فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 6000 - 2018 / 9 / 21 - 19:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من الصعب جدا أن نجد وصفا دقيقا لما يعتري النظام الديني المتطرف في إيران في داخله، لکن من الواضح إن الفساد ينخر به بقوة وهو أمر ليس بإمکان أي جناح في النظام إنکاره خصوصا وإن کلاهما يسعى لإتهام الطرف الآخر به في حين إن جناحي النظام يشکلان جانبي مقص الفساد الذي يقطع بالشعب الايراني وينهب ثرواته ويسرق مستقبل أجياله، ومن الواضح إن هذا الفساد صار منتشرا في أوصال النظام ومتفشي فيه بحيث إن نتانته وعفونته التي تزکم الانوف لم يعد بمقدور النظام إخفاءه والتستر عليه.
حصاد الخيبة لنظام الملالي بعد 4 عقود من حکم قرووسطائي دفع الشعب لتجرع أنواع العذاب ومواجهة أعتى الويلات والمصائب، إنتهى به الى مفترق الفساد الذي لايتمکن من الخروج منه لأنه يمثل الفساد بعينه فالفساد صار يعني النظام والعکس صحيح، وإن قصص إختفاء مئات المليارات على أيدي قادة ومسٶولي النظام وإثبات کذب وزيف مزاعم مکافحة الفساد من جانب حکومة الملا روحاني الذي هو بذاته واحد من حيتان الفساد، ولذلك فإن النظام مستمر على ممارسة الکذب والمماطلة في مکافحة الفساد والسعي لإشغال الشعب الايراني بأمور أخرى من أجل إبعاد نظره عن هذه الحالة السرطانية التي تنهش بالنظام وتجعله يبدو هزيلا أمام الحقيقة والواقع، ولأن الشعب الايراني وبعد أن علم بفضل التوعية السياسية المستمرة من جانب المقاومة الايرانية بأن قادة النظام هم رٶوس الفساد وحماته ولاسيما بعد أن قدمت المقاومة الايرانية أدلة ومستمسکات على الثروات الطائلة التي إستولى علووها قادة النظام بصورة باطلة وغير قانونية، فإنه من الطبيعي والمتوقع جدا أن لايتجاوب الشعب الايراني مع النداءات الحماسية"الجوفاء"للنظام بالدفاع عنه في وجه من تسميهم بالاعداء الخارجيين، فالشعب وکما ردد في شعاراته ضد النظام"العدو أمامنا وليس في أمريکا"، فهذا النظام الفاسد المنخور والمتعفن في داخله لايمکن أن يمثل شعبا عظيما وعريقا کالشعب الايراني ولذلك فإن هناك فجوة کبيرة بينهما لايمکن ردمها إلا بإسقاط النظام.
من هنا، فإن صحيفة"ديلي ستار" البريطانية، عندما تٶکد بأن" الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ ديسمبر، قد تكون كافية لإنهاء سطوة "نظام الملالي" من الداخل بعد أن أوصل البلاد إلى حالة مزرية من الفقر والفوضى بالإضافة إلى سياسة القمع وتكميم الأفواه المتزايداة."، فإنها في الحقيقة تشير الى الفساد الذي جعل النظام أشبه بالمشلول الذي لايتمکن من التحرك، ولاريب من إن هکذا حالة لن تستمر طويلا خصوصا وإن رکائزه ودعائمه قد بدأت تترنح وبإنهيارها فإن ذلك بمثابة نهاية النظام.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟