أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - صدام - إيران – حزب الله ... ثلاثية الثأر المقدس ؟















المزيد.....

صدام - إيران – حزب الله ... ثلاثية الثأر المقدس ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 427 - 2003 / 3 / 17 - 05:23
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

التصريحات العجيبة الغريبة التي يدلي بها بين الفينة والأخرى السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني وسط الجموع الجماهيرية الحاشدة ، لاتثير في نفس العراقيين الإستغراب الممزوج بالأسى فقط ؟ ،  بل تشعل كل عوامل اللوعة والحزن والأسف على مواقف من يفترض – مبدأيا – أنهم أقرب الناس لإستقراء وتفهم الهم الشعبي العراقي المنفلت من عقد الحسابات السياسية والمصالح التكتيكية التي تحكم لعبة المواقف السياسية ! ، ففي النظرة إلى تصريحات بعض رموز أهل الإسلام السياسي فثمة فروق كبيرة فكرية ، وسياسية وحتى شرعية بين مايصرح به الشيخ القرضاوي ( شيخ مشايخ قناة الجزيرة )! أو السيد عبد العزيز الرنتيسي ، وبين مايصرح به السيد حسن نصر الله! فما قد يكون مقبولا من الأولين لايمكن أن يقبل من الأخير ؟.. لماذا ؟ لأنه وبصراحة مطلقة فإن نصر الله وبإعتباره قيادة سياسية إسلامية مرتبطة بالمرجعية الإيرانية يعلم مليا وتفصيليا بكل إشكاليات وملابسات الوضع السياسي العراقي المعقد وطبيعة تعامل السلطة العراقية مع الشعب ؟ بالإضافة إلى كون السيد نصر الله جزءا من حالة الصراع المستعرة في المنطقة ؟ خصوصا وانه يعلن جهارا نهارا ( وهذا من طبائع الأمور ) إلتزامه بالشعارات الحسينية التي ترفض الذل والمهانة والإستكانة ومبايعة السفهاء وأهل الباطل .. وجميعها مفردات يناضل العراقيون بإصرار وجلد وبمختلف إنتماؤاتهم وتياراتهم من أجل إقرارها ! لذلك فإن ماأعلنه مؤخرا عن تشكيل العراقيين لفرق إنتحارية دفاعا عن نظام القتلة البائد قريبا هو خلطة غريبة من التصريحات السياسية العبثية المأزومة ؟ .

تاريخيا ...  وعلى مدى العقدين المنصرمين من الزمن العربي والإسلامي المستباح كان االنظام العراقي هو اللاعب الفعلي في المنطقة بفعل مغامراته وتصرفاته العدوانية وإنخراطه في الترتيبات الدولية لمحاصرة وإجهاض الثورة الإيرانية بذرائع قومية وعنصرية وطائفية واهية عزف على أوتارها كثيرا ؟ وهي تصرفات كان الإمام الراحل (الخميني ) رحمه الله أول من نبه شعوب وحكومات المنطقة لخطورتها ... ولكن .. ؟، فبعد التغيير الثوري في إيران كان الداخل العراقي يغلي ويفورفي وجه الحكم االبعثي الفاشي الفاشل والذي شعر بخطورة الموقف الداخلي وقام بحركة إنقلاب داخلي جاء على أثره صدام كحاكم مطلق وفي ظل هجمة تعبوية شرسة أدت لؤأد وقطع رؤوس العديد من قادة البعث الحاكم وتحويل السلطة لمزرعة عشائرية مغلقة وممارسة أعتى صنوف الإرهاب الداخلي الموجه ضد الحركة الإسلامية العراقية وبقية التيارات الأخرى مع ممارسة سياسة التطهير العراقي وإبعاد عشرات الآلاف من العراقيين لإيران بحجة أصولهم الإيرانية وإعتقال الآلاف من أبنائهم الشباب دون سند قانوني وهؤلاء لم يعرف مصيرهم حتى اللحظة ثم إعدام خيرة رجال العراق وعلى رأسهم السيد محمد باقر الصدر المرجع والمفكر والفيلسوف بدم بارد بمعية شقيقته ؟ هذا غير إعدام الآلاف من الشباب في ظل القوانين الإستثنائية ومحاكم الثورة الفاقدة لشرعيتها القانونية وفي ظل صمت عربي وإسلامي ودولي مريع ؟ فلقد كانت حقوق الإنسان الدولية في إجازة طويلة ؟ ثم كانت الخاتمة المريعة بإشعاله لنيران حرب مجنونة هوجاء وعنصرية أعطاها إسما كاريكاتيريا ( قادسية صدام ) ضد إيران والتي إستعرت ثمانية أعوام وكانت محرقة إستراتيجية رهيبة لخيرات المنطقة ودماء أبنائها وفي إشعالها لنيران الفتن الطائفية والقومية العنصرية ؟ وهي حرب أكلت ما أكلت ، ومررت تحت أصداء مدافعها العديد من الصفقات والمشاريع ، وتسيدت إسرائيل الموقف وإستطاعت إحتلال ثاني عاصمة عربية بعد القدس وكانت بيروت ؟ ولعل النقطة الأساس التي أغفلها المؤرخون والمتابعون لتاريخ الصراع في المنطقة هي موقف الإمام الراحل الخميني من الجهود الدولية لوقف الحرب وقتها والتي كانت تعني فرض الهزيمة على إيران ! ، فلقد إشترط الإمام الراحل شرطا إعتبره البعض شرطا تعجيزيا غير مقبول وهو : ضرورة إسقاط صدام كثمن لإنهاء الحرب ؟

وهو شرط لو تحقق لجنب المنطقة تبعات وتكاليف حروب مفجعة كلفت المنطقة وشعوبها الكثير ، وكان شرط الخميني شرطا حكيما لم نستطع جميعا أن نصل لشفافيته ومغزاه وهو نفس الهدف الذي يعمل بعض المخلصين اليوم لتحقيقه من أجل تجنيب المنطقة أتون حرب مهلكة ؟ لقد كان ذلك الموقف أوضح نظرة إستراتيجية شاملة لحل مشاكل المنطقة المستقبلية يمكن أن يتصورها عقل سياسي ما ؟ ولكن لم يصدقه أحد بل تعرض للشتم والتجريح وحتى عبارته الخالدة عندما أضطر لإيقاف الحرب : ( تمنيت لو تجرعت سما بدل القبول بإيقاف الحرب ) فإنها كانت تعبيرا واضحا عن إستمرارية الأزمة بإستمرار النظام العراقي ؟ ولكن المشكلة أن لاأحد يتعظ ؟.. وتلك مأساة الشعوب المبتلية بحكام حمقى وعدوانيين؟ . ، فلقد كان صدام وهو يتورط في غزو إيران ومحاولة إسقاط نظامها الثوري يروم لتحقيق جملة من الأهداف دفعة واحدة ، فلقد حارب نيابة عن إدارة كارتر الديمقراطية بعد أن فشلت في التعاطي مع إيران ؟ وكان النظام العراقي ينسق مواقفه مع أطراف مهمة في إدارة حزب العمال البريطاني لأن العلاقة بين السيد جورج براون ورئيس النظام العراقي كانت معروفة وهي تعود في جذورها منذ أيام بيروت أوائل الستينيات ؟ ثم أن صداما بغزوته الإيرانية حاول غسل عار إتفاق الجزائر مع الشاه الإيراني والذي تنازل النظام العراقي بموجبه عن الحقوق العراقية في شط العرب ؟ بل أن النشوة قد أخذت صدام في أيام الحرب الأولى وقبل أن تتوالى سلسلة الهزائم المريعة ليصرح بأنه يعمل على تقسيم إيران لخمسة أجزاء ؟ فهل يتذكر السيد حسن نصر الله تلك الأيام والأحداث ؟ أم أنه كان وقتها مشغولا بالدراسة الحوزوية ولاوقت لديه لمراجعة تلكم الملفات ؟.

والمشكلة الأساس في كل الأصوات التي ترتفع اليوم دفاعا عن النظام العراقي أمام مايرون أنه هجمة أميركية ظالمة هي أنهم لايراعون السجل المخزي للنظام العراقي وأفعاله المبرمجة في التخريب المنهجي المنظم ، مما يعني بأن إزالة هذا النظام سيصب في مجرى متغيرات إيجابية ستفرض نفسها في نهاية الأمر ؟

فهل يستطيع حسن نصر الله اليوم ان يقول بأن موقف الإمام الخميني في ضرورة إستمرارية الحرب ضد نظام صدام كان موفقا خاطئا ؟ لا أعتقد ذلك على الإطلاق ولكن بالمقابل وبعد غياب الخميني منذ أكثر من أربعة عشر عاما تظل الحقائق تسفر عن نفسها لتؤشر بوضوح على مدى حكمة وبصيرة الإمام الراحل وحيث تتوفر اليوم فرصة مشابهة للإفلات من المصير المأساوي في العراق والمنطقة عبر التمسك بمبادرة الشيخ زايد الحكيمة في طوي صفحة النظام العراقي سلميا قبل أن تتكفل الماكنة الأميركية بتحقيق الأمر وبأثمان غالية؟ وبرغم كل الآمال إلا أنني مازلت أعتقد بأن لا أحد يتعظ ..؟

فالعرب هم بلا منازع أمة الفرص الضائعة ؟ .

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باي ... باي ... عمرو موسى ؟ ... جامعة على الخازوق ؟
- بين رعب ( أم القنابل ) وهشيم ( أم المعارك ) ... أمة في مهب ا ...
- العقل السياسي العربي بين زايد بن سلطان .. ومفتي الجزيرة الهم ...
- شيعة العراق آفاق المستقبل ... والدور الإيراني ؟
- النظام العراقي ... والحرب القادمة ... أفواه وشوارب ؟
- الإتجاه المعاكس - .. في قمة الدوحة الإسلامية ؟
- أحاديث المبادرة الإماراتية ... وتنظيرات أهل الإرتزاق العربي ...
- الباقي من الزمن ساعة .. النظام العربي ومبادرة الشيخ الرئيس ؟
- قمة النفاق العربي ... ونقطة الضوء الإماراتية ؟
- سوريا والملف العراقي ... الحاجة لحركة تصحيحية جديدة ؟
- طه الجزراوي .. حوار الخنوع الأميركي .. وأسوار الدم العراقية ...
- عبد الباري عطوان .. وصمود القلة المؤمنة .. هلوسات العملاء ؟
- إجراءات ترقيعية ... نقل الأثاث .. أم نقل النظام ؟
- المرحوم د. مصطفى جمال الدين ... رمز عراقي شامخ وأصيل .
- موسم إصطياد البعثيين ؟
- قمة الهزيمة ... ومحور الشر العربي ؟ محاولة للفهم ؟
- القمة العربية .. والمعضلة العراقية ورصاصة الرحمة ؟
- نزع السلاح بمرسوم جمهوري ... ماذا بعد ؟
- بيان جبر .. وهلوسات محمد المسفر ... وفخ الجزيرة القاتل ؟
- من يحتوي كل تلك الحثالات الفاشية ... ؟


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - صدام - إيران – حزب الله ... ثلاثية الثأر المقدس ؟