بهجت عباس
الحوار المتمدن-العدد: 1508 - 2006 / 4 / 2 - 09:12
المحور:
الادب والفن
أوه يا قُـبطانُ! يا قُـبطاني!
والت ويتمان ( 1819-1892 )
ترجمة بهجت عباس
أوه يا قُـبطانُ! يا قُـبطاني! لقد انتهتْ رحلتنـا الرّهيبة،
فلقد اجتازتْ سفينتـنا كلَّ عقبـةٍ، وأُحرزَ الهدفُ الذي ابتغيناه،
المينـاءُ قريبٌ، إنني أسمع الأجراسَ، الناس يهلّلون،
بينما أعيـُنٌ تتتـبّع الرافـدةَ الثّـابتةَ، تتقدّم السَّفينـة
متجهِّـمةً جريئـةً:
ولكنْ، أوه يا قلبُ، يا قلبُ، يا قلبُ!
أوه القَطـراتُ الحُـمـرُ النّازفـة،
حيث القبطانُ يضطجع على سطح السَّـفينـة ،
ساقطـاً بارداً وميِّـتاً.
أوه ياقَـبطانُ! يا قَـبطاني! انهضْ واسمع الأجراسَ
انهضْ- لك تُـنَكَّـسُ الرّايةُ- لك يرتعش صوتُ البوق،
لك باقاتُ الأزهارِ والأكاليلُ الموشّحة ولك تَجَـمهُـرُ
السّواحل،
إيّـاكَ ينـادون، الحشدُ المُتـرنِّحُ، أوجهُهم المُتَحمِّسة
تدورُ;
هنـا، يا قبطانُ! أيها الأب الغالي!
هذا الذراع تحت رأسك!
إنّه بعض حُلمٍ، ذاك الذي على ظهر السّفينـة،
سقطتَ بارداً وميِّـتاً.
قبطاني لا يُجيبُ، شفتـاه باهـتتـانِ وساكـنتـانِ،
أبي لا يُحِـسّ ُ بذراعي، لا نبضَ فيه ولا حَـولَ،
رست السَّفينـةُ سالمةً ومُجلجِـلةً، أُغلقتْ رحلتَهـا وأُكمِلتْ،
من رحلة رهيبـة أتت السَّفينـةُ المنتصرة مُحرزةً الهدفَ;
هلّلـي يا شواطئُ، دقّـي يا أجـراسُ!
ولكنّي بخطىً كئيـبةٍ
أسير على ظهر السَّفينة حيثُ قَـبطاني يضطجع،
ساقطاً بارداً وميِّتاً.
#بهجت_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟