|
سؤال من حي بن يقضان
مراد زهري
(Mourad Zahri)
الحوار المتمدن-العدد: 6002 - 2018 / 9 / 23 - 05:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الصديق الوفي حبيب التفكير و البحث عن الحقيقة حي بن يقضان ، قال لي أنه اليوم مريض بالصداع النصفي المسمى بالشقيقة إضافة إلى أمراض أخرى ، و عندما قصد المستشفى حالما بالعلاج واجهوه بعنف وكراهية و أعطوه موعدا مدته عشرة أشهر . عندما كان ذاهبا الى المستشفى حلم كثيرا بأنه سيتعالج ووقف الأمل أمامه عندما وصل إلى قاعة الفحص وجد ممرضة تعاملت معه كبوليس زمن الحجاج فنهرته و قالت له لا تزعجني لا أنت و لا وغيرك هاك الموعد . انهارت قواه و لن تخرج الدموع من عينه لكثرة بكائه منذ أن صار من المعذبين في الأرض . تراجعت الممرضة إلى الوراء مسرعة إلى ممرض هناك ضاحكة و تاركة المريض وراء الصندوق التي تحمله ورائها معبرة له عن ما تفهم . سألني حي بن يقضان عن معنى السلوك الإداري و العقدة المخزنية . إن عقدة المخزن من العقد النفسية العميقة و الخطيرة التي تسكن لا شعور كل سكان المغرب . فما هو المخزن ؟ هذا ما يريده حي بن يقضان من الفهم . سنتابع الغوص و الحفر الآركيولوجي عن معنى كلمة المخزن ، كما سنفعل ذلك في معنى الثروة والديمقراطية و التفاوت الطبقي وغيرها من الألفاظ التي يتوهم الكل أنه يعرف معانيها في حين إنه لايعرف شيئا عن ذلك فهم يظنون فقط و لايغني الظن من الحق شيئا . الإدارة في المغرب و المخزن و تغلغل هذه الروح في السكان أو المواطنين مع التحفظ على الإسم و التي تورث من جيل إلى جيل مستورة بالأقنعة . هذا النوع من الجن أو العفاريت التي لن تحلم غناوا بطرده أو إخراجه كما أنه يستحيل على كل عالم في الصرع إخراج هذه الأرواح . سنأخد الأدوات و نمارس مهنة الحفر الأركيولوجي لنخرج هذه الأرواح التي تسكن غناوا أنفسهم و كل من هو غناوي أو مسكون بهذه الأرواح الشريرة . إذن نحن مطالبين بالقيام بالصمود مثل العمل الذي يقوم به سيزيف و هو يجاهد دون كلل لحل مشكلة قضية الصخرة : إنه نحن جميعا. إن سيزيف هو حي بن يقضان بطل القصة الشهيرة للمفكر الأندلسي الخالد ابن طفيل ، سرق اليونان هذه الأسطورة وقالوا بأنها كانت عندهم قبل الميلاد في حين أنهم سرقوها في القرن التاسع عشر فقط ! لاتصدم واعلم جيدا أنك كنت ضحية معلومات كاذبة لا أقل و لا أكثر و لاتبحث عن جبر الضرر وهيأة الإنصاف و المصالحة . ماهو المخزن ؟ أولا يجب تنحية كل التعاريف الأكاديمية و لغات الخشب أو الجهل ، وعلينا بالتحرك في غابة اللغة الكثيرة الأدغال والحيوانات المفترسة لنقتنص المعنى الحقيقي لكلمة المخزن . لا يوجد مخزن قبل أعداد بشرية أو سكان أو الناس في المجتمع ، المخزن هو نتيجة أفراد المجتمع و أرواحهم الدفينة العميقة والمريضة بعقدة علاقة السيد و العبد و نشكر كثيرا المفكر ألكسندر كوجيف الذي مثلنا جال في غابة السيادة و العبودية أو السادية و المازوخية . لنستسغي جيدا لما تقوله شاعرة تنتمي إلى مجال الفولكلور الشعبي وتسمى باللهجة الشعبية : الشيخة . وكم من شعوب هي نتجية التربية الشيخية و الغناوية و الشيخ و الزاوية و الفولكلور الشعبي الذي هو رأس بلاء فاسد . تقول الشيخة : لباس المخزن أو الموت أحسن . لاحظ القافية و الموسيقى الشعرية و قد تجلت أمامك الأغاني الشعبية و غناوا و الرقص الحيواني و إظهار المؤخرات و الأثداء وتحول الكل إلى شطح أو فقدان العقل و الدخول في اللامعقول و السكر المطلق المادي و المعنوي و ممارسة ما يخطر ببالك في الظلمات و قد يصل الأمر إلى العنف و القتل . حسب الشيخة وهي تعشق أن تكون من الحريم أو مازوخية لقوة أسدية مفترسة فإن المخزن أولا وقبل كل شيء ظاهر كلباس مميز . البوليسي و الجندي و الباشا و القائد و العامل و الدركي و ألبستهم كل هذا يجعلك تفهم مباشرة المخزن . أضف إلى ذلك الأسلحة و العصى و السجون و القمع و الخوف و البول في سروالك و التعذيب أفهمت المخزن الآن ؟ لكن الروح المخزنية أو التمخزن يقبع خارج ما تعرف . ما يسمى اليوم بالمواطنين طبيعتهم مخزنية فمثلا تذكر ما جرى و مايجري في التعليم بالمدارس و المسيد و الجامعات من رعب وممارسة النزوات المرضية وخلق جميع الأمراض النفسية الخطيرة. هذه الأرواح الشريرة هي من طبيعة ما يسمى بالمواطنين . ممارسة السادية و تعذيب الآخرين و التجبر عليهم لا توجد عند البوليس أو الباشا أو القائد فقط و إنما هي مدفونة في اللاشعور ما يسمى كذبا بالمواطنين . لاحظ في القسم ما يسمى بالمعلم أو الأستاذ وهو يلقي أوهامه تراه يتقمص شخصية القائد الحلاجي و لاحظ الإمام في المسجد و لاحظ مجرمي و لصوص ما يسمى بالدكاترة في الجامعة هم أفظع أنواع المخزن اللاشعوري : إن الحقيقة الخبيثة تكمن فيك . وفي أنفسكم أفلا تعقلون . حتى شباب اليوم وهذا يصدم كلهم يحلمون بالدخول في دين المخزن أو بالتمخزن أي التجبر و ممارسة العنف ولو على ذواتهم واختيال و الأنانية وعموما انعدام الفضيلة . صدقت أمهم في بيتها الشعري . يوم نعي و نكون عقلانيين حقا فنطرد عقد المخزن من لا شعورنا سنصبح مواطنين حقا لا مرضى بالمخزنية و التمخزن : فكرو معي بطريق جديد بصفة مطلقة خارج ما كنتم عبيدا له . أنت الذي تسب البوليس و تذمهم كن صريح مع نفسك
#مراد_زهري (هاشتاغ)
Mourad_Zahri#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نيرون
-
شكسبير
-
هاروت و ماروت
-
الغبن
-
الحربائية
-
أرسطو II
-
أرسطو
-
الذهب
-
المعرفة ؟
-
الثقافة II ؟
-
بوب ديلان و عبد السلام جسوس
-
المسلم؟
-
الثقافة؟
-
عقدة عبد السلام جسوس 2
-
عقدة عبد السلام جسوس
-
العالم
-
قريش
-
هل كنت اعبد شيطانا ؟ Did you worship Satan
-
أزمة الخليج أو حرب داحس و الغبراء
المزيد.....
-
إطلالة مدهشة لـ -ملكة الهالوين- وتفاعل مع رسالة حنان ترك لجي
...
-
10 أسباب قد ترجح كفة ترامب أو هاريس للفوز بالرئاسة
-
برشلونة تعاني من أمطار تعيق حركة المواطنين.. وفالنسيا لم تصح
...
-
DW تتحقق - إيلون ماسك يستغل منصة إكس لنشر أخبار كاذبة حول ال
...
-
روسيا تحتفل بعيد الوحدة الوطنية
-
مصر تدين تطورا إسرائيليا -خطيرا- يستهدف تصفية القضية الفلسطي
...
-
-ABC News-: مسؤولو الانتخابات الأمريكية يتعرضون للتهديدات
-
ما مصير نتنياهو بعد تسريب -وثائق غزة-؟
-
إعلام عبري: الغارة على دمشق استهدفت قياديا بارزا في -حزب الل
...
-
الأردن.. لا تفاؤل بالرئاسيات
المزيد.....
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
المزيد.....
|