احمد عبدول
الحوار المتمدن-العدد: 6002 - 2018 / 9 / 23 - 19:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قبل ايام كنت اتابع الفضائية العراقية في برنامج حواري بمناسبة استشهاد الامام الحسين بن علي بن ابي طالب عام 61 هجري وكان المتحدث ويبدو انه احد الاساتذة الباحثين الاسلاميين يؤكد ان الحسين قد بكى قاتليه في يوم الطف فتوقفت عند تلك الرواية التي نستمع اليها عند الكثير من المتكلمين والشيوخ الذين يعتلون المنبر فيتحدثون بدون هدى او علم او حجة بالغة .
بعد ذلك قصدت مكتبتي المتواضعة وقمت باستخراج كتاب المقتل الذي تعود العراقيون ان يستمعوا له صبيحة العاشر من المحرم بصوت الشيخ الراحل (عبدالزهرة الكعبي ) وكتاب المقتل كما هو معروف كان قد اعتمد على اول مصنف تاريخي كتب عن واقعة الطف واعني به كتاب (ابي مخنف) قلبت كتاب المقتل من الجلد الى الجلد كما يقال فلم اجد أي سند تاريخي لقصة بكاء الامام الحسين على قاتليه لانهم سيدخلون النار بسببه بل على العكس من ذلك وجدت ان الامام الحسين قد وبخ قاتليه اشد التوبيخ ووصفهم باقسى العبارات بل وزاد على ذلك ان بصرهم بعاقبة امورهم التي سوف ستصير الى اسوأ حال وشر مئال فقد اجتمعوا على امر اسخط الله فاعرض بوجهه الكريم عنهم واحل بهم نقمته وجنبهم رحمته كما قال الامام الحسين نفسه بل انه دعى على قاتليه كما هو الحال مع (عبدالله بن حوزة التميمي ) الذي توعد الحسين بدخول النار فكان ان دعا الامام عليه بقوله (اللهم حزه الى النار ) فكان ان اخذت فرسه تضرب به كل حجر ومدر حتى تقطع جسده وذات الامر حدث مع (حجار بن ابجر ) الذي كانت يداه تتقيحان في الشتاء دما وتتيبسان في الصيف حتى هلك على ضوء دعاء الحسين بحقه .
الحسين لا يبكي على قوم يصفهم بعبيد الامة وشذاذ الاحزاب ونبذة الكتاب ومحرفي الكلم وعصبة الاثم ونفثة الشيطان ومطفئي السنن
الحسين لايبكي على قوم رفع يديه نحو السماء وهو يرجو الله ان يحبس عنهم قطر السماء وان يبعث عليهم سنين كسنين يوسف وان يسلط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كاسا مصبرة كما جاءعلى لسانه .
الحسين لا يبكي على القتلة والمجرمين .
اغلب الظن ان تلك الروايات وامثالها قد تسربت الى واقعة الطف عن طريق الفكر المسيحي الذي يصور شخص السيد المسيح شخصية نصفها اله والنصف الاخر انسان فينسب له من الكرامات والمعاجز ما لا يحتمله عقل ولا يقبله منطق او ايمان .
#احمد_عبدول (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟