أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - غرائب اقتصادية:الجنس الأسود والرجل الأبيض














المزيد.....

غرائب اقتصادية:الجنس الأسود والرجل الأبيض


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 5999 - 2018 / 9 / 19 - 00:23
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


غرائب اقتصادية:الجنس الأسود والرجل الأبيض

مظهر محمد صالح

11/12/2013 12:00 صباحا

د.مظهر محمد صالح
لم ُندهش، نحن ممن لا يغلبنا النوم قبل الغروب او ممن يضبط باتسامة بلهاء لا تسوغها جدية العمل، عندما تقحم بديهيات حياتنا بمواقف حادة ونجد أنفسنا أمام تناقضات وغرائب تتوهج أمامنا كمفاجآت قبل أن تختفي بهدوء شامل وبدون أن توحي بنهاية شيء، لكن المواقف تتكرر مولدةً تناقضات أخرى من قبضتها الشائكة دون نهاية. هكذا بدأ الممثل الأميركي الزنجي والكوميدي الشهير كرس روك المولود في العام 1965 صاحب البرنامج التلفزيوني الساخر- الحياة في ليلة السبت- يدرك غرائب البشر ويفسر تناقضات عالمنا الراهن مستدركاً: ان أغرب ما في الدنيا هي ان موسيقى الراب التي تجسد أشهر رمزيات المجتمع الزنجي الأميركي في مقارعة التمييز العرقي في كفاح الجنس الأسود من أجل الحرية والمساواة، هي من اختراع رجل أبيض!. في حين لاحظ كرس روك ان لعبة الغولف، وهي لعبة الرجل الأبيض ولاسيما الاثرياء من ذلك الجنس، يقف على رأس أبطالها في العالم اليوم رجل اسود!. وان سويسرا البلد غير الساحلي أو بالأحرى إنها من البلدان غير المطلة على البحار ولا تمتلك سواحل بحرية، حيث تنقسم أراضيها بين جبال الالب والهضبة الوسطى وجبال جورا، قد فاز فريقها فوزاً ساحقاً بكأس أميركا في مسابقة السفن البحرية!!
أما على الصعيد الاقتصادي، فإنك سترى العالم يتصرف بشيء من الغرابة في سلوكياته وأفعاله ولاسيما تجاه الأزمة المالية الدولية الراهنة وعلى وفق الشواهد الآتية: أولاً، تمارس بعض الأمم، وهي مازالت في خضم أزمتها الاقتصادية الراهنة، سياسة خفض نفقاتها العامة وتعظيم إيراداتها من مصادر راكدة او متدهورة وهي ناسية او متناسية دروس التاريخ الاقتصادي وعبره بأن مثل هذه الاجراءات في السياسة المالية تعمق من الأزمة المالية وتجعلها في وضع أكثر سوءاً ولاسيما في الفترة القصيرة، كما تدفع البلاد نحو حلقة مفرغة من التدهور في معدلات النمو وتأزم البطالة وتجسد ما يسمى اصطلاحاً بالمنحدر المالي الذي صار من الصعب الإفلات من تداعياته والخروج من الازمة الاقتصادية الدولية الحالية.
ثانياً،على الرغم من صلابة عصر المعلوماتية الحالي والجلوس على تراكم من المعلومات لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية، الا ان عدد الأزمات الاقتصادية في الـ 35 سنة الاخيرة هي اكثر من عدد الازمات في الـ 350 سنة الاخيرة!
ثالثاً، جعلت العولمة المالية من سوق المال او البورصة متعة ميسرة لمن يريد ممارسة المضاربة المالية. فبإمكان الفرد شراء النفط او أطنان من النحاس من سوق تسمى سوق المستقبليات دون أن يفكر بأن مرأب بيته هو نفسه لا يستوعب طنا من النحاس او حتى عشرة براميل من النفط الخام. وان الشراء يأتي بغية البيع الرمزي لاحقاً للحصول على هوامش ربح من المضاربة ليس إلا، ذلك بغض النظر عن طعم النفط او لون النحاس.
رابعاً، تقوم المنتجات المالية التي تبلغ قيمتها اليوم 850 تريليون دولار او ما يسمى بالاقتصاد الرمزي العالمي على أصول حقيقية رأسمالية لا تتعدى 40 تريليون دولار، وان المضاربين المنغمسين في البيع والشراء هم مازالوا في غفلة كي يوجهوا أسئلة كافية الى السلطات الرقابية في دول العالم المختلفة عن المخاطر النظامية المحدقة بنشاطاتهم المالية التي هي تخضع لتأثيرات السياسة الاقتصادية الحكومية، مثل مستقبل أسعار الفائدة او اسعار الصرف ووضع موازين المدفوعات ومستقبل سياسات الدين العام وغيرها من المتغيرات الاقتصادية الكلية ذات التأثير العميق في استقرار السوق المالي وسلامة تعاملاتهم!
ختاماً، مازالت العلوم الاقتصادية الكمية تبني نماذجها القياسية والرياضية الشديدة التعقيد على افتراضين رئيسين هما: (1) إن الأفراد يتصرفون بعقلانية ازاء قراراتهم الاقتصادية وهم يدركون (اي الافراد) منطق تلك النماذج الرياضية، على الرغم من تعقيداتها، (2) وان الاسواق هي في غاية الكفاءة وتعمل بشكل صحيح على تعديل او تصحيح نفسها لبلوغ حالة التوازن او الاستقرار. ولكن تجد نفسك فجأةً وقبل ان تصحح الاسواق نفسها انك قد اصبحت فاقداً للسيولة وان مشروعك يعاني من الإفلاس أو ما يسمى بتدهور الملاءة! إنه عالم غريب في تصرفاته الاقتصادية حقاً ولم يجن من غرابته الا استمرار الأزمة الاقتصادية العالمية التي طال انتظارها..!!!



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصندوق السيادي الغاطس وضمانات التنمية الاقتصادية : العراق ا ...
- متلازمة الاحتياطيات الأجنبية وتمويل التجارة الخارجية في العر ...
- متلازمة الاحتياطيات الأجنبية وتمويل التجارة الخارجية في العر ...
- متلازمة الاحتياطيات الأجنبية وتمويل التجارة الخارجية في العر ...
- النار الأزلية !
- عجلة اليسار الاقتصادي ويمينه
- شجرة العسل..!
- ادارة مخاطر الموازنة العامة :تقييم المصدة المالية للعراق/الج ...
- ادارة مخاطر الموازنة العامة :تقييم المصدة المالية للعراق/الج ...
- ادارة مخاطر الموازنة العامة :تقييم المصدة المالية للعراق/الج ...
- مقايضة الديون بالطبيعة
- بنك الفقراء ...بنك الشغيلة
- الأرواح الحياتية:من سلوكيات المدرسة الكنزية في الاقتصاد
- قلم الرصاص:مفتاح العقل وشفرته
- الطبقة الرثة والإستبداد الشرقي في العراق/الجزء الرابع
- الماس:كارتل الثروة والحرب
- الطبقة الرثة والإستبداد الشرقي في العراق/الجزء الثالث
- الرأسمالية المعولمة: حقيقة ام وهم؟/الجزء الثالث
- الطبقة الرثة والإستبداد الشرقي في العراق/الجزء الثاني
- الطبقة الرثة والإستبداد الشرقي في العراق/الجزء الاول


المزيد.....




- زيادة جديدة.. سعر الذهب منتصف تعاملات اليوم الخميس
- -الدوما- يقر ميزانية روسيا للعام 2025 .. تعرف على حجمها وتوج ...
- إسرائيل تعلن عن زيادة غير مسبوقة في تصدير الغاز إلى مصر
- عقارات بعشرات ملايين الدولارات يمتلكها نيمار لاعب الهلال الس ...
- الذهب يواصل الصعود على وقع الحرب الروسية الأوكرانية.. والدول ...
- نيويورك تايمز: ثمة شخص واحد يحتاجه ترامب في إدارته
- بعد فوز ترامب.. الاهتمام بـ-التأشيرات الذهبية- بين المواطنين ...
- الأخضر اتجنن.. سعر الدولار اليوم الخميس 11-11-2024 في البنوك ...
- عملة -البيتكوين- تبلغ ذروة جديدة
- الذهب يواصل رحلة الصعود وسط التوترات الجيوسياسية


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - غرائب اقتصادية:الجنس الأسود والرجل الأبيض