-أإذا اردنا ..وطنا للعيش سويا -

ماجد أمين

الحوار المتمدن-العدد: 5999 - 2018 / 9 / 20 - 18:08
المحور: المجتمع المدني
    

لعل اهم دافع ووازع للعيش والتطلع للمستقبل ورفاه وسعادة أجيالنا ..هو ان نخطو الخطوة الصحيحة لكي نحيا ونعيش بدون عقد ..وباديء ذي بدء .....
علينا ان نطرح سؤالا يشغل بالنا ..ويؤرقنا ..لماذا نحن متباعدين ..ومختلفين ..ومتصارعين ..رغم اننا منذ آلاف السنين تعايش اجدادنا سوية في وطن ورثناه ..
الجواب بسيط جدا لكنه مؤلم في وقع اجابته ..لذا فاننا غالبا مانتحاشى الاجابة الصحيحة والواقعية ..لكون الأجابة ..ستوقظ اخطائنا ..وتضعنا امام حقيقة واحدة ..اما ان نتمسك بقيم ورثناها ..وباعتقادنا انها كانت صالحة وهي ستبقى صالحة ..وهنا نرتكب خطئا تاريخيا ..فما صلح للامس ليس بالضرورة ان يصلح ليوم ..الم يكن هو سبب صراعاتنا ومآساة شعوبنا ..
لذلك من يخفي رأسه بالرمال ...غالبا مايبرر ذلك إما باللجوء لنظرية المؤامرة اولغاية في نفس يعقوب ..فهناك اصناف لاتعيش الا في ظل الصراع وفي ظل الاختلاف المفضي لاشعال اتون الصراعات ...
هؤلاء للاسف هم اشبههم بحفاري القبور ...لايسعدون الا برؤية النعوش والتوابيت حيث تمثل مصدرا يدر الاموال ..والدجاجة التي تبيض ذهبا ..
وعناك اصناف لايسر لهم ان يرو.. السعادة ترتسم على قسمات وجوه الاطفال ..هؤلاء مرضى نفسيون في الغالب ..
عموما ..احابتنا على السؤال المهم ..وهو الذي طرحناه تتلخص بمايلي . ان من يقدس الماضي ..من المؤكد سيرث الكراهية والحقد .
وسيظل يعيش في عقد الماضي ولن بغادره ... لذلك كثير من الشعوب ..تركت الماضي وعقده ..وقيمه البالية . وانطلقت في خطى حثيثة لمداواة جروحها ..فاوربا وغيرها مرت باقسى مما نمر به الآن ..
لماذا نسقط اخطاء الماضي على الحاضر ..؟؟
اذا كان من قتل الحسين ..هو السلطة الاموية والتي قد تحسب سنية الهوى ..فليس كل سني هو يحمل وزر ذلك .
وإذا صور لنا وعاظ السلاطين ..بأن علي بن ابي طالب واولاده معارضون للسلطة انذاك ..فليس من حق احد ان بحمل كل الشيعة وزر ذلك ..
واذا كانت داعش سلكت السلوك السلفي السني ..فليس كل سني هو داعشي ..
واذا كانت الميليشيات هي شيعية ..فليس كل شيعي هو ميليشياوي ..
لذلك ..من يريد ان بتعايش وان يتشارك الجميع في وطن عليهم .. ان يرموا.. ويلقو.. عقد الماضي ..خلف ظهورهم ...
ليس امامنا سوى ان نعتقد ان ديني ليس هو الافضل ..فالانسانية هي الافضل ..
وليس عرقي هو الانقى ..فنحن جميعا من عرق واحد ..
المواطنة هي الهوية والنشيد الوطني ..
وسلوكنا الانساني هو اامنهج الذي يجب اتباعه ..
هل يعقل ان يكون استاذ جامعي ..وحين يتخاصم ..يلجأ للعرف العشائري .....
اذا....علينا تغيير كثير مما كنا نعتقده قيم مقدسة ...
وكذلك علينا ان نرسخ كثير من قيم المحبة والتعايش ..اذا وضعنا اقدامنا في الخطوة الصحيحة ..فاننا حتما سنصل ..
واذا لم نعترف باخطائنا ..وتقوقعنا في عبادة وتقديس الماضي ..والركون لقيم غير مجدية ..ولا تجسد السلوك القويم ..بغض النظر عن ةلعقيدة او المذهب او الأنتماء ..
فاننا سنبقى ندور حول نقطة واحدة ..ولن نبرح منطقة القتل التي ستفني حاضر ومستقبل ..ابنائنا ..وستطيح بمقدراتنا ..في اتون الصراع وسنخسر كل شيء بالطبع ..ولات ساعة مندم ..

#ماجد_أمين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات