حزب الكادحين
الحوار المتمدن-العدد: 6002 - 2018 / 9 / 23 - 15:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قام السفير الألماني بتوقيع اتفاقيات تمويل ست جمعيات من صفاقس والقيروان وبوزيد ومدنين وقفصة وهي الجمعيات التي نجحت في كسب "ثقة" ألمانيا من بين 130 جمعية تقدمت بطلب في الغرض.
ما قام به هذا السّفير، أصبح التونسيون معتادين عليه بعد أن غزت صور السفير الفرنسي وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وهو يشرف على ما يخصّه وما لا يخصّه ويتجوّل من مدينة إلى أخرى ومن سوق إلى أخرى ويلتقي المسؤولين أينما حلّ وحتّى يتفقّد بعض المراكز الانتخابيّة... حتّى أصبح يدعى "المقيم العــام الفرنسي" في إشارة إلى الحاكم الفعلي للبلاد التونسيّة زمن الاحتلال الفرنسي. وقد انتقلت عدوى ما دأب عليه سفير فرنسا إلى عدد آخر من السفراء مثل سفيرة كندا وسفير المانيا.
مـا أقدم عليه السفير الألماني يجعلنا نطرح السؤال التّالي: ما هي الخدمات التي ستقدمها تلك الجمعيات لألمانيا بما أنّ هذا التّمويل لن يكون دون مقــابل ؟
ولا تقتصر عمليّات التّمويل الأجنبيّة على الجمعيّات فحسب، وإنّمـا تشمـل أيضا تمويل الأحزاب السياسيّة خاصّة زمن الحمـلات الانتخابيّة، أمّـا عن وسائل الإعلام فحدث ولا حرج. كما لا تقتصر مصادر الأمــوال على ألمانيا فمختلف القوى الاستعمارية والرجعية الصغرى منها والكبرى تتنافس من اجل افتكاك حصّتها من هذه الجمعيّات والأحزاب ووسائل الميديا وحتّى الشخصيات السياسية ذات الشّأن.
وبعد كلّ هذه العطاءات غير المحدودة وغير المجانيّة يتساءل الانتهازيون : لماذا لا تشاركون في الانتخابات ؟ ولا تدخلون قصور البلديات والبرلمان ؟
جوابنا قُلنــاه ونكرّره لهؤلاء وأمثالهم : لا ديمقراطية دون سيادة وطنية.
جريدة طريق الثورة العدد 47
#حزب_الكادحين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟