أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - صدام فوق البركان ... كوميديا ماقبل السقوط ؟















المزيد.....

صدام فوق البركان ... كوميديا ماقبل السقوط ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 428 - 2003 / 3 / 18 - 02:14
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

بتقسيمه للمسؤوليات العسكرية على أقطابه وحواريه من المنتجبين في القيادة البعثية البائسة ، يكون النظام العراقي قد وضع الأسس الكفيلة بهزيمته العسكرية القادمة ؟ وهي هزيمة ستكون مدوية وتاريخية في سرعتها وفي حسم الموقف العسكري والسياسي بأسرع مما يتصور البعض من الذين يرسمون سيناريوهات خيالية عن مقاومة وحملات تفخيخ إنتحارية ، ودفاعات شرسة لن تحصل ولا محل لها من الإعراب في الواقع العراقي المقروء والمشخص جيدا خصوصا وأن النظام ومنذ أكثر من عقد كامل بعد هزيمته المذلة في الكويت كان ينتظر رصاصة الرحمة ؟ وكانت إستمراريته مرتبطة إساسا بتفاعلات الموقف الدولي وصراع الإرادات الدولية على جثة نظام متحلل وآيل للسقوط ولاينتظر سوى من يشيعه لمثواه الأخير ولكن ليس قبل الإستفادة من كل الخيرات العراقية من بترول وصفقات تجارية ساهمت في إدامة عمر نظام كان المنطق أن يختفي منذ عاصفة الصحراء في ربيع 1991 ؟ وبعيدا عن الدخول في ملفات التحليل السياسي للعقد المنصرم من عمر النظام العراقي ، فإن مابقي من عمر النظام والذي يعد بالساعات قد أشر على مقدار التخبط والعزلة التي يعيشها نظام خارج عن كل السياقات السياسية والفكرية المعروفة وسادر في أوهامه وتصوراته الخيالية ، ومعزول عن الشعب الذي يحكمه وعن المؤسسة العسكرية ذاتها التي يخوض الحروب الفاشلة بإسمها وهي منها براء ؟ فضباط العراق الحقيقيون يعلمون جيدا من هو عدو الشعب والوطن ؟ ومن هو الطاريء والدخيل على المؤسسة العسكرية ؟ ومن هم الجنرالات المزيفون الذين يخوضون المعارك الكارتونية وهم في حصونهم التي يتصورونها منيعة فيما هم أبطال في قمع شعبهم ، وتقتيل مواطنيهم، ودك مدنهم بالصواريخ والغازات ، وإستباحة الإيرياء بجحافل الموت الجبانة من قوات العشيرة والطائفة ومن المرتزقة العرب من فلسطينيين وغيرهم أو من الجماعات الإرهابية الإيرانية والعربية التي يحتضنونها في العراق لتكون خطا دفاعيا للسلطة في وجه أي إنتفاضة قادمة ؟.

ولعل قمة العزلة والتخبط يكمن في ذلك الحل التعبان في مواجهة الحملة العسكرية الأميركية الوشيكة والتي تقتضي بتقسيم البلاد لأربعة مناطق عسكرية أناط لقيادتها عناصر قد تصلح لأي  شيء إلا لممارسة فن الحرب والإدارة الميدانية ؟ وفي مواجهة من ؟ أعتى وأقوى قوة عسكرية في التاريخ ؟

فهل أن كفاءات عزة الدوري مثلا بطل معركة ( الشوارب الملعونة ) في مؤتمر الدوحة تصلح لأن يقود الجبهة الشمالية ونصفها غير خاضع لسيطرة السلطة المركزية  أصلا منذ عام 1991 ؟ ،وهل تتعدى كفاءة (الجنرال ) الدوري مرحلة الدراسة الإبتدائية وبيع قوالب الثلج في صحن الإمام الأعظم (رض )!، وبعد أن دخل والزمرة البعثية في إنقلاب القصر الأميركي بالوانيت الإنكليزي عام 1968 تحول لوزير خطير ورئيس لمحاكم الثورة الفاشية التي أعدمت آلاف الأبرياء دون محاكمة حقيقية ولاقانونية ؟ ثم تقلب في المناصب الخطيرة دون كفاءة ولامقدرة إلا كمملوك من مماليك الدكتاتور المهزوم ؟ وفي عام 1991 وخلال عاصفة الصحراء إختفى مع الجميع من القياديين ليظهر بعد الهزيمة كجلاد شاطر في قمع إنتفاضة الشعب وتقتيل الأبرياء ، فهل يستطيع هذا الجنرال المزيف الوقوف بوجه الجيوش الأميركية الزاحفة ؟ الأسبوع القادم سنجد الإجابة ميدانيا وبدون رتوش ؟

أما الجنرال ( قصي ) فكل مؤهلاته هي كونه إبن القائد المنتصر وقسوته الشديدة في التقتيل والإعدامات الشاملة لتنظيف السجون ؟ وماعدا ذلك فهو رعديد وخاوي وجاهل ولايصلح لإدارة معركة في المقهى ؟ فهل بهكذا جنرال مستنسخ سيولد النصر البعثي ؟

أما حاكم الكويت السابق وجلاد الأكراد ومحطم مدن وشعب الجنوب المجرم علي كيمياوي القادم من قعر السلم الإجتماعي والوظيفي والشهير بقسوته المفرطه وجهله الفاضح ، وصلافته اللامحدودة فإن تعيينه على رأس القيادة الجنوبية أكبر من فضيحة واوسع من نكتة ؟ فكل مؤهلاته هي الإهتمام بالرقص الغجري وبتبادل السباب والبذاءات سيما وأنه مجرد سائق سابق لرئيس الجمهورية الأسبق وكلماته البذيئة المسجلة بحق دول العالم وجمعيات حقوق الإنسان معروفة وموثقة فهو يقول بالحرف الواحد :

( ألعن أبو الأمم المتحدة ، لاأبو حقوق الإنسان ، لاأبو كل دول الله )!!

فهل بهكذا جنرال مزيف وجاهل تتم قيادة جحافل النصر المؤزر ؟ وأي قائد عسكري يحترم نفسه وشعبه من الممكن أن ينفذ أوامر هذا القائد الإجرامية ؟ وفي إطار المقارنة الموضوعية بين قادة النظام البعثي المنهار وقادة النازية في ألمانيا قد ينبري أحدهم بالقول من أن وزير الطيران النازي الألماني هيرمان غورنغ كان مجرد بائع للويسكي ؟ ولكن قادة النازية كانوا يستندون على مؤسسة عسكرية عريقة وعلى بلد صناعي ضخم وتراث عسكري كبير أين منه قادة المعارك الفاشلة وأبطال الهزائم المقيمة ؟

أما قائد جبهة الفرات الأوسط المدعو مزبان خضر هادي ؟؟ فإن إسمه وحده يكفي للدلالة على مستواه الإستراتيجي ؟

وفي ظل التشكيلة الآنفة من القادة الذين يترأسهم الفيلد مارشال صدام تكون الهزيمة الماحقة قد حلت بالنظام قبل أن تبدأ الحرب والتي ستكون أسرع حرب في التاريخ لأن الشعب العراقي سيحسمها في لحظاتها الأولى دون شك ، رغم إنني أتمنى حقيقة أن يلقى القبض على عناصر السلطة العراقية بدلا من سحلهم على الطريقة الشعبية العراقية المألوفة! فإعتقال هذه العناصر وتقديمها لمحاكمات قانونية ستكشف الكثير من المصائب وستوفر على الحكم العراقي القادم معالجة العديد من الملفات ، كما يمكن الإستفادة سياحيا من قادة النظام المهزوم وذلك عن طريق عرضهم في حدائق حيوان العالم كرموز للديناصورات الحديثة وبما يوفر العملة الصعبة التي سيحتاجها العراق الجديد في مرحلة البناء اللاحقة ... فيا أيها العرب ترقبوا موسم الهروب البعثي الكبير ؟.

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدام - إيران – حزب الله ... ثلاثية الثأر المقدس ؟
- باي ... باي ... عمرو موسى ؟ ... جامعة على الخازوق ؟
- بين رعب ( أم القنابل ) وهشيم ( أم المعارك ) ... أمة في مهب ا ...
- العقل السياسي العربي بين زايد بن سلطان .. ومفتي الجزيرة الهم ...
- شيعة العراق آفاق المستقبل ... والدور الإيراني ؟
- النظام العراقي ... والحرب القادمة ... أفواه وشوارب ؟
- الإتجاه المعاكس - .. في قمة الدوحة الإسلامية ؟
- أحاديث المبادرة الإماراتية ... وتنظيرات أهل الإرتزاق العربي ...
- الباقي من الزمن ساعة .. النظام العربي ومبادرة الشيخ الرئيس ؟
- قمة النفاق العربي ... ونقطة الضوء الإماراتية ؟
- سوريا والملف العراقي ... الحاجة لحركة تصحيحية جديدة ؟
- طه الجزراوي .. حوار الخنوع الأميركي .. وأسوار الدم العراقية ...
- عبد الباري عطوان .. وصمود القلة المؤمنة .. هلوسات العملاء ؟
- إجراءات ترقيعية ... نقل الأثاث .. أم نقل النظام ؟
- المرحوم د. مصطفى جمال الدين ... رمز عراقي شامخ وأصيل .
- موسم إصطياد البعثيين ؟
- قمة الهزيمة ... ومحور الشر العربي ؟ محاولة للفهم ؟
- القمة العربية .. والمعضلة العراقية ورصاصة الرحمة ؟
- نزع السلاح بمرسوم جمهوري ... ماذا بعد ؟
- بيان جبر .. وهلوسات محمد المسفر ... وفخ الجزيرة القاتل ؟


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - صدام فوق البركان ... كوميديا ماقبل السقوط ؟