محسن عامر
الحوار المتمدن-العدد: 6004 - 2018 / 9 / 25 - 15:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أصدرت حركة النهضة هذا الصباح بلاغاً إعلاميا على موقعها الرسمي من ثلاث نقاط . أهم ما ورد في هذا البلاغ هو "الإلتزام بمسار التوافق مع الرئيس". و إن بدا هذا الرد ضبابيا و غريبا بالنظر للتصريح " الحاسم" لرئيس الجمهورية البارحة عن "نهاية التوافق" نهائيا مع حركة النهضة،إلا أنه جاء مفصلا ضمن تصريحات القيادات النهضاوية .
لنبدأ بخطاب الصقور، عبد الحميد الجلاصي في تدوينته على صفحته بدت شديدة الحدية في تقييم خطاب الرئيس. جمل من قبيل "كان شريكا من " شركاء"، و اليوم كان وحيدا" و "قيمة المسؤول في التعالي عن الجراح". خطاب " الأبواب المفتوحة" حسب الجلاصي هو إعلان رمي المنديل في حلبة كان الرئيس فيها المصارع الأقوى في تحديد الملامح العامة لشكل التوافق في مقابل تنازلات مرهقة قدمها شيخ منبليزير تباعا. "هزم" الرئيس و بقي وحيدا و نجحت حركة النهضة مرة أخرى في تكسير خصومها على صخرة قوتها "ٱلتي لا تقهر" ...
رفيق عبد السلام بوشلاكة قدّم ردّا أكثر هدوءا و أكثر وضوحا تجاه خطاب رئيس الجمهورية. فحوى التدوينة يقول؛ أن حركة النهضة عانت من تنازلاتها المرهقة تحت وطاة توافق "مختل" لصالح حزب الرئيس. إقالة الحبيب الصيد رغم تمسك حركة النهضة به ، فسح المجال لمرشح النداء قي دائرة ألمانيا ثم تحميل حركة النهضة مسؤولية عدم توفير "خمسين صوتا إضافيين" لمرشّح النداء، و غيره..جعل التوافق بين حركة نداء تونس و حركة النهضة حسب بوشلاكة ينبني على "تبعية و سمع و طاعة تحت الإكراه" و "منطق أشرب و إلاَّ طيّر ڨرنك" حسب قوله. بالتالي، التوافق المشروط هو الذي أوصل الرئيس "لوحدته المجروحة" في نهاية المطاف .
حركة النهضة في وضع مريح جدا بعد خطاب الرئيس. الخروج بنصر موطّد بعد سجال دام أربعة سنوات من التوافق تحت طائلة التهديد، جعلها في وضع مريح داخل الإرباك العام الحاصل داخل المشهد السياسي، نجحت عبر كل مناوراتها و بالبرغماتية الشديدة لزعيم راشد الغنوشي من أن تثأر لٱعتصام الرحيل، و الأهم تقدّم درسا سياسيا لشيخ قرطاج حول مفهوم التوافق .
#محسن_عامر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟