٍ في القضاء على الإرهاب، إنْ لم يتم تجفيف منابعه وقطع إمداداته المالية والاقتصادية وتفكيك مرتكزاته الفكرية.
ومنذ العام 1998 نوقشت مسألة الحوار بين الحضارات والثقافات، والمقصود بين أتباعها أو المنتسبين إليها، وتقرّر اعتبار العام 2001 «عام الحوار» في الأمم المتحدة، وتبنّى المؤتمر الإسلامي في العام 2005، اقتراح العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز بشأن مسألة حوار الحضارات. ولعلّ هذا التوجه كان نقيضاً للفكرة الرائجة في الغرب والولايات المتحدة بشكل خاص والتي نظّر لها فرانسيس فوكوياما بشأن «نهاية التاريخ» العام 1989 وصموئيل هنتجتون حول «صدام الحضارات» العام 1993 وفيما بعد «بيان المثقفين الأمريكان الستين» الذي صدر بُعيد أحداث سبتمبر/أيلول الإرهابية العام 2001 التي خلقت ردود فعلها، المزيد من الفوضى في العلاقات الدولية، ولاسيّما الدعوة إلى حروب وقائية أو استباقية كان من نتائجها غزو أفغانستان العام 2001 واحتلال العراق العام 2003، ورافق ذلك شنّ حروب إعلامية ونفسية خشنة وناعمة بشكل مباشر أو بالوكالة واستخدام جميع منجزات الثورة العلمية - التقنية بما فيها ثورة الاتصالات والمواصلات والطفرة الرقمية «الديجيتل».
المنتدى الحواري المنعقد في موسكو، شاركت فيه مؤسسات وشخصيات علمية وثقافية وفكرية وأدبية متنوعة من روسيا والعالم العربي ومن منابع متنوّعة ومناشئ مختلفة، وضمّ متدينين وعلمانيين، وكان هدفه الرئيسي، التأكيد على القيم الإنسانية الموحّدة لبني البشر بغض النظر عن أديانهم ومعتقداتهم وقومياتهم ولغاتهم، ولاسيّما قيم الحرّية والمساواة والعدالة والشراكة والمشاركة بين الشعوب والمجتمعات، كما نبّه إلى خطر الطائفية بالنسبة لروسيا والبلاد العربية ودعا إلى توسيع مجالات التعاون الإنساني والحوار البنّاء وتفعيل دور «الدبلوماسية الشعبية» لإثراء الثقافات وتلاقحها، على أساس من احترام الخصوصيات والهوّيات الفرعية.
روسيا «المسلمة» تبدو اليوم أكثر انسجاماً مع محيطها الأرثوذكسي على الرغم من التحديات التي تواجهها، بل أكثر انفتاحاً على المحيط الإنساني، وما التفاعل مع العالم العربي سوى حوار بصوت عالٍ يحمل أبعاداً متعددة أساسها المشترك الإنساني.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيناريو ما بعد البصرة!
- كلام في معنى الحفاظ على الهوية
- مالمو (السويدية) تحتفي بالمفكّر العراقي عبد الحسين شعبان
- عن الاختفاء القسري مرّة أخرى
- هل بات عزل ترامب وشيكاً؟
- المغطس العراقي
- قول ثان في الطائفية
- روح العصر والعمل الحقوقي
- ثقافة التعايش وفقه الحوار
- الإرهاب والدين.. علاقة آثمة
- كلمة الدكتور شعبان في ندوة أعمدة الأمة الأربعة
- ظاهرة عمل الأطفال في العمل الإسلامي وسبل التصدّي لها
- الرئيس الأمريكي والكتب
- هل تفلح انتفاضة الكهرباء في العراق في تعديل مسار العملية الس ...
- 55 عاماً على حركة معسكر الرشيد - استعادة شخصية
- مستقبل الإقليم.. تكامل أم تناحر؟
- لبنان الحائر والمحيّر!!
- فيليتسيا لانجر شاهدة بأم العين
- سلام عادل ..الشيخ راضي ينفي تعذيب أمين عام الحزب الشيوعي ويؤ ...
- سلام عادل .. عبد الناصر يعيّن هويدي سفيراً في بغداد ويرد الس ...


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - روسيا «المسلمة»!!