أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد سعيد السراج - الطائفية ونظام الاستبداد














المزيد.....

الطائفية ونظام الاستبداد


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1508 - 2006 / 4 / 2 - 09:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أليست الطائفية هي هذا الغريزي المتوحش داخل هذه المجموعة , أو البدائي المتوحد مع المجموعة للحفاظ على قطيعية الإنتماء 0 لا أريد أن أتحدث عن الحروب الطائفية وماجَــّرته من آلام للبشرية عبر التاريخ لأن هذا كـُـلكم تعرفونه , ولكنني أريد أن أسجل هنا مسألة في غاية الخطورة ألا وهي الطوائف ذات الجذر الديني والتي تأخذ أيديولوجيتها من الدين الذي هو رأس المفهوم الطائفي لدى هذه الأحزاب ولا أريد أن أتحدث عن نسبة الفاشية في الطائفية , أو العنصرية , أو الصوت الواحد الذي لا يسمع إلا نفسه , ويُجَمّل كل ّ الذي يُريد وفق ما يُريد من أجل أن يظهر مدى الحق والأحقية في الطائفة المنقذ لأننا كما نعلم أن وقود الطائفية هم بسطاء الناس وسذج القوم , وربابنتها هم الذين أكثر قدرة على تحريك الغرائز وحشر المجموعة أو الجماعة الطائفية ,تحت ظل التهديد الخارجي الدائم – لاستفزازها غريزياً وإيهامها بأسباب البقاء , والحفاظ على نوع الجماعة (الطائفة ) وطبعاً الأسلحة في هذا كثيرة منها مثلاً -1" إذكاء الكره الدائم والمستمر 2" وضعها تحت ضغط الخوف والتهديد من الآخر 3" حشو العقول الدائم بأنهم هم المصطفون من الله وكذلك هم المنقذون 4" وضعهم عقائدياً ونفسياً على أهْبَةَ الاستعداد الدائم للدفاع عن المقد ّس 5" والأهم من كل ما ذكر هو أن التضحية يقابلها الجنة أو شيء كبير كالوطن والشرف والكرامة والدفاع عن مصالح الأمة , إذن الطائفية هي شر بـُـليت فيه شعوبنا في هذا الزمن , والعالم يوحد أو يحاول أن يوحد نفسه من خلال الاقتصاد المشترك , والشركات ما فوق القومية والثقافة المشتركة عبر وسائلها المختلفة المسموعة والمرئية , وأهم ما يُنتج العقل البشري من علوم , وهذا يتناقض مع المفاهيم ضيقة الأفق , والإ نكفاء والتقوقع والخوف المجاني , وعدم التلاؤم مع الآخر , والذي هو مشروع الطائفية , الذي بالمقابل نِتاجه الحقد والكراهية والعداء, وبالتالي الموت والدمار والقتل المجاني على الهوية والذي يتنافى مع كل القيم الإنسانية , الآن أصبحت تحرِّكُه فئة سياسية جبانة تتستر بالقيم والمثل والدين وهو منها براء – يقول الله في قرأنه الكريم ( إنا خلقناكم شعوبا ً وقبائل لتعارفوا ) لم يقل الحقُّ لتتنا تفوا بل قال لتعارفوا أو ليكون بينكم عرف اجتماعي يحكم بينكم بالمعروف , ويَسنَّهُ العارفون بالأمر ليجعلوا بينكم مودة ورحمة , لاكرها ً وقتلا ً وأنزواءً , فمثلا َ أريد أن أقول هنا في سوريا – حزب الأخوان المسلمين – الذي هو حزب للإخوان المسلمين من الطائفة السنية وليس للإخوان العلويين أو الأخوان الدروز أو الأخوان الإسماعيلية أو الأخوان اليزيديين أو غيرهم من الإخوان من غير الملل والطوائف , فنقول لو كان هناك حزب مثلآً للإخوان الدروز- والأخوان العلويين والأخوان الإسماعيليين الخ فما بالك بالإخوان "الأرثوذكس" والأخوان السريان والإخوان الصابئة , والأخوان اليهود , والأخوان الأكراد والأرمن والشراكس إلى آخر القائمة من الأخوان ( أما الأخوان الأعداء من الأكراد – والأتراك والفرس والروم ) فعندئذ تعال يا مدبر دبرها , وأترك الأمر لله لكي يدبرها , لأن الأمور ستكون " فلتانة" لأنها بأيدي الجهلة والحاقدين والمتخلفين عن ركب الإنسانية , والذين لا يهتمون بأمر الناس أو أمر الوطن طالما هم أسياد على طوائفهم , وسيذهبون بالولد والبلد إلى جهنم وبئس المصير , كما فعل الطاغية صدام , أو كما يفعل الطغاة من أرباب الطوائف , الذين لا يعملون لك مصنعاً أو متجراً في الأموال المنهوبة من جيوب البؤساء بل قـُبَّةً لولي يتبركون به لأنه أحد المصادر الأساسية لأركان الطائفية والخطف خـَلْـفـَـا ً إلى بحار الظلمات , لأن الخفافيش لا تعيش في النور – الطائفية حسب رأيي تـُنقص أهم سمة من سماة الوطنية , أو هي وطنية كاذبة , أو منقوصة لأنها تكون على حساب البلاد والعباد , أما المنتج الأساسي للطائفية هو النظام الشمولي الاستبدادي , الذي يطحن الجميع ويصادر الحريات العامة ويصبح الوَصي الأمين على أيتامه الصغار مما يسمى بالمواطنين , ولا يترك لهم سوى خيار الموت جوعا ً أو الموت قهرا ً , وهو أمين على حرمانهم من الحريات والحضارة ومعاداة كل ما هو جديد , لأنه معاد ٍ للقيم النبيلة التي تتمتع بها الطغمة الحاكمة , أي قيم الفساد والاحتكار والشر المستطير , فمن هنا تأتي معاداة الديمقراطية والفكر الليبرالي لأن أسيادهم في الماضي من الأنظمة الفاشية مثل نظام هتلر في ألمانيا وموسوليني وغيرهم , وصفوا نظرية معاداة , الديمقراطية والليبرالية لأنها تهدد أنظمتهم الشمولية , إلا أن دمروا العالم بحروبهم إرضاءاً لتطرفهم القومي والعنصري وكره الآخر , وقد أكدت الفاشية والنازية أنها سيدة الطوائف والمعادية أبداً لكل مبدع مثل معاداة النازي الألماني – غوبلز– لكل من المفكرين والأدباء الذين خدموا البشرية مثل : بروتلد برشت – ستيفان زفايغ – سيجمون فرويد – إنشتاين – هرمان هيسه – الخ فالأدباء والمفكرين والكتاب دائما ً حظهم وفير من الأذى من الأنظمة الاستبدادية – التي تحاول إبعاد الشعب عن كل ما هو منير وطارد للجهل- فالطائفيون دائما ً مثل أسيادهم الإ ستبداد يين , لا يهددون إلا بقطع الرؤوس والموت والثبور وعظائم الأمور لأن الطائفي لا يرى أبعد من حقده وساطور الجـِزَارَة وكما يقول المثل – أن ضربة الجبان قاتلة – إذن لماذا يعادون الحوار ولماذا يكرهون العلماء والأدباء والمفكرين , ولماذا يكرهون الآخر الذي من جلدتهم أليسوا أرباب الوطن , إذاً لماذا يُفَرَّقون بين الشعب الواحد , ولماذا يكرهون الآخر المختلف , طالما هناك جهل
وفكر غيبي , وتــُقَدّس الخرافة ( يوجد أنظمة استبدادية , وتنتعش الطائفية ) فلا مناص من محاربة هذا الوباء – الطائفية البغيضة – فالطائفيون لا يصادرون دور الطوائف الأخرى بل يـَكـُونون وكلاء الله على الأرض , فالطائفية لاترى أبعد من أنفها لأنها لاترى أنفها 0



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نسائم الأرق المفرح
- ياالله من أين يأتون بكل هذا الكره!
- الشرنوق الذي يكتب النص 0
- الحزب الشيوعي السوري الطاغوت وموت الفكر
- هذا القبر المظلم الذي اسمه الوطن
- لماذا قناة الجزيرة تعادي العرب والمسلمين
- النيروز كرديا ً
- مدائح الموت
- أحاديث السجون - 1 -
- ?هل الخطيئة امرأة أم رجل
- هل الجهل و اللا موضوعية سمة عربية ؟
- في رثاء سمير قصير


المزيد.....




- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد سعيد السراج - الطائفية ونظام الاستبداد