أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - آذان الصلاة والأبواق المزمجرة؟؟














المزيد.....

آذان الصلاة والأبواق المزمجرة؟؟


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5998 - 2018 / 9 / 18 - 02:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


آذان الصلاة والأبواق المزمجرة؟؟
توطئة تمهيدية !!!
أمر مؤسفة جدا وينم على أننا نعيش في مجتمع تحكمه أزمة تقبل الرأي الآخر، ورفض وجهات نظر الغير كيفما كانت وممن كانت ، أن يضطر كل من يعتزم الكتابة في أي موضوع له صلة بالدين ، من قريب أو من بعيد ، إلى التقديم لمكتوبه بمثل ما سأقدم به لمقالتي المتعلقة بالأبواق المستعملة في الآذان وما تتسبب فيه للناس من الإزعاج ، الموضوع الحساس الذي يشغل بال الكثيرين غيري ، وفي جميع بلاد المسلمين ، والذي لاشك يثير حفيظة بعض المغالين والمتشددين ، الذين يعتبرون أنفسهم حماة للدين ، والذين يسارعون إلى إشباع الكاتب من فيض شتائمهم الساقطة ، و سبابهم "الزنقاوي" ، وتطاولهم المقزز على خصوصياته ، وهتكهم الجارح لحرماته ما يعكس درجة ما يضمرونه لمخالفيهم من الكراهية والحقد والغضب على اعتبار أن مكتوبه اعتداء على شرع الله وعلى قدسية الصلاة .
لذلك أود أن أوطئ لمقالتي بتنبيه القراء الكرام مسبقا إلى أن القضية المطروحة ليست في الآذان في حد ذاته - والذي لست ضده ولا ضد الصلاة - وإنما في الغلو في استعمال الوسائل الإلكترونية الحديثة في الآذان والدعوة إلى الصلاة بأعلى دبدبات أبواق المساجد ذات القوة الخارقة ، المنصوبة على كل مآذن المساجد وفي كل مكان ، والتي حاربها بعض الفقهاء على أنها بدعة ، وحرم البعض الآخر استعمالها في الطقوس والشعائر الدينية ، لما تشكله من إزعاج وتلويث للسمع بما تصدره من ضجيج وصراخ لا تتحمله الأذن البشرية ، بخلاف ما كان عليه حال الآذان الذي ما كنا نسمعه في حينا الشعبي "فاس الجديد" قبل ظهور التكنولوجيا الإلكترونية وإبداعاتها ، حيث ما كان أحد يشتكي من المؤذنين ولا مما يصدحون به من الأصوات الشجية معتدلة ،التي كانت تشد السامع إليها ، وتشرح صدره ، وتشنف آذانه ، وتطرب فؤاده ، وتشعره بالارتياح النفسي ، وتحسسه بالطمأنينة الروحية، وكأنها ألحان ملائكة تشدو بمحبة الله والإنسان، والتي أصبح ،مع الأسف ، من الصعب اليوم ، إن لم يكن من المستحيل ، سماع مؤذن يدعو لإقامة الصلاة بالرفق والحسنى وبمثل تلك الأصوات الآدمية الشجية الرقيقة التي ألفنا سماعها أيام زمان ، قبل زحمة زعيق مكبرات الصوت المنفر ،و نبرات الأبواق المزمجرة والمؤذية للأسماع الأطفال الذين لا تجب عليهم الصلاة والمرضى الذين لا يستطيعون القيام بها ، الأمر الذي خلق جدلا واسعا وعارما ، دفع بالمندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بالحي الحسني في الدار البيضاء ، في 20 فبراير 2007 إلى إصدار مذكرة تدعو "المؤذنين إلى ضبط مكبرات الصوت عند التهليل والأذان وتخفيضها إلى الحد الأدنى ، وخاصة في المساجد القريبة من المستشفيات و إقامات غير المسلمين ، الأمر نفسه الذي جعل وزيرة التنمية الاجتماعية أنذاك نزهة الصقلي، تتساءل أمام وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، في أحد الاجتماع سنة 2008 ، عن ضرورة تعالي صوت أذان صلاة الفجر قرب الإقامات والمركبات السياحية !! داعية الوزاة ،في جرأة غير مسبوقة ، للبحث عن مبرارت شرعية لضبط مكبرات صوت الآذان أو منعها لاعتبارات إنسانية، الدعوة التي نم على أن السيدة الوزيرة ربما لم تكن تعلم أن طلبها بسيط جدا، ولا يتطلب من وزارة الأوقاف غير شجاعة القرار وإرادة تحقيقه، وذلك لكون الآذان ليس شرطا دينيا لصحة الصلاة ، بدليل الحديث الذي ورد فيه أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يجتمع إليه الناس للصلاة بدون النداء بالأذان وبغير الأذان، وأن آراء الفقهاء اختلفت حول كونه فرض أم سنة ، حيث رأى بعضهم أنه سنة مستحبة ولها فضل كبير ولا يضر تركها بصحة الصلاة التي تبقى صحيحة بدونه، وأنه إذا كان رفع الصوت بقراءة القرآن ممنوعاً شرعاً لما فيه من أذية المصلين، والذي نهى النبي ‫صلى الله عليه وسلم أصحابه عن الجهر به في حديث "… لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن" فإن منع المبالغة برفع الصوت بالأذان أولى بالمنع إذا تسبب في أذية للناس ، لأن الآذان لا يصل لقدسية القرآن الكريم ..
لكن المعضلة تبقى في أنه رغم كل هذه الأدلة والحجج على وبما أن الشريعة لم أتت إلا لإسعاد الناس وليس لشقائهم ، وأن كل ضرر أو مفسدة توجب منع موجبها ، فإنك إذا كتبت عن ضجيج أبواق المساجد ، ووجوب أن يكون الآذان بصوت الإنسان العادي ، وبدون اللجوء إلى مكبرات الصوت ، تتهم بمحاربة شعائر الدين ومقدساته وترمي بالكفر والزندقة والهرطقة .
وفي الختام أنبه مرة أخرى القارئ المتنور ، إلى أنني لا أريد من وراء هذا الموضوع إِلَّا تنبيه القيمين على شؤوننا الدينية للنظر بجدية في قضية ما تتسبب فيه مكبرات الصوت من أذية للناس ، راعية لمصلحة المواطنين وخصوصا الذين يتواجدون في محيطات المساجد ، والتفكير في إمكانية نزع تلك الأبواق المشوهة للجمالية المعمارية لمآذن الكثير من المساجد ، وإني والاه لا أريد غير الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ، وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ " ..
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مصلحة من يثارة موضوع -التدريج- ؟؟
- فعالية الشعارات في تشكيل وعي المتظاهرين..
- ترييف المدن، ظاهرة مغربية بامتياز !!!
- شرعنة المخالفات، وتقديس المخالفين؟!!؟
- ليس بغريب على شعوب تحب أوطانها !؟
- من تداعيات حادثة ابنة أخشيشن ؟؟ !!
- أسئلة لا يجب الإستهانة بها !!؟؟
- خسوف القمر بطعم أساطير الأولين ..
- الإنقلاب على الديموقراطية بالديموقراطية !!!
- تشريع الانقلاب على الديمقراطية بالديمقراطية !!؟؟
- قومة نيام الأمة، عفوا، نواب الأمة !!؟؟
- هكذا هو طبعي وهكذا خلقني ربي ، فما ذنبي !!!؟؟؟
- غيتة ، إسم ومسمى ،معنى ودلالة حسنة .
- لماذا تهمش آيات السلام والتسامح والإنسانية التي يزخر بها كتا ...
- الفرص السانحة تحول الناس إلى ظغاة !!
- على هامش إقصاء المغرب من تنظيم المونديال
- زواج المال والسلطة ، زواج سفاح.
- رمضان بين الأمس اليوم
- ما أشبه قصة -أكلة البطاطس-بقصة -المقاطعة- مع الفارق !!
- المقاطعة ليست جريمة في حد ذاتها !!


المزيد.....




- جدل حول اعتقال تونسي يهودي في جربة: هل شارك في حرب غزة؟
- عيد الفطر في مدن عربية وإسلامية
- العاهل المغربي يصدر عفوا عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة ق ...
- المرصد السوري يطالب بفتوى شرعية عاجلة لوقف جرائم الإبادة
- عبود حول تشكيلة الحكومة السورية الجديدة: غلبت التوقعات وكنت ...
- بقائي: يوم الجمهورية الإسلامية رمز لإرادة الإيرانيين التاريخ ...
- الخارجية الايرانية: يوم الجمهورية الإسلامية تجسيد لعزيمة الش ...
- الملك المغربي يعفو عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة قيادة ش ...
- بكين: إعادة التوحيد مع تايوان أمر لا يمكن إيقافه
- العالم الاسلامي.. تقاليد وعادات متوارثة في عيد الفطر المبارك ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - آذان الصلاة والأبواق المزمجرة؟؟