أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد قعدان - في تناقضات الأطراف: العدوان على سوريا














المزيد.....

في تناقضات الأطراف: العدوان على سوريا


محمد قعدان

الحوار المتمدن-العدد: 5998 - 2018 / 9 / 18 - 07:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في نقد روزا لوكسمبورغ لموقف الحزب الإشتراكي-الديمقراطي الألماني من الحرب العالمية الأولى. صاغت نقطة مركزيّة حول القفزةِ التحليليّة العلميّة للحزب، ما قبل الحربِ(ألمانيا هي دولة إمبرياليّة لها مصالح مادّية في دولِ إفريقيا وأيضا تركيا العُثمانيّة، وتناقض مصالحها مع الدول الغربيّة المُنافسة فرنسا وبريطانيا، والحرب بين الإمبرياليّات على الأبواب) والقفزةِ التحليليّة في بدايةِ الحرب(ألمانيا دولة تُمثل أيضا طموحات الشعب الألماني والحربُ هي دفاعيّة، من عدوان القيصر الرجعي الروسي وإمبرياليّات طامعة). في هذهِ القفزة تعلق روزا لوكسمبورغ بأن مُصطلح وتحليلات الصراعات الطبقيّة ذابت في المصالح العُليا للبرجوازيّة الإمبرياليّة صاعدة. بعينٍ ديالكتيكيّة ثاقبة كشفت سوء موقف الحزب الإشتراكي-الديمقراطي، وأيضا وجدت ثغرات علميّة في التحليل، أي القفزة.


في سياق الحرب على سوريا، الكشف عن الصراع الطبقي الكامن في الحروب والأزمات، ورصدِ الثغرات العلميّة يكون عبر فهم حركةِ المال. البرجوازيّة السوريّة( أو كما يُسميها مهدي عامل "الأنظمةِ التقدميّة" ودائما ما يضعها مهدي عامل بين علاماتِ إقتباس، كتعبير عن زيف مُعين في هذهِ الأنظمة، لكي يوضّح الاصل الطبقي لهذهِ الأنظمة، برجوازيّة صغيرة تُعادي الإمبريالية ولكن يحدّ هذا سقف يمنعها من هدمِ نمط الإنتاج الكولنيالي، وفي حالاتٍ يسمح بالتعاون مع الإمبرياليّة، لأنها تحتاج الصناعات الثقيلة والخ من الإمبرياليّة، طالما لم يكن هدم نمط الإنتاج الكولنيالي وإستيلاء العُمال والفلاحين على السُلطة وبناء وسائل الإنتاج الخاصة بهم ستستمر الحاجة إلى الإمبرياليّة وأعوانها في المنطقة، وإني أرى بأن تحليلات مهدي عامل وماركسيّته ذو الخاصيّة العربيّة، إستطاعت أن تكشف مكامن الصراع الطبقي في "الأنظمةِ التقدميّة.


الحالُ في سوريا قبل بدايةِ المُظاهرات الشعبيّة، كان العلاقات قائمة مع الإمبرياليّة الأمريكيّة وأعوانها في الخليج قطر والسعوديّة. وهذهِ خواص البرجوازيّة الصغيرة وتقلباتها وفق مصلحتها العُليا وهي السيطرة مع فهمِ بأن هذهِ العلاقات قائمة هي أيضا مُركبات عدّة أهمها بأن الإمبرياليّة الأمريكيّة، تهدف لأقصى تراكم رأسمال في المنطقة، وذلك فقط من خلال خلقِ الحرب والأزمات العنيفة كما بيّن ذلك الإقتصادي الماركسي علي القادري في مؤلفاتهِ وأخصّ كتابهِ (تفكيك الإشتراكيّة العربيّ)، وفي عام 2011 حدث أمرٌ جلل، نضج التناقضات بين الأطراف الثلاثة، الإمبرياليّة والبرجوازيّة الصغيرة المُسيطرة في سوريا والطبقة العاملة والفلاحين.


إنفجار التناقضات بين الثلاثةِ أطراف، خلق حالة هلع وفزع وبلبلة في اليسار العربي، بأحزابهِ وإتحادتهِ وتجمعاتهِ. فهم الأزمةِ السوريّة من خلال تناقضات ثلاثة الأطراف يُمكننا من فهم ما يجري بشكل علمي ودقيق. الإمبرياليّة تُعادي سوريا من أجل تراكم رأسمالها ولا يعلو على هذهِ المصلحةِ أي مصلحة اخرى. وبذلك هي في حالة صراع دائمة مع الطبقة العاملة السوريّة، ولكن هي ليست في حالة صراع دائمة مع البرجوازيّة الصغيرة. في هذهِ الأثناء وخاصّة العدوان الأخير على سوريا، تاريخ 17 سبتمبر، لعام 2018. هُنا بدأت تعلم الولايات المُتحدة وإسرائيل ذراعها في المنطقة بأن سوريا لن تكون دويلاتٍ وطائفيّات مُتحاربة لأمدٍ طويل حيثُ مصلحتها في تراكم رأس المال وتجارةِ الأسلحة ستنتهي، ولذلك كان لا بدّ من إشعالٍ فتيل الأمور مرّة أخرى ومُحاول ضرب الجيش العربي السوري الذي يُمثل طبقةِ البرجوازيّة الصغيرة، وقُبيل تحرير إدلب تفتح الإمبرياليّة النيران خوفاً من النتائج الكارثيّة عليها. في هذهِ الأثناء لم تتمكن الإمبرياليّة من إعادة الأمور لحالها قبل عام 2011، ولن تستطيع في هذهِ الأثناء كسب حرب التدمير والتفتيت وإستمراريّة الحرب لأمد طويل.(كانت تتوقع الولايات المُتحدة القضاء على داعش خلال عشرات الأعوام، ولكن الجيش العربي السوري حطّم آمالها) لذلك هي ستهلع لمصالحها في سوريا سواء السوق أو الدمار ستحاول جاهدة بأن تضمن أي فُتات يروي طمعها، والطبقةِ المُسيطرة في سوريا مصلحتها في إستمراريّة السيطرة. أما عن موقع الطبقةِ العاملة الثوريّة الحقيقيّة التي تتصالح مع الإمبرياليّة، وهي في صراع معها حتى القضاء عليها، في عام 2011 بدأت بوادر ثورة حقيقيّة من خلال تحركّات شعبيّة ضد الطبقةِ المُسيطرة التي تستغل وتستعبد الشعب السوري، وفي هذا التناقض مع البرجوازيّة الصغيرة، يكمن التناقض مع الإمبرياليّة التي تصالحت في فتراتٍ مُعينة مع هذهِ الطبقة المُسيطرة في سوريا (في الحرب الأهليّة لبنان وحصار العراق والخ من أدوار رجعيّة في المنطقة ضد حركات المُقاومة الفلسطينيّة).


كون الإمبرياليّة هي الأساس المادّي لكلّ إستغلال في العالم، فبدون قطعِ العلاقات معها لن يكون تغيير ثوري حقيقي، وإستهلال نمط إنتاج إشتراكي في المنطقة مُعادي للإمبرياليّة. سرعان ما إستولت أذرع يمينيّة سوريّة خارجيّة على الثورةِ سياسيّا، أيديولوجيّا وإقتصاديّا. مما أدى للقضاء على التناقض مع الطبقةِ العاملة، كطبقة مع مشروع سياسي للدولةِ السوريّة، وإنتهي دورها كفاعل، وأصبح دورها كمفعول بهِ بين أذرع رجعيّة يمنيّة ومنها خارجيّة أجنبيّة تطمح لتفكيك سوريا وتخدم بذلك الإمبرياليّة. وسوريا اليوم بالتحالف مع قوى وأنظمة تُعادي الإمبرياليّة الأمريكيّة، روسيا وإيران. تحاول أن تنهي الحرب التي شنتها الإمبرياليّة، ودورِ الطبقةِ العاملة السوريّة، هو الذي يعول عليهِ بالتغيير الحقيقي الثوري للدولةِ السوريّة والمنطقة، بإتمام برنامجها السياسي ومشروعها الطبقي، وإرساء نمط إنتاج إشتراكي، غير مُرتبط بالإمبرياليّة، ولكن الطبقةِ العاملة السوريّة منها لاجئ ومنها في مُشتت في البرجوازيّات. لذلك اليوم تحتاج للبناء والإعداد للمرحلةِ القادمة.



#محمد_قعدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال الحزب بالداخل الفلسطيني(2): عن الفقر والجريمة
- سؤال الحزب بالداخل الفلسطيني(1): صفقة القرن وقانون القوميّة


المزيد.....




- رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري ...
- جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج ...
- لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن ...
- قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
- كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
- أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن ...
- شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة - ...
- -عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد قعدان - في تناقضات الأطراف: العدوان على سوريا