رضا محافظي
الحوار المتمدن-العدد: 1508 - 2006 / 4 / 2 - 05:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا يمكن لعربي شاهد القوات الاسرائيلية و هي تحاصر و تدمر سجن أريحا رغبة في القاء القبض على أحمد سعدات و رفاقه الا أن يصاب بصدمة كبيرة و يحس بمرارة عميقة لحال ضعف و هوان الجسم العربي . يزيد من تلك الصدمة و المرارة ما يقدمه الطرف البريطانــــــي و الأمريكي من تبريرات مضحكة و مؤلمة في آن واحد حول سحب قواتها التي كانت مكلفة بحراسة السجن بموجب اتفاق سابق مع السلطة الفلسطينية .
مباشرة بعد انسحاب الأمريكيين و البريطانيين تهجم القوات الاسرائيلية على المقر في مسرحية مفضوحة تشير الى علم مسبق بساعة الانسحاب حتى و لو أنكر الطرف الآخر ذلك . و في استهتار و احتقار للطرف العربي تقوم القوات الاسرائيلية بتدمير السجن تدريجيا ، سورا بعد سور و زنزانة بعد أخرى ، على مرأى و مسمع العالم في بث مباشر للقناوت التلفزيونية طوال اليوم ، و لا أحد يتحرك . اسرائيل تعلن ، على أرض تخضع نظريا لسلطة الفلسطينيين ، و بصوت مرتفع أنه ليس أمام سعدات و رفاقه الا الاستسلام أو الموت و تقوم باخراج السجناء و الحراس الفلسطينيين و تجردهم حتى من ملابسهم في مظاهر مخزية و مهينة في الوقت الذي ينادي البعض هنــا و هناك أن الحوار و التفاوض على أسسه الحالية لا يزال ممكنا مع الطرف الاسرائيلي .
لقدأثبتت العملية من جديد أن الطرف العربي بمكوناته كلها طرف هش العظام سهل التكسيــر و أن الشعارات المرفوعة كل يوم على لسان بعض الخطباء و المسؤولين حول تكاتف العرب و تعاضدهم و قوتهم في مواجهة الطرف الاسرائيلي ما هي الا شعارات جوفاء تنفضح عند أول اختبار و تتكسر على أول صخرة . ما فائدة وجود دولة أو شبه دولة يخترقها العدو باستهتار متى أراد ؟ و ما فائدة وجود عسكر يتم تجريدهم من أسلحتهم و ملابسهم بسهولة كالتي رأيناها جميعا ؟ ثم ما طبيعة تلك العلاقات التي تربط الفلسطينيين مع الأمريكيين و الأوربيين و هؤلاء يستهزئون بهم و يبيعونهم بأرخص الأثمان عند أو فرصة للبيع ؟
الأمريكيون و الأوربيون يضحكون على العالم العربي بديبلوماسية لا تقنع حتى الأطفال و يقولون أنهم سحبوا قواتهم دون تحديد يوم الانسحاب حفاظا على سلامتها ؟ أي منطق هذا الذي يسوّي بين السجين و السجان . ما الحاجة الى قوات لحماية سجن لا تستطيع حتى حماية نفسها ؟ الأمر أوضح من أن يحتاح الى الوصف . احتاجت اسرائيل الى سعدات و رفاقه في هذا الوقت بالذات و لم يكن ليعيقها شيء فكان أن لبى الجميع رغبة اسرائيل . الآن و قد لبيت رغبة اسرائيل ، لم يبق أمام الفلسطينيين و العرب كالعادة الا “ضبط النفس” .
رضا محافظي – الجزائر
[email protected]
#رضا_محافظي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟