الطيب آيت حمودة
الحوار المتمدن-العدد: 5990 - 2018 / 9 / 10 - 17:47
المحور:
عالم الرياضة
من ( تيفو ) عن مليلة وفزاعة غضب السعودية وما ترتب عنه من اعتذار الجزائر ، إلى شغب الكلام في ملعب حمادي في اللقاء ضد فريق القوات الجوية العراقية ، حيث استفز جمهور اتحاد العاصمة هذا الفريق الزائر بصياحات سياسية وطائفية ما سبب في انسحاب الفريق المنافس قبل صافرة النهاية ,
أصبحت الرياضة عندنا مُسيسة ، و المشجعون اتخذوا من مدرجات الملاعب منابر للمعارضة بالشتم والسب والكلام البذيء كما فعله أنصار شبيبة القبائل مع رئيس الحكومة أويحي ، أو ما فعله أنصار اتحاد العاصمة في ملعب حمادي ضد الفريق العراقي .
هذا تهور غير لا ئق ويسبب خلافات مع الدول ، فأنصار فرقنا مصابة فعلا بصادية لا رياضية ، كثيرا ما تنتهي بشغب ... وهراوات .. ودماء تسيل ، وكأننا في معارك تحرير .
ما دخلنا كأنصار لفريق محلي في قضايا الآخرين ، إنهم يتغنون بصدام حسين وكأنهم لا يعلمون ما فعله في مواطنيه العراقيين في الجنوب الشيعي والشمال الكرد ي ، وكأنهم لا يعلمون بأنه من طغاة العرب ، لا شك وأن هذا التفكير الجماعي المعبر عنه أهازيجيا لا يعبر عن مخبرهم وإنما يعبر عن حاجتهم في استفزاز الآخر المنافس المنهزم ؟ ! كما يُعبر عن استخدام الجزائريين للملاعب (كمتنفس ) يعبّرون فيه عما لا يقدرون التعبير عنه في مواقع أخرى .
فلا تنزعجوا أيها العرب ، فهذه طبائع شعبنا حتى ضد حكامه ، فأنصار فرقنا يكيلون الشتم ( للمسؤلين الجزائرين ) جهارا نهارا وبالصوت العالي ضد الرئيس عبد العزيز ورئيس الحكومة أويحي .
مواطنونا مجبرون على احترام بند أساسي في دستورنا مُفعّل في كثير من مواقف الدولة الجزائرية وهو [ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ] فليست لنا أي مصلحة في إفساد العلائق مع [ شعب مسلم أسيوي] ربطتنا علاقات جيدة معه أيام محنة الثورة .
علائقنا تدهورت كثيرا مع المشارقة والمغاربة ، فنحن أمة فجة غليظة أحيانا ، ترتكب حماقات تعود علينا بالخسران ، فقد خسرنا علاقاتنا مع المغرب ، ومصر ، والسعودية وكدنا أن نخسر تونس ، و ها نحن على أبواب خسارة علاقاتنا مع ا لجارة ليبيا .
كرامتنا فوق كل مساومة ووطننا فوق كل اعتبار ، لكن دون استفزاز الآخرين أو النيل منهم ، فالرياضة خلقت للتقارب بين الشعوب وليس التنافر فيما بينها .
#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟