سلام قاسم
كاتب وإعلامي
(Salam Kasem)
الحوار المتمدن-العدد: 6005 - 2018 / 9 / 26 - 00:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مشاهداتي خلال فترة العدوان الأمريكي على العراق
مشهد رقم 1
في عام 2003 كنت اعمل مع وكالة EBU وهي وكالة اوربية في بغداد، كنت مقيم في فندق فلسطين مريديان الطابق الثالث كان بأكمله مخصص للوكالة، قبل دخول الأمريكان الى بغداد، كان الإعلام العربي والأمريكي يروج الى فكرة، أن أمريكا ستجلب الديمقراطية الى العراق، وأن العراق سوف يحكمه العراقيين، وعلى العكس من ذلك كان الإعلام الايطالي والالماني والاسباني والنمساوي والياباني والفرنسي وغيرهم ممن كنت اعمل معهم في بغداد، كان اعلام هذه الدول يروج الى فكرة أن امريكا دولة محتلة، كنت ارى ذلك عبر التقارير التي يرسلها مراسليهم من بغداد، وكانت مهمتنا توفير المادة الخبرية لهؤلاء المراسلين اضافة الى ما يحتاجوه من امور فنية. المهم اتذكر جيداً كيف أن دبابة امريكية قامت بسحب تمثال صدام الضخم، لم يكن أهل بغداد معتادين على اعمال النهب والسرقة للمتلكات العامة، لكن الجنود الأمريكيون دعوا الناس الى البدأ بأعمال النهب وسهلوا لهم الأمر، وأنطلق ضعاف النفوس لسرقة ممتلكات البلد، حتى مستشفى المجانين لم يسلم من السرقة إذ قامت دبابة أمريكية بكسر السياج الخارجي للمستشفى، ودخل السراق لسرقة محتوياته أمام انظار الجنود الأمريكيين، أمريكا كانت تعلم جيداً أن حربها على بغداد كانت حرباً بدون شرعية تذكر، لأن القوات الأمريكية أحتلت العراق بدون أي تفويض من الأمم المتحدة، أمريكا كانت تعلم أن احتلالها لبغداد كان انتهاك للقانون الدولي، حتى ان مراسل التلفزيون الالماني ZDذكر ذلك في أحد تقاريره الصحفية، لذلك سعت الولايات المتحدة على الحصول لتفويض أممي، وكان لها ذلك عبر القرار رقم 1483 في 22/5/2003 أذ صوتت 14 دولة على القرار بينما اعترضت سورية عليه لأنه احتلال لبلد عربي، اعترف القرار بالولايات المتحدة وبريطانيا كسلطة حاكمة في العراق، وبهذا اصبحت خيرات العراق ملكا لهاتين الدولتين المغتصبتين.
يتبع
سلام قاسم
#سلام_قاسم (هاشتاغ)
Salam_Kasem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟