هل هناك فكر اسلامي؟

شنوان الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 6002 - 2018 / 9 / 23 - 03:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الرسالة وحي من الله، والقرآن وحي، والرسول لا ينطق عن الهوى وهو كذلك ينطق بوحي، بمعنى أن تؤمن بالله كأنك تراه كغيب والتدبر في خلق السموات والارض مفتوح لجميع الاجناس البشرية ومن مختلف الملل والثقافات، إن اعلى درجات الايمان الذي يعني الاحسان هو ان تؤمن من دون ان تفكر او ان تحاول ان تفسر الغير مرئي...
فلماذا يدعي البعض ان هناك فكر اسلامي؟
في الاجابات يقولون ان اعمال العقل في تفسير القرآن والسنة النبوية هو بمثابة إنتاج لفكر اسلامي...
اعمال العقل في التفسير يخلق اتجاهات فكرية تختلف حسب اختلاف المجتهد/المفكر/الفقية، مما يحيل على اجتهاد بشري بإختلاف مستويات دكائه وحكمته ، فهو نتاج فهم المفسر وبالتالي افكار خاصة به ولفهمه كمنتوج لمجهود عقل بشري وهو ما يزيل عنه وصفه بالفكر الاسلامي، اولا لمصلحة الاسلام لكي لا يقزم في فهم واحد وثانيا لكي لا تتم خوصصته في عرق او في مدرسة او في ثقافة واحدة مادام ان متلقي الوحي قال عنه الموحي سبحانه بأنه رحمة للعالمين (الجن والانس)، ارحمونا نعم هناك دين اسلامي ولكن من دون بدعة سميتموها بالفكر الاسلامي...
لا نستطيع ان نقول ان فلان مثقف اسلامي فكيف لنا ان نسميه بمفكر اسلامي، مفكر اسلامي هل تقصدون به انه يفكر بالاسلام ام للاسلام؟ وفي الوقت نفسه لما تم استعمال مفهوم الفكر في القرآن الكريم بصيعة افلا يتفكرون، يُقصد بها الغير المؤمنين فيحتهم على التفكير لانهم لم يدخلو بعد مجال الايمان بالغيب، فهم حبيسي الفهم العقلي الفكري ولم يخاطب بها المعتقدون بالدين الاسلامي، وعندما تتم مخاطبة هؤلاء يتبدل المصطلح بالتدبر، ومنه نستطيع ان نجزم ان يسمى بالفكر الاسلامي هو شيئ اخر غير الفكر وما على دعاته سوى تسميته بالاجتهاد الديني او التفسير الديني او مقارنه الاديان كمجال وتخصص علمي من دون ربطه بالاسلام كتخصيص والمفسر/المجتهد يتحمل مسؤليته كفرد وكإنسان وليس كناطق بإسم الاسلام فهو ليس ولن يكون مفكر اسلامي من ضمن ما قد يسميه بالفكر الاسلامي.
هناك دين اسلامي ولا وجود لشيئ اسمه فكر اسلامي، لان الدين جامع ومطلق والفكر نسبي متغير، والفكر بتعدده يُنتج تيارات فكرية ومركزيات فكرية كأشخاص وجماعات، التي قد تخوصص الفكر في حركة او حزب يدعي ان تصوره وفكره اسلامي وما الا قراءة خاصة به للدين، لا تحزيب في الدين ولا رهبانية فيه، والرهبانية تخصيص وخوصصة لفهم الدين في جسد واحد، وهو ما قد يلغي عالميته ورحمته وشموليته.

#شنوان_الحسين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات