أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - هل ستقوم للعراقيين قائمة ؟














المزيد.....

هل ستقوم للعراقيين قائمة ؟


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 5997 - 2018 / 9 / 17 - 05:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المواطن العراقي الذي يراجع اي من دوائر الدولة العراقية من اقصى تخوم اقليم كردستان العراق الى منفذ الشلامجة وسفوان يكابد الأمرين بسبب الفساد المستشري بأقصى صوره فيها. فلا تكاد تمرر اية معاملة مهما بدت بسيطة الا بعد دفع المعلوم, لموظف فاسد معدوم الشرف والضمير, خصوصاً اذا لم يكن المواطن مسنوداً بواسطة قوية, لاسيما وان هذه الجهات الحاكمة تمتلك تفويضاً شرعياً بالنهب تحركها شبكة مافيوية متعنكبة في اجهزة الدولة وتسندها ميليشيات مسلحة ظاهرة ودولة عميقة مستترة, لا تتورع عن ارتكاب ابشع الجرائم لأبقاء الأمور على ما هي عليها. ولهذا السبب طالما ردد احد الاصدقاء بشكل يائس, بأنه لن تقوم للشعب العراقي قائمة !!!
ما من احد ينفي انحدار الوعي الاجتماعي والاخلاقي الذي طال مراتب في النسيج الاجتماعي بسبب اعوام من ضغط العسف الدكتاتوري لنظام البعث البائد وما دفعه العراقييون من ثمن باهظ نتيجة حروبه العبثية. ثم فترة الحصار الاقتصادي والتفقير المادي والمعنوي الذي تعرضوا له بعد مغامرة احتلال صدام للكويت الشقيقة والحرب المدمرة التي اعقبته.
وبرغم عملية اسقاط الدكتاتورية التي جاءت سريعة وبعملية قيصرية امريكية واحتلال البلاد في 2003, فأن امل التغيير لحياة افضل قد انتكس بعد ان تبين ان ثمرة المحتل الامريكي من اغتصابه للبعث وسلطته كان مسخاً, هو عبارة عن تحاصص طائفي - عرقي هدفه نهب ثروات البلاد وتوزيعها بين احزابهم.
ومع تبني نهج المحاصصة الطائفية - العرقية البغيض, رسمياً, والذي أسس للفساد من صباح يومه, بتقطيع الكيكة, تشكّلت مؤسسات تشرعه وتحميه وتؤمن مطامع اطرافه بشكل وقح وفج طوال خمسة عشر عاماً من حكم هذه الاحزاب التي اختصرت قوميات وملل ونحل شعب العراق بها وبقياداتها.
ولوقاحة وفجاجة عملية النهب المنظمة لمقدرات العراقيين التي حرمتهم من ابسط مقومات العيش الكريم, وما دفعت اليه هذه العملية من تهديد وحدة التراب الوطني الى مخاطر تقسيم البلاد بعد استباحة ارهابيو داعش لمحافظات بكاملها, ونزعات الانفصال القومي والانخذال امام دول الاقليم... بدأت الحركة الشعبية تتململ رداً على ما آلت اليه الاوضاع من تدهور, وبدأت تتجسد بتظاهرات سلمية ضد سياسات السلطة منذ شباط 2010 مطالبة بحقوقها بحياة آمنة مستقرة وخدمات هي ابسط ما يجب ان تقدمه اية حكومة مسؤولة. ثم تتابعت هذه الاحتجاجات بعد قمع وحشي من قبل السلطة وازلامها عام 2011, لتبلور مطالبها بشكل اعمق, لتتصاعد, بعد ذلك, عام 2015 بأجتذابها لجماهير التيار الصدري الفقيرة وانضواءه تحت راية اصلاح الدولة على اساس دولة مواطنة ومؤسسات ومن ثمة تشكيل تحالف سائرون بمبادئه المدنية, وتوافق المرجعية الدينية في النجف مع هذا التوجه...تطورالحراك الشعبي في 2018 الى هبة شعبية عارمة ضد الفاسدين, وخصوصاً في البصرة بعد تفاقم الاوضاع المعيشية فيها, وتصاعد المطالبة بأجراءات آنية لحل مشاكل مياه الشرب وانتشار الامراض فيها اضافة الى بروز الحاجة الى تغيير حقيقي في نهج الدولة ونبذ الطائفية السياسية واحزابها ونهجها المدمر.
ان هذا الصعود المتراكم للعنفوان الشعبي الذي تشهده محافظات الوسط والجنوب, والذي يجذب يوماً بعد يوم شرائح جديدة في المجتمع العراقي, وتبلور واقع جديد, هو واقع الرفض, يثبت حقيقة ناصعة بأن قائمة العراقيين ستقوم وان حساب الفاسد والمستهتر بالشعب وحقوقه سيكون عسيراً.
الحنكة السياسية تتطلب البناء على هذه المعطيات الايجابية لدفع عملية تصاعد دور الجماهير في رسم صورة مستقبل اجيالنا القادمة وعدم الركون الى دعوات عدمية تصدر من هنا وهناك تدعو القوى الديمقراطية الى الانسحاب من تحالف سائرون ومن البرلمان وعدم التعامل مع الفاسدين, و" ترك الجمل بما حمل ".. والتخلي عن برنامجها الديمقراطي ومسؤولياتها تجاه شعبنا بترك الساحة لأحزاب المحاصصة الفاسدة بدعوى الحفاظ على سمعتها الوطنية ونظافتها واللجوء الى المعارضة ؟.. وكأن التواجد بالمعارضة, سواءاً بالبرلمان او الشارع, سيعصمها من التعامل, رغم ارادتها, مع هذه الاحزاب الفاسدة والتي هي واقع سياسي موضوعي, له جمهوره الذي صعّده الى البرلمان, وليس لدينا خيار تجاهله, وهي معشعشة في كل مفاصل الدولة والمجتمع, لابد من التعامل معها بهذا الشكل او ذاك. وهو امر ليس له علاقة برغباتنا الذاتية.. وهو لايعني الانحدار الى شاكلتهم بل الوقوف موقف الند منهم ومن خططهم.
قد يكون تراوح باروميتر الصراع الاجتماعي بين صعود ونزول, والذي كان آخره مهزلة انتخاب رئيس مجلس النواب بعملية شراء ذمم يندى لها الجبين, شكل انتصاراً لصالح قوى المحاصصة والفساد, كان سبباً في بث مشاعر الاحباط لدى الكثير من المواطنين, ولكن الايام دول والجروح قصاص... والصراع يستمر, و " الخايف خل يتكتر ".
ولأني اثق بقدرات شعبنا وقواه الوطنية الديمقراطية, اسمح لنفسي بأستعارة مقطع من قصيدة لشاعرنا الرمز مظفر النواب : " هذه أمة لو جهنم صُبت على راسها واقفة " !!!



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - المحاصصة المحسنة - بعد - المحاصصة المتوحشة - لن تمرْ!
- قرارات العبادي - اجراءات عقيمة لسلطة عنينة !
- حكومة الصدر الأبوية و - تحالفات الباطن - * !
- الأنقلاب المقتدائي والحرب الأهلية
- العراقي انتخب... العراق انتحب !
- الصوم عن الكهرباء... فضيلة !
- تغييب كهرمانة لدواعي انتخابية !
- تصفير غفلتنا السابقة لأستغفال قادم !
- الدعاية الانتخابية المسبقة... فساد ما قبل الفوز !
- هل من لمسات مافيوزية في الانتخابات البرلمانية ؟
- في العراق - التكفير والتخوين يمضيان معاً كتفاً بكتف !
- غوبلز معمم !
- النائب عباس البياتي ليس استثناءاً !
- الصحوة الاسلامية من صدام حسين الى علي اكبر ولايتي !
- كُرد وعرب معاً ضد سُرّاقهم !
- الأستنجاد بمومياوات البعث !
- ملامح انتفاضة في الأفق !
- تنزيلات نهاية موسم برلمانية - الكرسي بفلس !
- لقاءات بغداد لبدائل البارازاني والتحالفات المرتقبة
- كربلاء الفداء الغارقة في نفاياتهم !


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - هل ستقوم للعراقيين قائمة ؟