|
انهيار الائتلاف الشيعي بداية لنهوض العراق !
مازن بغدادي
الحوار المتمدن-العدد: 1508 - 2006 / 4 / 2 - 09:21
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
تشهد الساحة السياسية في العراق هذه الايام تغيرات عاصفة ، على جميع الاصعدة السياسية والامنية والطائفية ، وربما تنطوي نتائج هذه التغيرات على مستجدات كبيرة ذات شأن بالنسبة للشعب العراقي ومستقبله المنشود ، فالائتلاف الشيعي الذي شكل تأسيسه المرحلة الاولى من برنامج تقسيم العراق الى دويلات عرقية وطائفية لدى العديد من قادته يجتاز ظروفا واوقاتا مريرة للحفاظ على كينونته ووجوده ، ومردها ليس ناتجا عن الصعوبات الكامنة في تسويق ترشيح الجعفري لرئاسة الوزراء ، فهذا لا يشكل غير الهم الصغير أمام طموحات بعض قادة الائتلاف الشيعي ، وانما الهم الاكبر أمامهم هو انعدام الافق ودخولهم في نفق طويل من العتمة لا انبلاج أمامهم اطلاقا .
وعودة الى بدايات تأسيس الائتلاف الشيعي الذي حمل في طياته منذ داك بذور دق الاسفين وتمزيق وحدة الشعب العراقي ، وقد يقول قائل كيف ذاك ، وانها الحرية والديمقراطية فما ضير أن يأتلف قوم أو طائفة قوامها غالبية واضحة من الشعب لتبلع أو لتفرض سطوتها على مقدرات الدولة العراقية، أفلا يحق لهم المطالبة بحقوقهم طالما انهم يدعون لاهدافهم بالطرق المشروعة ، قد يكون الامر مشروعا لكنه ينطوي على مخاطر جمة لا يحمد عقباها ، فالامر يدفع البسطاء من أمثالنا للتسائل ان كان هذا حال الاغلبية فكيف يؤول حال الاقليات اذن ؟ أليس من حقهم الحذر والتوجس وحتى القلق على حقوقهم ومصيرهم في بلدهم من الحوت الشيعي ؟ وعذرا فان ملايين الشيعة يساقون الى هذا المصير ويدفعون دفعا اليه دون دراية حقيقية لهم بما يؤول له مستقبلهم ، مستغلين مرارة التجربة التي عانوا منها في ظل النظام البائد ووطأتها الشديدة على حياتهم ، فهم يشكلون الوقود الذي يلزم ويتطلبه أهداف وطموحات اولئك الذين يسوقونهم !
ألا يتحمل السيستاني كل أثم أو بعضه ، اثم تشكيل الائتلاف الشيعي الذي أسس البوادر الاولى لتشكيل جبهات طائفية ، ودخولهم الانتخابات على هذه الشاكلة وتشجيعهم للاخرين للتكتل وتأسيس الجبهات الطائفية .
لن يستغرب أحدا ، فاذا كان تصرف الاغلبية ينحى سلوك الاقليات الصغيرة فالامر ليس مبررا اطلاقا ، فالاقليات الصغيرة كالشبك والايزديين وغيرهم ، لا خلاف على سعيهم لللتكتل مثلا خوفا من الحيتان الكبيرة التي تبحث هن هضم حقوقهم والغاء ارثهم وتراثهم ، لكنه ما مبررات الشيعة ، ما الذي يبرر سلوكهم غير سعي قادتهم لتجزئة العراق واحالته دويلات صغيرة .
التطورات السريعة الجارية في الساحة العراقية تضع قيادات التحالف الشيعي امام خيارين احلاهما مر بالنسبة لهم وهو اما الاستمرار في اللعبة التي من اجلها شكلوا الائتلاف الشيعي وهي التسريع في بث الفوضى وتهشيم مكونات الدولة العراقية لتعم الفوضى في كل مكان من العراق ومن ثم وضع الجميع أمام نسيج الحالة الجديدة ، مع ان تحقيق هذه الحالة لا يتطلب من هؤلاء القادة أي عناء سوى الاطالة والمماطلة في هذا الشان السياسي وتبعاته أو هذاك ، في ظل جمهور شيعي لم يستفق بعد من مرارة السنوات العجاف التي كابدها في ظل النظام الصدامي البائد ، فما زالت عنده التفجيرات الحاصلة هنا وهناك والقتلى الساقطون في هذه المدينة أو تلك أو شحة الكهرباء والمتطلبات الحياتية الاخرى لم تزل هفوات والعاب تسلية بالمقارنة مع سوقهم للجيش الشعبي واقتناصهم من الشوارع والساحات العامة و تسويقهم وزجهم في حروب الطاغية ، أو سحبهم عنوة من مضاجعهم الزوجية واهانة الكثيرين منهم أمام اطفالهم وزوجاتهم ، لكنه هذه وتلك سوف تتفاقم وطأتها عليهم وهو الامر الذي بات يعيه قادة الائتلاف الشيعي وبدأو يتفكرون عن وطأة الحالة وتبعاتها عليهم أنفسهم قبل أن تطال البسطاء من الشيعة . لكن الفوضى التي تعم العراق ، رغم ضآلتها بالمقارنة مع الحرب الاهلية ان حدثت فانها تطالهم اذ ليس هناك من يأتمن على حياته من المفخخات أو البشر النافق لذلك فان القصور والسراديب تعجز عن حماية أي كان ، والاشارات القادمة من القوى الكبرى وفي الطليعة اميركا ، التي لا تتورع أن تضعهم أمام غول جديد لا يقل شراسة عن صدام ، وفقدان الثقة بالحليف الطائفي الايراني ، فهؤلاء لا يلزمهم شيعة العراق الا للمقايضات ، ومن لا يعرف حاجة الدولة الفارسية أو الاسلامية للعديد من المقايضات حفاظا على النظام الجمبوري الاسلامي ، فضلا عن العمق العربي الذي لا يستطيب له تفتيت العراق ، فماذا لو دخلوا اللعبة جهرا وعلانية وهم سوف يفعلونها اذا ما استجدت الضرورة لذلك ، ثم علينا أن لا ننسى العامل الاهم وهو أن الاغلبية الساحقة من الشيعة العراقيين هم وطنيون ولا يحملون الرؤى المريضة لقادتهم ، ويعلمون جيدا أن الحرب الاهلية لن تجلب لهم غير الهلاك .
أن التخلي عن فرض الجعفري رئيسا للوزراء هو الخيار الضرورة للائتلاف الشيعي لتقريره و هو بداية لانهيار مشروع التقسيم والخضوع لاغلبية الشعب العراقي التي لا يروق لهم رئيسا للوزراء يحمل بذور الطائفية من جانب ، وتجاهل الاخرين والاستخفاف بهم من الجانب الاخر ، ان رفض الجعفري هو بداية وضع الائتلاف الشيعي أمام الصورة الجديدة للعراق ، فعلى قادته تفهم الامر بنكران ذات وتفكيك الائتلاف لان الغرض من تأسيسه لم يخدم لا الشيعة ولا الاخرين . نصيحة لهم ، فلو كان الامر كما يتصورون لهجم الاكراد على كركوك ، ان لم تكن تحت سيطرتهم حاليا وهي كذلك بلا شك واعلنوا دولة كردستان ، لكنهم يختلفون عن الشيعة بالحنكة والدراية والتجربة الطويلة ، وهم يأخذون بالحسبان بالنتائج المترتبة قبل أي تحرك . الاكراد يفهمون الحالة فمتى يسير على الطريق شيعتنا العرانيون ؟
#مازن_بغدادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العار على دجلكم أيها السياسيون !
المزيد.....
-
السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات
...
-
علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
-
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
-
مصادر مثالية للبروتين النباتي
-
هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل
...
-
الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
-
سوريا وغاز قطر
-
الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع
...
-
مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو
...
-
مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|