أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حاتم استانبولي - الخيارات الفلسطينية الممكنة















المزيد.....

الخيارات الفلسطينية الممكنة


حاتم استانبولي

الحوار المتمدن-العدد: 5996 - 2018 / 9 / 16 - 16:33
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


الخيارات الفلسطينية الممكنة !
ما هي الخيارات الفلسطينية الممكنة لمواجهة العدوان الامريكي على الشعب الفلسطيني .
الشعب الفلسطيني وقضيته تواجه عدوانا سياسيا واقتصاديا واخلاقيا وقانونيا امريكيا.
نعم انه عدوانا امريكيا يقوده الرئيس الامريكي وعائلته ومجموعة من المستشارين الذين يعلنون في كل مناسبة عدائهم للشعب الفلسطيني وبعضهم ينكر وجوده .
بالمعنى السياسي :
الادارة الامريكية اعلنت عدائها للشعب الفلسطيني عبر سلسلة من القرارات السياسية التي كان آخرها قرار عدم تمويل عمل وكالة الانروا لالغاء تجديد عملها عام 2020.
بالمعنى الاقتصادي : ان موافقة منظمة التحرير على البند الذي يتعلق بتمويل السلطة الفلسطينية عبر حصرها بالقناة الامريكية الأوروبية منعت اية مساعدات مباشرة للمنظمة لا تكون من ضمن السلة المالية الامريكية .
نتج عنها ان السلطة وضعت الشعب الفلسطيني تحت ضغط وابتزاز الأدارة الامريكية والأوروبية .
وفي هذا السياق بلجيكا اخذت قرارا بوقف تمويل بناء المدارس في الضفة تحت حجة انها تخلد اسماء (ارهابيين) هذا القرار الذي سيعمم على دول الاتحاد الأوروبي بهدف ممارسة ابتزازها على الشعب الفلسطيني من جهة وتجريم نضاله المشروع من جهة اخرى .
قانونيا : ان الأدارة الامريكية تسعى لتعميم مفهومها للحل السياسي يقوم على الغاء الحق القانوني الجمعي والشخصي للشعب الفلسطيني في ارضه عبر الغاء حق العودة واعتبار ان من يتواجد في الداخل الفلسطيني ان كان في 48 او الضفة هم تجمعات سكانية تحمل صفات الأقليات القومية التي لن يسمح لها باستخدام حق تقرير المصير حسب تعريف القانون الاسرائيلي الجديد ويحرمهم من الاستناد للقانون الدولي في حق تقرير المصير.
اخلاقيا : ان اعتماد الرواية الدينية لتبرير الحق اليهودي في فلسطين يراد منه تشريعها لاهوتيا اي اخراجها من حيز الأحكام الانسانية واعطائها صفة الحكم الألهي وبهذا الصدد فان عمليات القتل والأبادة والترحيل والسجن والاعتقال للشعب الفسطيني تبرر على انها ممارسات ضد اعمال همجية تريد ان توقف تحقيق الرواية التوراتية باقامة الدولة اليهودية وبناء الهيكل الذي هو خيار (الهي) وتحويل الصراع من طابعه الوطني للطابع الديني.
ان عدم تحديد الاطار القانوني (الحدود) للدولة اليهودية مرتبط بالقادم الصعب الذي سيواجه الشعب الفلسطيني من ترحيل جمعي ان كان من ال48 او ال67. وسيوضعوا امام خيارات انتقائية اما الرضوخ للهيمنة الدينية اليهودية او الترحيل طوعا او اكراها.
ما هي خيارات الشعب الفلسطيني :
سياسيا : يجب ان يعاد الأعتبار لدور منظمة التحرير الفلسطينية والأسراع في اعادة الوحدة واعلان ان خيار اوسلو اسقطته الادارة الامريكية والاسرائيلية واعتبار كل ما نتج عنها بالمعنى السياسي ساقط تلقائيا .
الخروج من عقلية محاولات ايجاد حلول للمأزق الصهيوني والعودة لطرح خياراتنا الوطنية .
ان ما اوصلنا لما نحن فيه هو العقلية التي حكمت وروجت الى ان الحل المرحلي الذي لا يقوم على اساس تغيير فعلي في ميزان القوى ممكن ان يقود الى دولة وطنية فلسطينية . لقد كان واضحا ان خيار الحل (اوسلو) كان في ظروف انهيار وهزيمة اقليمية ودولية اي في ظروف اختلال هائل في ميزان القوى لصالح اسرائيل وحلفائها .
ان اخراج القضية الفلسطينية من عمقها الوطني العربي ووضعها في الاطارالرسمي العربي الذي كانت تقوده مصر كامب ديفيد هو الذي اوصلنا لما نحن فيه .
ان التعاطي المزدوج من قبل الفصائل الفلسطينية مع اوسلو ساعد على استمرار ضبابية الصورة العاملة وادخلها في تناقض مع بنيتها السياسية مما جعلها ترواح مكانها فلا هي قادرة على الخروج الكامل او الولوج الكامل .
على الفصائل الفلسطينية دعم موقف الرئيس عباس الرافض للموقف الامريكي واعتباره مدخلا لحوار وطني مسؤول يعيد اللحمة لمنظمة التحرير الفلسطينية في الداخل والشتات.
ان اعادة بناء المنظمة يتطلب من المعارضة الأتفاق على اعادة بناء وتفعيل المؤسسات الفلسطينية باشكال ووسائل جديدة تبدأ من القاعدة الى القمة وهذا الأمر هو قرار عند الفصائل ولن يعيقه موقف السلطة خاصة في الشتات الذي عليه اعادة الأهتمام به لمواجهة سياسات الغاء حق العودة.
بناء على الواقع القائم فان العمل يجب ان يجري على اعادة التوازن ما بين الداخل والخارج لمصلحة اعادة الاعتبار لوزن الخارج السياسي والنضالي بكافة اشكاله .
ان اعادة بناء متكامل للمخيم كفكرة وطنية نضالية مهمة اولوية لفصائل العمل الوطني .
ثقافيا : ان اهم المعارك التي تواجه الشعب الفلسطيني هي تحويل صراعه من صراع وطني الى صراع ديني اي ان يبنى الأساس المعرفي والثقافي على اساس الرواية الدينية التي ترى فيها الصهيونية انها خشبة خلاصها من المسؤولية الأخلاقية الأنسانية التي تبرر عدوانها المستمر منذ 70 عاما على الشعب الفلسطيني. ان مواجهة الفكرة الدينية بالفكرة الوطنية تعيد الاعتبار للبعد الوطني الحقوقي المستند للقانون الدولي الأنساني وتقوض الأساس القانوني للدولة اليهودية وتخرج القضية الفلسطينية من اطار الحل الثنائي الى الفضاء الأنساني.
قانونيا : على منظمة التحرير الفلسطينية ان تعيد تموضع القضية الفلسطينية في اطارها القانوني الدولي واخراجها من فخ الثنائية (الحل المباشر بين الفلسطينيين والاسرائليين) بالرعاية الأمريكية.
اعادة القضية الفلسطينية لبعدها الوطني التحرري العربي واعادة تفعيل المؤسسات الوطنية العربية الداعمة للقضية الفلسطينية .
الحرص على ان العمل الوطني الفلسطيني في دول الشتات هو داعم لاستقرارها وعدم السماح ليكون عامل فرقة او تشتيت وذلك عبر رفض واضح لسياسات التوطين.
ان الحوار مع الحكومات لتحسين الظروف المعيشية الأنسانية للفلسطينيين واعطائهم حقوق في حرية التنقل والسفر الذي يقرها القانون الدولي الحقوقي الأنساني هو مطلب انساني يدعم موقف الفلسطينيين في رفض التوطين.
القضية الفلسطينية اكتسبت مشروعيتها بحكم عدالتها الواضحة ولذلك فان معيار العلاقة مع الدول والشعوب يجب ان يستند الى موقفها من القضية الفلسطينية وعدالتها .
المعارضة الفلسطينية ان كانت فصائلية او وطنية عليها ان تعيد بناء فكرها السياسي بما يتوافق مع الواقع الملموس والخروج من الصيغ والمصطلحات النمطية السائدة وايجاد الوسائل والادوات العصرية لمواجهة الحملة الشرسة التي يواجهها الشعب الفلسطيني , وان تتحمل مسؤولياتها اتجاه شعبها .
ان الخروج من عقلية المصلحة الفئوية الى المصلحة الوطنية الجمعية هي المدخل لأعادة البناء الوطني .
والسلطة لم يبقى لها خيارات سوى العودة لحاضنتها الشعبية وفصائلها وشخصياتها وتفعيل مؤسساتها الوطنية الجمعية . ان خيار الحل السياسي القائم اسقطته النزعة العدوانية الأمريكية والاسرائيلية وهي تمارس سياسة القضم التدريجي عبر تهيئة الظروف الأقليمية والدولية لكل قضمة .
ان قرار اسقاط شرعية السلطة والرئيس الفلسطيني هو في درج الرئيس الامريكي ومحاولات خلق البديل جارية على قدم وساق عبرالتهيئة لأنشاء مجالس محلية تقوم بدور السلطة .
امريكا تسعى عبر سياسة العقوبات الجماعية للدول والمؤسسات الاقتصادية والافراد الى تغيير المعيار الحاكم للعلاقات االدولية وتقويض القانون الدولي واحلال القانون الأمريكي كمعيار وناظم للعلاقات الدولية .
لذلك علي منظمة التحرير الفلسطينية ان تدرك ان معركة قانونية ستواجهها في المرحلة القادمة معركة شرعيتها في قيادة الشعب الفلسطيني .



#حاتم_استانبولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع بين مراكز راس المال الى اين ؟
- اعادة تموضع للنظام الراسمالي العالمي
- ما بين الوطني والديني
- حول فصل الدين عن السياسة او الدولة.
- فوبيا البوتينية الروسية اسبابها الفعلية!
- خطوة للوراء من اجل اثنتين للأمام
- الأرهاب
- سيناء الخاصرة الرخوة لمصر
- محاولة لفهم اعمق للمتغيرات الدولية !
- لماذا وعد بلفور ؟
- في ذكرى يوم الأسير والمعتقل الفلسطيني !
- محمود عباس والوحدة الوطنية
- الأنتخابات الأمريكية بين هيلاري وترامب - وبرني ساندرز
- الثورة
- الأنذار المبكر
- الجذر المعرفي لداعش واخواتها
- اعدام الشيخ النمر هل هو اعدام للمذهب
- الفكرتين الدينية واليسارية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حاتم استانبولي - الخيارات الفلسطينية الممكنة