أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - احمد علي كزو - الهجرة كسلوك بشري














المزيد.....

الهجرة كسلوك بشري


احمد علي كزو

الحوار المتمدن-العدد: 5995 - 2018 / 9 / 15 - 22:08
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


حمى الذهب، الهجرة إلى العالم الجديد، كل تلك المصطلحات توضح جانبا مهما من الجوانب التي تقوم الهجرة البشرية على أساسها، فالبشرية منذ فجرها امتهنت الهجرة كموئل للأمن على كل الصعد. ولا يبدو أن الهجرة واللجوء الحاليين خرجا عن هذا النطاق. هذا وإن شهدت الهجرة البشرية تغييرات مفاهيمية بتطور المجتمعات البشرية وأردفت الثروة مع الأمن والاستقرار، فما زالت أسسها الأولى قائمة على ذات المدلولات وإن تغيرت مجالاتها.
لا تقف وسائل الإعلام عن بث تلك المشاهد لمهاجرين ولاجئين يتجمعون ويناورون لعبور حدود الدول ولمراكب تنوء براكبيها بحرا هروبا من جحيم حي ومعاش، فمن سياج سبتة الفاصل بين المناطق الخاضعة للسيطرة الإسبانية، ومن حدود دول شرق أوروبا واليونان وتركيا يتقاطر اللاجئين من كل حدب وصوب لولوج النعيم الأوروبي الأقرب.
تقف من جهة أخرى الجماعات الإنسانية ومنظمات الإغاثة لتلتقف هؤلاء وتقف من وراءها حكومات الدول المستقبلة والتي بدأت تتململ وتحاول أن تخلع ثوب الإنسانية تحت وطء الضغط الاقتصادي والاجتماعي للمهاجرين الجدد، وتحاول أن تنزع منزعها الإنساني وتقف حائلة بين موجبات كونها ديمقراطيات ودواعي التعامل الإنساني والتي هي من أسس نظرية عقدها الاجتماعي والتي ما فتئت تعلن التزامها داخليا بها، وبين الضغط الداخلي الذي بدأ يخرج بـ"تكفير" المهاجرين بقيم المجتمعات التي وصلوا إليها. وطبعا لا يمكن أن نعلم أن هذه المبررات الإنسانية كانت في أحيان كثيرة مبررا لتدخلاتها وإدماج مصالحها الخارجية مع عمليات تغيير في جهات العالم "الفقير".
ولا بد أن تستدعي عملية الهجرة جانبين على أهمية كبيرة، وهما الدافع الإنساني لقبول أعضاء وجماعات جديدة ضمنه وثانيهما الأثر الاجتماعي على كل صعده في هذه العملية على كل من المستقبِلين والمستقبَلين.
انتهجت الدول الغربية بشكل عام سياسة قبول إيجابي للهجرة، انعكس ذلك في الكم الكبير من القوانين والتشريعات المتعلقة بقضايا الهجرة واللجوء الانساني، وأصبحت تدرج نفسها في إطار سياسات التعددية الثقافية وقبول الأخر ضمن مجتمعاتها وحاولت أن تعكس هذا الميكانيزم في تشريعاتها، ضمن عملية ضخمة ومستجدة في إدخال العنصر البشري في إطار المجتمعات المستضيفة.
لكن ذلك لا يخفي الأبعاد الكامنة وراء هذه العملية عموما، وهي توظيف العنصر الجديد بشريا على عدة صعد، أهمها الجانب الاقتصادي متعلقا بالثروة البشرية التي يمثلها، ومن جانب أخر القدرة على دمجه في المجتمع وجعله عنصرا مقبولا بشكل عام
وهذا ما أنتج كما لا بأس به من التشريعات التي تحكم عملية الهجرة في الغرب، من حيث قبول وتنظيم عملية الوصول والاستقرار أولا وتاليا عملية الاندماج والتجنيس في هذه المجتمعات عموما، هذا وإن كان هذا الاهتمام ذا طابع إنساني فهو لا يخفي الأهمية الاقتصادية الكامنة خلف هذه العملية برمتها.
فالدول الغربية لم تكن تتوقع تلك الموجة الهائلة من الهجرة، ووصول أعداد قادرة على تكوين عبء وضغط على المجتمع، لا بل ما زالت تحتفظ على قدرتها على ممارسة عاداتها وتقاليدها عموما وعلى عزل نفسها عن تيار التغيير ومعاكسة عملية الاندماج المشتهاة داخليا.
هذه الهجرة وإن كانت تتجه إلى الدول الغنية فهي باللاوعي تسلك نفس السلوك البشري الأول وهو الاتجاه نحو الأمن، ولكن ما يمكن تلمسه في هذه المرة هو الاستلاب وتغييب الوعي الأوروبي بكون هذه الدول الغربية ما زالت تسير بنفس الفلك من حيث استغلالها لموارد هذه الدول الفقيرة، ومركزة الثروة في بلادها، فما زال الغرب يستلب ما ينوف عن ثلاثة تريليونات دولار سنويا من إفريقيا ليعود عليها بتريليون دولار كمساعدات.
وهو ما يعكس عموما غياب سياسات واعية تمام الوعي بالميكانيزم التاريخي للتغيير أولا، وغياب نظرة موضوعية علمية "علمانية" صحيحة للتعامل مع الهجرة والكيان البشري والاجتماعي الناجم عنها سواء على مستوى المواطنين أو المهاجرين.
وانعدام وجود دراسات حقيقية ضمن جماعات المهاجرين والتي لربما كانت ستعطي معطيات هائلة عن كيفية التعامل مع عملية الهجرة.
ولكن غياب مثل هذه الدراسات ما هو إلا جانب من جوانب الإهمال التي طالت وما زالت تطول المهاجرين عموما، وهو ما سيدفع حتميا للصدام والتمركز حول الذات القومية والتي بدأت مظاهره تطال جميع الدول الأوروبية وبالمقابل فالتشدد المهاجراتي على الطرف الأخر تبدى منذ عقود في حركات وهجمات إرهابية في عقر دار هذه الدول الأوروبية ومن منفذين جلهم كان من رحم هذه التجمعات المهاجراتية.
قد يقود ذلك إلى التسليم بالحتمية التاريخية للحدث المعاش، وهو صراحة ما يحدث حاليا على ضفتي المتوسط.



#احمد_علي_كزو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيرات الاقتصادية العالمية وارتباطها بالتنظيمات المتشددة
- في استحضار النموذج الحضاري الإسلامي في تجربة السلطة


المزيد.....




- العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب ...
- ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا ...
- الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ ...
- صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م ...
- كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح ...
- باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا ...
- شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
- أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو ...
- زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
- مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - احمد علي كزو - الهجرة كسلوك بشري