احمد العدوى
الحوار المتمدن-العدد: 1509 - 2006 / 4 / 3 - 11:10
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يروم لي اعتقادي بان الإنسان في القرن العشرين و ما تلاه لم يزل ذاك المراهق الذي يهوى العبث فيما هو ثابت و تحويله إلى جدلي حتى ينعم بترف فكرى و ازدهار في المنوعات العقلية التي يحب إن يقضى بها وقت فراغه.
إن الإنسانية في مراحل نموها تعتبر كانسان - اى إنسان- بدأ بمرحلة الطفولة حيث لم يعترف إلا بما هو حسي, حتى الآلهة في نظره كان لا بد لها من شكل ملموس حتى و لو كان من صخر أو طبق من العجوة. ثم بدأ الإنسان يتعرف و يستكشف ما وراء المظهر و يكتشف أعدائه من حيوانات و أمراض و يحاول بكل عقله أن يخترع وسائل قهرها حتى يستمر في تمرغه في الأرض بلا رادع. إن إدراك الإنسانية لما حولها يزداد يوما بعد يوم, لكن الإنسانية حتى وقتنا هذا لم تتخذ قرارها بعد إلى أين يجب أن نذهب؟ ما الموضوع أو ما الهدف الذي نسعى إليه؟
إن العلم الذي ظهر و نبت من عقل الإنسان إلى السماء لم يجعلنا إلا أن نرتمي في أحضان التيه المادي الذي خلقه. كل ما آمن به الإنسان من طرق للحياة من طبخ أو ثقافة قتله بالعلم , إن الزمن سوف يأتي حتى يندثر القلم و يصبح مستخدم الحاسوب رجعى. أو يزدهر القلم و يندثر الحاسوب في خطوة حداثية لكسر التراث المتمثل في استخدام الحاسوب بعد استخدامه كعادة أو إثبات علمي يحرم الإنسان منه. هل هي ردة فكرية ؟
في أمريكا و غرب أوروبا, عادت ثقافة القوطية إلى الأرض, أصبحت المسيحية ديانة رجعية إذ أن الإله فيها مازال من الأخيار, فكان لا بد من أصباغ صفة الشر علي اله جديد يصلح لهذا العصر, فصار الشر ربا و الشيطان رسولا و العنف شريعة و منهاجا . تلك التي جعلت المجتمع الياباني مجتمع شباب يغنى الروك و يصبغ شعره بلونين على الأقل و يجعل من الجنس ملح يضاف إلى الطعام.
كم مرة عادت موضة أزياء من عصور قديمة أو استلهم المصممون أزيائهم من حضارات بائدة.و الكل –عزيزي- يصفق, ليس لان العودة إلى الماضي جميلة, لكن لان كسر الحالي و إن كان الردة إلى الماضي لها طعم لذيذ.
بالأمس كنا على القمر الذي اكتشفنا مدى قبحه كحقيقة علمية, اليوم نحن على المريخ, ماذا نفعل غدا يا عزيزي؟
#احمد_العدوى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟