أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد علقم - الدين الخرافات الجهل















المزيد.....

الدين الخرافات الجهل


عايد علقم

الحوار المتمدن-العدد: 5998 - 2018 / 9 / 18 - 15:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وُجدنا بين طبيعةٍ حَطت جبالها وشجرها وبحرها ونهرها عَبر ملايين السنين وما عرفنا فيها إلا الظلامَ والنهارَ والعنف ، عالمٌ مجهول وصراع وحشيٌ مغروز في كل كائن حيٍ فيها ... كُنا مختلفين متخلفين فضولين بعيدينَ عن أنفسنا بل تائهين، فخيالنا وتأملنا في طبيعة غريبة قاسية أعطتنا الثقة...فدفعنا فضولنا الى الاكتشاف والمعرفة ، سِرنا بين اضلاعها ، فعشنا بين الخوف والألم وماضي لا نعرفه ، وكان ذلك سبباً ان يستقر الشر فينا ، وحاربنا بعضنا بعضاً ، صراعٌ دائمٌ والبقاءُ للأقوى... لذلك إنتصبنا قائمين وانتصرنا على الطبيعة وعلى من هم أضعف منا .. ولكن أُصبنا بالحيرة حين فتحنا أعيننا ... جعلتنا الطبيعة أسيادَ البقاء ، ولكنها لم تقدمَ لنا الأدوات اللازمة لفهم العالم ... كل ما نعرفه عن الحياة ( الموت ) الذي لحق بالأخرين والذي يُذكرنا بمصيرِنا ... لذلك أصبحنا خائفينَ غيرَ مدركينَ المصير.
ومرت السنون فقرأنا قصصاَ كثيرة وألفنا حكاياتٍ جرتنا الى حزن أو ما شابه !! وربما الى فرح ودموع، خاصةً حين تندمج مع قصة ما ... فتخلو الى نفسك لتتفكرَ أو ربما تسرح في خيالك لتجدَ نَفسك بين قصة ربما تكون حقيقية ..أو فيها من الوهم والخيال ما لا يمكن أن يُطاق ... كالديانات السماوية مثلاً التي هي متساوية في الاتجاه ومعاكسة في الآراء ومستخلصة من منبع واحد هو الايمان.

الانسانُ الأول نجحَ في حكِ حجرين فأشعلَ النارَ، فهي بالنسبة له كانت بداية نجاح عظيمة فبدونها لا يستطيع أن يكمل مسيرَ حياته ... تخيل انك تعيش بدون نار .. وهذا ما درسناه في الكتب المدرسية ولا زلنا نحفظ الكثير عن الانسان الأول البدائي كيف إستطاع ان يجعلَ حياته مستقرة من جميع النواحي ... اذاً نحن نعرف ان آدم أبو البشر هو من وُجدَ اولاً على هذه الأرض ... هل مثلاً حكَ حجرين فأوقدَ ناراً ... فكانت التجرِبةُ معه وليس مع من سبقه ، أو من جاء بعده ، هل كان آدم لا يعرف حك حجرين .. يمكنُ أن يكون سؤالاً بحاجة الى إجابة... فاذا طالت الإجابة أو إستحالت ، فهذا يعني أننا أمةٌ مأزومةٌ مهزومةٌ لأن هناك من يحاول منعنا من التفكير والتدبر .. وأقولها جازماً أيضاً نحن حقاً ضد كل سلطة ظلامية تمنع العقل الإنساني من الوصول الى نور الحرية ... فالحقيقةُ واضحة بين أعينهم ولكنها بإرادتهم يجعلوها تتوه في وهم عميق ... لذا علينا أن نتدبر ونفكر لنصلَ الى الحقيقة كاملة ، لأنها جزءٌ من تاريخنا الذي بني على إعتقادِ أنه تاريخٌ متنور، لكنه في حقيقةِ الأمر وهم بين دوائر متداخلة ... طابعهُ عالمٌ عربيٌ متخلف لتثبيت الناس على تشكيلِ قوم يحملُ السلام ... ليصلَ الى إسلامٍ وحضارةٍ عربية ... مصطلحٌ بالطبعِ لا يمكنُ تحاشيهِ كون هذا الأمر أيضاً هو قضية رئيسة يتوافق معَ فئاتٍ مختلفة ورغباتٍ أهدافها موجهة الى الانسان المشتت إذا ما قورن بعدد السنين ... فلإنسانُ واحدٌ إذا توقف عن حقن ادمغته بالخرافة وذلك بحاضرٍ قد يُطيَعْ ومستقبلٌ يُخضِعُ العقل للمنطق الذي يجعلنا فيه نقبلُ المنطقَ بكل اشكاله
العلمُ يعترف بالواقع والحقائق كالحقائق على الأرض التي هي حقائق العقل ومتعة المعرفة والتي تنتهي ايضاً بإماطة اللثام عن ما هو مشكوك فيه .. لتصيبَ المجتمعات بما هو حقيقي وعلمي غير ما ترويه الخرافات ... فاذا كنا مقتنعين بكروية الأرض فالمعرفة في ذلك ثبات لا غوغائيةَ فيه ... فلا بد أن نعترف أن ذلك تنوير وعقلانية، أم اننا نريد أن نتبع العادات والاباء والاجداد بإسم اننا نحب الدين دون معرفة ... إذا كانت السألة هكذا فهذا جهلٌ بلا حدود ... وأفكارٌ لاعقلانية بُنيت على أساسٍ ذاتَ طابعٍ تاريخيٍ مزيف، وأن المعركة ستكون على كلِ من يخالف ذلك التاريخ والاعتقاد ... إذاً هي سلطةٌ متواصلة، لا زالت بل زادت مع الحركة الوهابية ... وممنوعٌ عليك التفكير والتفكر والتدبر مهما كانت الأسباب.
الخرافات أدت بنا الى جهل واضح وحقيقي لا لمعرفة حقيقة ما يجري وما يدور حولنا ... خرافات جعلتنا بالفعل نتوه مع جهل واضح في المعنى والرؤيا ... فالجهل حينها سيكون له مخاطر على المتلقي ويمكن أن يكون جاهلاً فيزداد جهله أكثر .. وهكذا لو جلست مع من يفكر بعقله ربما يثيرك بعلم انت تجهله ... اذاً العلم لا بد انه يثير احساساً قويا بالدهشة .. العلم والمعرفة يدعوان للفخر في بعض حالاتهما ... العلم صحي للعقل ... فنحن نريد ديناً مبني على المعرفة والعلم لا ديناً مبني على الايمان الغيبي؟!
الحياة لدينا لها إرادة خاصة، وأصبح لنا سلطة على كل شيء .. البحر الهواء الطبيعة بكل اشكالها وكل شيء حي يتحرك على هذه الأرض ... اعدادنا كثرت وأزداد حكامنا وباركنا أرضنا التي نمشي عليها... ولنا تراث مشترك أصبح ذاكرة مفقودة ... وأصبحنا عالم كبير تفصله المسافات واللغة ... وأصبحنا من هذا العالم خائفين مستسلمين ... سيطرت علينا أمم عظيمة وصلت الى ما وصلت اليه .. ونحن كنا بينهم الأقلَ حظاً .. تلاشينا وراء الوهم وعدم السؤال .. لأننا نسجنا على هذه الاض حكايات خرافية سيطرت على عقولنا ... برز لنا أعداء بعد أن إتحدنا بكل فخر تحت خرافاتنا .. وكل ما سعينا وراءه لم يمنحَنا الصمود بل أصبحنا أعداء لبعضنا البعض فالأخ انقلب على أخيه فاصبحنا نتقن القوة ، أصبحنا أسياداً وعبيد ووجدنا ان الخلاصَ تدمير بعضنا البعض لأننا نسجنا لأنفسنا ما نسجه الاسلاف قبلنا ، فَخرَ كل منا ساجداً مستسلماً ... سلمنا قلوبنا وعقولنا للأيديولوجيات العقائدية واختلفنا في كل شيء حتى بالتفسير، وكَثْرة الاحاديث النبوية المزيفة ، وبحثنا عن المعرفة في التقاليد الغابرة وحفزنا قوانا بطبيعتنا البدائية ، وخَلْفنا الموت والدمار والدماء .. فهي أعظمُ تحفة لدينا وأعظم تراث... فأصبحت حياتنا غير مستقرة او فيها ما يبعثرها ، لأنها تسيرُ وفقَ نبوءاتِ يوم القيامة ... جوعٌ متزايدٌ وتوترٌ قائمٌ من عدم وجود ما يكفي ، نسيرُ جنباً الى جنب مع طبيعتنا الجاهلة والغاشمة ، ودائماً نلتمس الاجابات لنكونَ خارجَ حدود الجهل ، نتأمل العالم المتحضر ، ربما بعد ذلك نتطور فكرياً واخلاقياً وربما نصلُ بعد ذلك الى بصيرةٍ أعظم وأبعدُ مما قد يتخيله أسلافنا ، والجهل يزداد فينا يوماً بعد يوم ... لكن وبعد كل ما سبق لا بد أن يكون هناك اناسٌ عقلاء إكتسبوا الشجاعة من العلم والعقل فقفزوا بنا الى ما هو أبعد لنرى بوضوح حقيقة ما يجري ... إذاً لا زال لدينا الكثير لنعرفه من هؤلاء وعلينا ان نعرف من نحن حتى لا يعترينا الجهل الذي تلبس بنا على مر العصور لندفعَ عقولنا الفضولية خارج حدود الجهل حتى نلمح أصل المكان والزمان .
فالأساطير والخرافات خرجت من وحي عدم المعرفة حينما كان الانسان لا يقدرُ أن يفهمَ شيئاً عن هذا الكون العظيم ... جاء العلم وكان هو من أخرجنا من الظلمة وفتح أعيننا على الحقيقة ، فأصبح التطور من الابسطِ الى الاعقد ومن الأدنى الى الارقى ... فنُسجت خرافات الدين فأصبحت أقوى من حقائق العلم .. أينبغي ان يُستخدم التعليم أو تشغيل العقل لتعزيز الجهل.... وهل خرافات الدين أقوى من حقائق العلم ؟
نحن في هذا الكون وجود .. وكل انسان موجود هو ما بين الحياة والموت .... إذاً وجدت فرصة بيئية ووسيلة جينية جعلت وجود المخلوقات فإتبعَ كل منا ديناً معين.... فظهرت الديانات الابراهيمية ... اليهودية والمسيحية ثم الإسلامية وفي الهند البوذية والهندوسية والزرادتشية فأصبحت الشعوب الإسلامية هي اكثر الشعوب تنوعاً ... سنيون وشيعه وزيدية واسماعيليه (والأثنا عشرية الصوفية) والنواصب فالجهمية والمعتزلة والبهائية والعلوية والاباضية والكيسائية .. وهناك اختلافٌ ايضاً بين المسلمين على المذاهب ، المذهب المالكي والشافعي والحنبلي والحنفي والجعفري وهناك السلفيين والوهابيين .. ولكن هناك من المسلمين منهم من يخوض في عالم المعرفة .. إعتمدَ على العقل لا النقل ومنهم من لا يؤمن الا بالنقل ، ولا يُشغلَ عقله بشيء مهما كانت الأسباب ، وممنوعٌ عليه أن يفكر او يسأل ، حاجزٌ إسمنتيٌ يصعُبُ إختراقه ... وكل مسلم مفكر او مسلم مثقف دينياً يُعتبرُ ملحداً ...فالحق أقول ، إذا نظرنا الى الإسلام فان النسبة الكبيرة مسالمون لا يميلون الى العنف اما الآخرون وهم نسبة تتعدى 20% هم مسلمون حركتهم من أجل دوافعَ سياسةٍ ، وليس من أجل الدين ... لكن النسبة الكبيرة للأسف الشديد وما أشدَ أسفي لا يؤمن إلا بما سمعَ.. دون أي معرفة أو علم .. أو حتى السؤال يخشاه ..
لذلك برزت أهمية هذا الدين ، وبدأ الصراع وبدأ الأخذ والشد وكأن الدين والعلم على خلاف وصراع والسبب في ذلك أن العلم قائم على العقل.
بعد كل ماحصلَ لنا ، لا زلنا كما كنا وكما نحن عليه الان دون تغيير يُذكر ... ولا زلنا نبحث عن أجوبةٍ مجهولةٍ ، فهي أجبرتنا على البحث ، فهي بالنسبة لجهلِنا مهمة ، وربما لا يمكن إكمالها بسبب هذا الحاجز المنيع حتى لو وصلنا الى جزء من الحقيقة ، فالحياةُ قصيرة ومليئة بالاحتمالات ... لكن يبقى الغموضُ يلازمنا في هذا العالم الصغير ، وتحت غطاء السماء ، لكن لا شيءَ أفضلَ من العقل ... وأبخسُ شيءٍ تحت غطاءِها أن تعتمدَ على النقل ... من هنا يجبُ أن ننطلقَ حتى نهزمَ كل الاحتمالات والفوضى المستقرة بداخلنا ... يمكن أن تكون الطريق مختلفة ووعرة ولكن في النهاية ستؤدي بنا الى حياة أفضل حتى نندمج في قصة واحدة لنزيل القديم لإفساحِ المجالِ لجيلٍ جديد ، عَرفَ الحقيقة وأدركها ، ولننهي كل شيء من ذاكرة الاحياء والاقبال على حياة جديدة فيها النور والامل والخلاص ، لننعُم بجمالٍ حقيقيٌ فيها ...فهي هديةٌ جميلةٌ من الله ، ومستعدون للموتِ في أي وقتٍ ، لأن الموتَ جزءٌ لا يتجزأُ من هذه الحياة .




#عايد_علقم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوال ينتظر وقلب يعتصر ......... ؟؟؟
- حق النقض
- في أي زمنٍ نعيش
- الاسلام والمسيحية
- هل حقاً نحن مسلمون
- هل الفن يطعمي خبزاً


المزيد.....




- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد علقم - الدين الخرافات الجهل